أصبحت خيوط الاختراق الاستخباراتي الجزائري للعديد من الجماعات الارهابية الناشطة بمنطقة الساحل الافريقي تتضح و تتجلى من خلال بعض التسريبات الاعلامية التي تبرز حجم الورطة الرسمية للنظام الجزائري في جزء غير يسير من الفتن و الانزلاقات الأمنيةالتي تضج بها منطقة الساحل الافريقي و الصحراء الافريقية الكبرى . زيادة على التقارير الاستخباراتية و الصحفية التي أسهبت في تبيان الصلات الوثيقة التي تربط العديد من الجماعات الارهابية بشمال مالي و موريطانيا بأجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية التي وظفت العديد من العناصر الارهابية لخدمة أجندتها بالمنطقة ، و إحكام قبضتها الامنية على مصير و شؤون الساحل الافريقي بغرض التحكم في الأنظمة السائدة بالمنطقة ، بما يخدم الأغراض التحكمية للنظام الجزائري , يبدو أن الألغام التي زرعتها الأجهزة الجزائرية بالمنطقة قبل سنوات لتنفيذ مخططها التحكمي أصبحت تنفجر تباعا في وجه حكام الجزائر بما يفصح عن النوايا الحقيقية للأجندة الجهنمية لنظام المرادية و جنرالاته . قبل يومين تمكنت أجهزة الأمن المتخصصة فى مكافحة الإرهاب فى الجزائر من ضبط تنظيم إرهابى على علاقة بالقاعدة فى بلاد المغرب الأسلامى كان يخطط لانفصال الجنوبالجزائرى عن بقية مناطق البلاد . ونقلت صحيفة "الخبر"الجزائرية الصادرة في عددها الصادرأول أمس عن مصدر مطلع قوله أن التنظيم الإرهابى يعمل تحت أسم "حركة الصحراء من أجل العدالة الإسلامية"' ويتألف من 12 شخصا وتم اكتشافه في منطقة "ورقلة" على بعد 820 كيلومتر جنوب شرق العاصمة . وأضاف المصدرأن التنظيم بنى مخططه على أفكار "حركة أبناء الصحراء" التي ظهرت قبل أعوام وطرحت فكرة الانفصال ثم اختفت عام 2007 بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من استمالة عناصرها إلى هدنة,انتهت باعتقال سبعة منهم وجنوح آخرين إلى السلم .. و بالعودة الى خلفية زعيم التنظيم الانفصالي المعلن عنه فيتعلق الأمر بالمدعو الطاهر أبو عائشة المكنى ب لمين بشنب المنحدر من أقصى الجنوبالجزائري و الذي يعتبر من مؤسسي حركة الصحراء من أجل العدالة الاسلامية ذات المطالب الاجتماعية قبل خمس سنوات قبل أن يعقد اتفاق هدنة و إستسلام مع السلطات الجزائرية ثم يعلن بعد تنصل الحكومة الجزائرية عن إلتزاماتها تجاه منطقة الجنوب و يعلن بعد سنوات من ذلك عن إلتحاقه بجماعة التوحيد و الجهاد التي تأسست نواتها الصلبة بداخل مخيمات تندوف قبل أن تنتقل الى شمال مالي أين تسيطر على أجزاء واسعة منه . و تتضارب الروايات حول مصير الطاهر أبو عائشة بين قائل أنه سقط قتيلا في غارة عسكرية و مؤكد أن أنصاره بشمال مالي يقودون حاليا حركة انفصالية عسكرية تدين بالولاء لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي و تطالب باستقلال الصحراء الجزائرية كما تؤكد رواية صحيفة الخبر . و الجلي من تتبع خيوط الملف المتشابكة وسط الوضع الأمني الاقليمي المهتز بالمنطقة أن حلقات السيناريو الانفصالي الذي ترعاه الجزائرمنذ السبعينيات انطلاقا من مخيمات تندوف يتكرر حاليا بشمال مالي مع فارق أنه في حالة اليوم يؤرق الوحدة الترابية للبلد الجار على الرغم من أن محللين و متتبعين للشأن السياسي الجزائري يأخذون مسافات نقدية من المعلومة مرجحين أن يكون الأمر يرتبط فقط بسيناريو إعلامي محبوك من طرف جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية لتحويل إهتمامات الرأي العام الجزائري عن مأزق النظام الجزائري في التعاطي مع الملف المالي الحارق و تبرير سياقات مشاركة محتملة للجزائر في عمل عسكري بالشمال المالي ضدا على المواقف المتحفظة للجزائر في وقت سابق و التي وضعتها أخيرا في عزلة ديبلوماسية دولية بعد تواتر النداءات الداعية الى ضرورة الحل العسكري للمشكل المالي . وفي المقابل لا تستبعد ذات المصادر أن يكون تسريب مسعى الانفصال بالجنوبالجزائري يخدم أجندة سياسية داخلية للنظام الجزائري و يسعى الى تعبئة الرأي العام الجزائري ، و تأليبه ضد المغرب في أعقاب تسريبات صحفية لمسؤولين جزائريين سامين عبروا من خلالها عن غضب و تضايق الحكام الجزائريين من حمولة الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة .