أكدت رشيدة داتي البرلمانية الأوربية ووزيرة العدل الفرنسية سابقا أن المغرب وفرنسا يحتفظان بروابط تاريخية وحميمية قوية . وأوضحت في حوار صحفي خصت به جريدة »العلم « من باريس أن الرباط حليف سياسي وازن بالنسبة لباريس في منطقة شمال افريقيا ، وقطب هام للاستقرار بالمنطقة ، فيما يلي نص الحوار . سؤال : يتوقع أن يقوم الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند زيارة رسمية إلى المغرب ما بين 3-4 أبريل ، وتأتي هذه الزيارة في سياق أزمة اقتصادية وبعد الربيع العربي ، ما هي الرسالة التي ينبغي أن يحملها للمغرب ؟ جواب: تحتفظ فرنسا والمغرب بروابط تاريخية وحميمية قوية تتجاوز التناوبات السياسية في فرنسا . الرئيس فرانسوا هولاند يحمل رسالة صداقة ورؤية مصير مشترك. ولكن لا يكفي أن ننظر نحو الماضي لفهم قوة العلاقات المغربية الفرنسية، فلبلدينا أيضا مستقبل مشترك ! وبصفة خاصة في المجال الاقتصادي. فقد تجاوز حجم التبادل التجاري 7 مليارات عام 2011، وفرنسا تستثمر بكثافة في المغرب : 750 فروع الشركات الفرنسية و36 من شركات ( الكاك 40 ) هي بالفعل متواجدة على التراب المغربي. ولكن هناك أبعد من الجوانب الاقتصادية ، المغرب هو حليف سياسي وازن بالنسبة لفرنسا في منطقة شمال إفريقيا ، أمام المتغيرات الهامة الحاصلة في المنطقة في السنوات الأخيرة والتي تواجه خطر الإرهاب في منطقة الساحل ،فالمغرب يمثل قطبا هاما في الاستقرار من خلال تقديمه الدعم للتدخل العسكري في مالي ، والسماح بالتحليق عبر أراضيه، أثبت المغرب مرة أخرى عن وجود علاقة ثقة مع فرنسا . سؤال في البرلمان الأوروبي كنتم قد أظهرتم انخراطكم ودعمكم لصالح اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. أين نحن اليوم؟ جواب في شهر دجنبر 2011 قاومت من أجل أن يتم تمديد الاتفاقية السابقة أو المنتهية ،لكن في النهاية تقرر رفض التمديد لأسباب سياسية . وأعربت عن أسفي لهذا الرفض لأن هذه الاتفاقية تساعد في عيش الآلاف من المغاربة ، وتسمح لمجموع 120 باخرة أوروبية للصيد في المياه المغربية ، واليوم الاتحاد الأوروبي والمغرب يتقدمان في المفاوضات نحو اتفاقية جديدة ، وهذا يسعدني .أملي أن تخلص هذه المفاوضات بسرعة لتعطي إطارا جديدا لتعاوننا في هذا الميدان .أعمل بانتظام على التذكير هنا في "بروكسيل" على أننا سنخسر أكثر من المغرب في حالة عدم إنجاز هذه الاتفاقية ،إنه من الأهمية وفي جميع الحالات على أن تتعامل أوروبا مع المغرب بالمساواة والتكافؤ،. ويؤسفني المواقف التي تشير في بعض الأحيان غير ذلك . - سؤال ما هي التحديات المشتركة التي تواجه الآن الاتحاد الأوروبي والمغرب والتي يجب إزالتها ؟ جواب الاتحاد الأوروبي والمغرب قاما بتطوير علاقاتهما إلى حد كبير خلال السنوات الأخيرة ، وفي سنة 2008 منح الاتحاد الأوروبي مكانة متقدمة للمغرب كشريك متميز من أجل تحقيق شراكة متينة في المجال السياسي ومن أجل تعميق علاقاتنا التجارية أيضا كما يجب أن يعزز ويقوي التبادل الثقافي ،والتربوي ، والعلمي وتشجيع مجالات الحوار بين المجتمعات المدنية لدينا ، من جانبه، المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شرع في تنفيذ إصلاحات ديمقراطية عميقة لقت الترحيب من قبل الاتحاد الأوروبي إنه مجال حقيقي من القيم المشتركة وكما هو مجال اقتصادي مشترك أيضا يقوم ببنائه كل من الاتحاد الأوروبي والمغرب ،ولدي قناعة أن مستقبل أوروبا هو منطقة "المتوسط" سؤال يوم 4 مارس أعطى : خوصي مانويل باروصو انطلاقة المفاوضات بالرباط من أجل اتفاقية التبادل التجاري الحر الشامل والمعمق ( أليكا )، ماذا يمكن أن ننتظر من هذا الاتفاق ؟ جواب (أليكا) اتفاقية تمثل خطوة حاسمة نحو تعميق التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب هذا اعتراف بالديناميكية الاقتصادية ولكن أيضا بالاستقرار السياسي في المغرب وهذه مرحلة مهمة في تحرير المبادلات التجارية لدينا على وجه الخصوص والتي يجب أن تستفيد منها كثيرا إلى حد سواء اقتصاداتنا الثنائية ،هذه الاتفاقية ينبغي أن تعمل على تحرير تجارة الخدمات وحماية الاستثمار وتسمح لتيسير وملائمة تشريعاتنا في عدة مجالات من أجل تسهيل أكثر نوعا ما المبادلات التجارية ،وفي النهاية فإنه لهذا المجال الاقتصادي والإنساني الحقيقي، المشترك ،الذي يجب أن تؤدي إليه علاقاتنا ، فالمغاربة والأوروبيون لهما فيه مكاسب . رشيدة داتي في سطور من مواليد 27 نوفمبر1965. . أم لطفلة سمتها زهرة . أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية . وزيرة العدل : مايو 2007 حتى 23 يونيو عام 2009. . رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس منذ 29 مارس 2008 . نائبة في البرلمان الأوروبي منذ 14 يوليو2009 . عضوة اللجنة التنفيذية في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (اليمين) . مرشحة لانتخابات بلدية باريس القادم