أوردت وكالة الأنباء التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية في قصاصة لها أن الجزائر العاصمة احتضنت يوم الثلاثاء الماضي اجتماعا للدول المانحة والمنظمات الدولية العاملة في مخيمات اللاجئين الصحراويين لتقييم الاحتياجات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين. وأضافت القصاصة أن الاجتماع الذي نظم بدعوة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ناقش مع برنامج الأغذية العالمي ووكالة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة عرضا تطرق إلى الوضعية الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين والاحتياجات الخاصة بعام 2013 في مختلف القطاعات. طبعا، لا يمكن أن يكون هذا الاجتماع إلا محل ترحيب، لأن الأمر يتعلق بمبادرة إنسانية يجب أن تبقى بعيدة عن أية حسابات سياسية، فالذين يوجدون في وضعية لجوء سواء عن طواعية أو غير ذلك فهم مواطنون، سواء حسبوا أنفسهم مغاربة أو أنكروا عن أنفسهم ذلك، هم قبل كل شيء بشر في حاجة إلى دعم ومساندة لمواجهة صعوبات الحياة المترتبة عن افتعال أزمة في هذه المنطقة من العالم، فهم ضحايا هذه الأزمة. هذا لا يمكن أن يكون محل خلاف من طرفنا، لكن ثمة قضية أخرى يتم السكوت عنها رغم الأهمية البالغة التي تكتسيها في تحديد حجم وطبيعة هذا الدعم. ماذا عن أعداد هؤلاء اللاجئين؟ الجزائر التي تقحم أنفها في كل كبيرة وصغيرة مرتبطة بالنزاع حول الصحراء المغربية ومعها ربيبتها جبهة البوليساريو تدعي أن أعداد اللاجئين تتجاوز 180 ألف نسمة، بيد أن هناك مصادر تؤكد أن هذه الأعداد لا تتجاوز 50 ألف نسمة، ونظرا لهذا التباين طالب مجلس الأمن في العديد من المرات إجراء إحصاء دقيق للاجئين هناك وأوكلت المهمة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الذين توجه مسؤولوهم إلى الجزائر وتندوف لطلب إجراء هذا الإحصاء إلا أن المسؤولين في الجزائر أولا ثم في تيندوف ثانيا رفضوا ذلك رفضا قاطعا وردوا بأن الأعداد التي يقدمونها هي الصحيحة ولا تحتاج إلى أية مراجعة. وللمسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وللمسؤولين في عشرين دولة المدرجة ضمن الدول المانحة للاستنتاج أن رفض الجزائر وربيبتها البوليساريو يخفي إرادة في التستر على أعداد اللاجئين، لأن الكشف عن العدد الحقيقي لهؤلاء اللاجئين من شأنه أن يفرغ طروحات البوليساريو والجزائر من محتواها، ويقلص من حجم الدعم ويفضح الثروات الهائلة التي راكمها من يتاجر بمعاناة اللاجئين هناك. آه، بالمناسبة، لم يتحفنا بعض المتناضلين من قبيل أميناتو حيدر والتامك عن موقفهما الحقوقي من رفض إحصاء اللاجئين؟