سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هكذا تسعى الجزائر الى خدمة المشروع الانفصالي بتندوف عبر بوابة أزمة مالي و الساحل الافريقي قصر المرادية ييتحكم استخباراتيا في قيادة أزواد مالي لخدمة أجندته بالمنطقة
هرعت الآلة الاعلامية و الدعائية الجزائرية بمختلف تلاوينها بما فيها الرسمية و المملوكة للدولة للدفاع عن قيادة الانفصاليين بالرابوني و رفع تهمة الارهاب عنها في أعقاب سلسلة من التقارير و القرارات الصحفية المتعددة المصادر التي أكدت نسبة الى شهود عيان بشمال مالي أن عشرات المرتزقة المنتمين لمخيمات تندوف حلوا نهاية الأسبوع بشمال مالي للقتال الى جانب خلايا القاعدة بعين المكان . المخطط التمويهي لجهاز الاستخبارات العسكرية عبر أذرعه الاعلامية فضح بشكل جلي الخيوط الخفية و المتشعبة التي يحركها نظام الجزائر بالشمال المالي و كشف الأجندة السياسية لقصر المرادية في تعامله مع الشأن المالي من منطق الوصاية غير القابلة للتجاوز التي دأبت الجزائر على فرضها على الشأن المالي الداخلي باعتبار باماكو الحديقة الخلفية لجنرالات المرادية النافذين و الامتداد الاستراتيجي لمخططات الجزائر بالعمق الافريقي و دفاعها المستميت و اللامشروط على إستمرارية مشكل الصحراء و مخيمات تندوف كشوكة في خاصرة المغرب العميق تعيق حكومة الرباط عن أي توجه مستقبلي لتوطيد وحدة المملكة الترابية في حدودها التاريخية التي إقتص الاستعمار الفرنسي و نظيره الاسباني أجزاء واسعة منها شرق المملكة ز جنوبها ضمن سياقات و أهداف لا تخفى مقاصدها الظرفية على أحد . وكالة الأنباء الجزائرية و في قصاصة مستعجلة بتثها قبل زوال أول أمس الثلاثاء وواضح أنها صيغت بطريقة مرتجلة و عشوائية سارعت الى نشر تصريح مكتوب تحت الطلب لممثل الانفصاليين بباريس يحاول من خلالها تفنيد الأخبار التي تداولها الصحف الفرنسية و التي مفادها أن صحراويين يساندون الحركات الجهادية في شمال مالي و متهما بالمناسبة أوساطا مقربة من المغرب بتسريب المعلومة لتشويه صورة البوليساريو متناسيا أن علاقات الوكالة الفرنسية مع الرباط ليست على ما يرام في أعقاب تبعات ملف مراسل الوكالة بالرباط و بالتالي لا مصلحة إطلاقا لمؤسسة عالمية من حجم فرانس بريس أن تحابي المغرب . مهنية الوكالة الجزائرية الرسمية التي لا يشق لها غبار تجرأت أيضا على إقتصاص فقرة من جواب على سؤال صحفي للناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في شأن صلات محتملة بين جبهة البوليساريو والحركات الجهادية في منطقة الساحل، بأن مصالح وزارته ليست على علم بأي مثل هذه الروابط. و لكن نفس الوكالة تجاهلت عن قصد و سبق إصرار الفقرة الأولى من جواب المسؤول الفرنسي و الذي شدد فيه على أنه في حالة تأكد المعلومات عن إلتحاق مائة من الجهاديين بما فيهم الصحراويين الى صفوف القاعدة فإن الأمر سيكون مصدرا للقلق. صحف ومواقع جزائرية أخرى مقربة من دوائر القرار العسكري ذهبت بعيدا في حربها الاعلامية بالوكالة عن البوليساريو ضد المغرب حيث نقلت عن مسؤول بارز بحركة الأزواد تكذيبه للأخبار التي أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية بشأن وصول جهاديين من السودان ومن الصحراء الغربية إلى شمال مالي. و بما أن الشيء بالشيء يذكر فالمسؤول الأزوادي الذي إستنجدت به الصحف الجزائرية إياها لتبييض صفحة الانفصاليين لا يعدو أن يكون مقربا من رجل ثقة الجزائر بالشمال المالي و هو شقيق و الذراع الأيمن لزعيم جماعة أنصار الدين الارهابية بشمال مالي إياد أد غالي الذي يأتمر بأوامر قصر المرادية في تصريف قرارات و خطوات جماعته بتومبوكتو . و ليس غريبا أن يكون الثائر الأزوادي على حكومة باماكو هو نفسه الشخص الذي تحاول الجزائر تقديمه للغرب كوسيط لاحلال السلام بمالي و تفادي التدخل العسكري المرتقب . الجزائر تحاول جاهدة التخلص من ورطة مالي التي تجد جذورها في المد الجهادي العابر للحدود الجزائرية في جميع الاتجاهات , و بعد أن تجاوزتها الأحداث و إرتدت عليها شظايا الارهاب القاعدي يسعى النظام الجزائري لتوظيف التدخل العسكري بشمال مالي لتوطيد حضور الانفصاليين الأزواديين المقربين منها و الذين تتحكم إستخباراتيا في توجهاتهم في رقعة الحل السلمي التفاوضي المتوقع بالساحل أو على الأقل ضمان ولاء القادة الجدد بباماكو للأجندة السياسية الافريقية لقصر المرادية و في طليعتها طبعا خدمة المشروع الانفصالي الانتهازي بتندوف .