تصاعدت وتيرة سعار الصحافة الجزائرية المتفننة في ابتداع و تلفيق أفظع ما يمكن تصوره من أشكال التحامل المجاني على المغرب و مؤسساته . تداعيات الخطاب الملكي الأخير و الذي وضع بجلاء ووضوح النظام الجزائري أمام مسؤولياته الحقوقية و القانونية تجاه ما يجري بمخيمات تندوف لم تقف عند حدود التحفظ و الغضب الرسمي بدوائر القرار الجزائرية كما تم تأكيده من خلال تصريحات و مواقف شخصيات بارزة في هرم السلطة فضلت التخفي وراء السرية ، لكنها في المقابل أطلقت العنان لأذرعها الاعلامية لنفث جرعات مفضوحة و جد خبيثة من السموم في حق الجار المغربي و للنيل من كرامة مؤسساته الدستورية . قبل أيام افتتحت صحيفة الوطن الجزائرية كوكتيل جوقة زارعي الفتنة و الفرقة حيث زعمت أنها تتوفر على معطيات و معلومات تفيد تورط كل من المغرب و قطر في حادث إطلاق النار على الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز منتصف الشهر الماضي ، بعد أن تلقفت قصاصة واردة بأحد المواقع الاخبارية الموريطانية مفادها أن نواكشوط قدمت معلومات في هذا الشأن لدولة صديقة ، و هي الأخبار التي سرعان ما فندها أكثر من مسؤول موريطاني و اتضح أن الأمر يرتبط بمناورة سياسية فاشلة و مفضوحة لأحد التيارات المعارضة بموريطانيا الذي يأتمر بأوامر أجنبية و ينفذ أجندتها في المنطقة . مباشرة بعد الخبطة الصحفية الفاشلة ستدخل صحيفة النهار الجزائرية بدورها حلبة التصعيد « المفتعل و المخدوم « حيث ستزعم نقلا عن مصادر قضائية جزائرية أن عناصر إرهابية تعمل لصالح أمير كتيبة الملثمين الجزائري في الساحل مختار بلمختار ،قد كشفت خلال مجريات التحقيق الأمني الذي خضعت له أن سفيري المغرب وفرنسا بمالي أبرما اتفاقا مع قادة الجماعة الإرهابية السلفية من أجل تنفيذ مخططات إجرامية وتخريبية في الجنوب الجزائري ، مقابل الحصول على دعم الرباط وباريس المادي و المعنوي للجماعة . و الجدير بالذكر أن الارهابي مختار بلمختار المكنى بلعور و المدرج في سجلات الأممالمتحدة باعتباره مرتبطا بتنظيم القاعدة و حركة الطالبان بسبب «المشاركة في تمويل الأعمال أو الأنشطة أو التخطيط لها أو تسهيل القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، بالاقتران مع» تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامية ،هو في واقع الأمر جندي جزائري سابق له خبرة بمعسكرات التدريب في أفغانستان. وهو أقدم قائد مجموعة ناشط، وقائد لكتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة و هو أحد مؤسسي الجماعة السلفية الجزائرية للقتال التي تتداول العديد من التقارير الاستخباراتية و البحوث الأكاديمية أنها أسست و تم إختراق صفوفها من طرف جهاز الاستخبارات العسكرية الجزائرية لكسر شوكة خلايا جبهة الانقاذ خلال عشرية الدم في الجزائر . حتى عندما بادرت قناة ميدي آن تي في إلى تخصيص حلقتها الأخيرة من برنامج ملف للنقاش لموضوع العلاقات بين المغرب و الجزائر و تداعياتها على البناء المغاربي و على منطقة الساحل , لم تكلف الصحافة الجزائرية نفسها الحد الأدنى من المهنية المطلوبة للتعامل مع الحدث الاعلامي و تحليله بعمق و روية ، بل إن ما وقع هو أن إدارة الشروق الجزائرية الذي لا تخفى على أحد صلات مديرها الملتبسة و القديمة مع مديرية الاستعلامات العسكرية بالجزائر ، حيث تعمدت القفز على كل التحاليل الجريئة التي وردت على لسان ضيوف البرنامج الحدث و نصفهم أجانب عن المغرب حيث الأول كاتب ومحلل سياسي جزائري وخبير في الشؤون المغاربية و يشغل منصب رئيس تحرير بقناة فرنسية رائدة بينما الضيف الثاني مدير لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس و خصصت ردة فعلها الغريبة على الأراء المثارة بالبرنامج التلفزي الحواري للتجني المجاني على المغرب و على مؤسسته الملكية في شكل تقرير صحفي فضائحي الغاية منه ليس مقارعة الحجة بالحجة بل النيل من سمعة المملكة و تلطيخ صورتها عبر القذف الكاذب و المفبرك و نعتها بأوصاف لا تستقيم لمنطق عاقل .