علم من مصادر متواترة أن مجموعة مسلحة تنتمي الى جبهة الانفصاليين بتندوف ، تسللت توغلت قبل أسبوع الى منطقة جنوب الحدود المغربية الموريتانية ، و أرغمت عمال و أطر شركة موريتانية كانت تعمل في التنقيب عن المعادن بموجب ترخيص صادر عن السلطات الموريتانية على إخلاء منطقة التنقيب تحت التهديد بالسلاح . وقد تدخلت ، حسب ذات المصادر، السلطات المحلية الموريتانية التي أفهمت جبهة الانفصاليين بأن منطقة تدخلها الحازم تعد جزءا من التراب الموريتاني مستعينة بخرائط طوبوغرافية لحمل المليشيات الانفصالية على ترك الشركة تزاول نشاطها المنجمي و عدم التعرض لها مستقبلا . و بالقدر الذي يبدو به أن " أزمة الحدود " بين سلطات نواكشوط و جبهة الانفصاليين مرت بسلام فإنها تسائل ، السلطات العسكرية المغربية حول تحديات تأمين مناطق واسعة من تراب الصحراء المغربية المسترجعة و خاصة الشريط الضيق الواقع جنوب شرق الجدار الأمني على مستويات محور المناطق الرابطة بين ميجك شمال شرق الجدار الأمني و الزاك و أغوانيت جنوبه و التي ما زالت ميليشيات مسلحة تابعة للانفصاليين تستغلها للتحرك في وحدات بإمكانها التنقل بحرية الى أقصى شمال غرب عل مستوى بوابتي بئر كندوز و الغرغارات الحدودية و هو ما يطرح مستقبلا تهديدات أمنية محتملة على حرمة و سلامة الحدود الترابية الجنوبية للمملكة في حال لجأت ميليشيات المسلحين الى التصعيد العسكري الميداني . و يتزامن حادث الاعتداء الانفصالي السافر على عمال موريتانيين عزل مع تواتر التصعيدات الميدانية و التهديدات الشفوية بالتصعيد بحمل السلاح التي تتردد على لسان العديد من الوجوه المحسوبة على الصف الانفصالي و التي تعد تكتيكا استراتيجيا الهدف منه هو إبتزاز المبعوث الأممي كريستوفر روس على هامش زيارته للمنطقة و الإيحاء لأطراف النزاع المفتعل بالمنطقة أن جبهة الانفصاليين التي بدأت منذ أشهر تفقد تدريجيا الدعم السياسي و الدولي قد لا تملك سلطة القرار مستقبلا -في حالة عدم تجاوب المنتظم الدولي عموما و مجلس الأمن خصوصا مع أطروحاتها الانفصالية المنبوذة -لكبح جماح ميليشيات و مجموعات مسلحة تابعة لها بالمخيمات و خارجها تحضر للقيام بعمليات عسكرية تستهدف أمن المنطقة، و تقوض بالمرة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بداية التسعينيات تحت إشراف الأممالمتحدة بين الرباط و البوليساريو . و ضمن نفس المنحى يمكن إدراج التهديد المباشر للانفصالية المتسترة وراء شعارات حقوقية مزيفة المدعوة امينتو حيدار التي رمت جانبا بقناعها الحقوقي المزيف ولوحت قبل أيام من مدريد بالاحتمال الوارد لعودة الانفصاليين لحمل السلاح , و تزامن تهديد حيدار الصريح مع ترويج مواقع مقربة من الجبهة الانفصالية لبيان صادر عن ما يسمى ب" شباب الثورة الصحراوية" بمخيمات تندوف يطالب روس باخلاء و ترحيل بعثة المينورسو النشيطة بالصحراء ويتبنى محاولة الهجوم الفاشل على موقع بالجدار الأمني المغربي في العاشر مارس الجاري متوعدا بحمل السلاح قريبا كرد فعل على ما يصفه بتخاذل قيادة الرابوني و ضعفها . و يؤشر التصعيد الميداني و السياسي الأخير لجهات و أطراف محسوبة على الخط الانفصالي على محاولة اللوبي المساند للطروحات الانفصالية و المتواطىء ضد المصالح المغربية الى جر المنطقة الى هاجس ظرفية توتر مصطنع ووهمي سيمكن جبهة البوليساريو من إستعادة بعض وهجهها الاعلامي و الديبلوماسي بعد فترة خمول و كساد أستنفذت خلالها خيارات ورقة التصعيد الحقوقي دون ثمار تذكر اللهم فضح الحقيقة البشعة لجلادي الرابوني . و غير خاف سجل الماضي الارهابي لميليشيات البوليساريو بدءا من هجومين نفذهما مجموعة منهم على منجم للحديد بازويرات شمال موريطانيا شهري ماي و أكتوبر و إختطافهم لثمان رهائن فرنسيين مما أضطر حينها السلاح الجوي لفرنسا الى التدخل العسكري لتحرير الرهائن و القبض على المجموعة الانفصالية المهربة التي سلمت الى نظام الراحل بومدين الهواري الذي أطلق سراح الارهابيين شهرين بعذ ذلك من سجن تندوف ثم حادث الاعتداء الارهابي المسلح التي نفذته البوليساريو على قوارب صيد إسبانية في ساحل الداخلة بداية الثمانينات متسببة في مصرع عدة بحارة كناريين و جرح آخرين ما الت عائلاتهم تطالب بالقصاص و محاكمة المتسببين في الهجوم الارهابي الذين ما زال البعض منهم يتواجد بالقيادة النفذة للجبهة الانفصالية