عرف معدل البطالة في الوسط الحضري في الفترة الممتدة من الفصل الثالث للسنة الماضية وإلى نهاية شتنبر الماضي انخفاضا طفيفا لينتقل من 15.9 في المائة إلى 15.5 في المائة، وذلك من خلال إحداث 186 ألف منصب شغل جديد مؤدى عنه. وأدى مجموع الأنشطة التي عرفها سوق الشغل خلال هذه الفترة إلى استقرار معدل البطالة على المستوى الوطني في حدود 9.9 في المائة. وتأثر هذا المعدل حسب مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط بالارتفاع الطفيف الذي عرفه معدل البطالة في الوسط القروي والذي انتقل من 3.5 إلى 3.9 في المائة، حيث بلغ عدد المناصب التي تم خلقها 151 ألف منصب جديد. وتشكل قطاعات الخدمات والبناء والأشغال العمومية أهم الأنشطة الاقتصادية المحدثة لمناصب الشغل الجديدة، حيث ارتفع حجم الشغل في قطاع الخدمات بنسبة 2.9 في المائة بإحداث 108 ألف منصب، وفي قطاع البناء والأشغال العمومية بنسبة 7.4 في المائة، وبلغ عدد المناصب المحدثة في هذا القطاع 62 ألف. وحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط فإن تراجع التشغيل في القطاع الفلاحي ب29 ألف منصب، إضافة إلى 10 آلاف منصب في القطاع الصناعي، ساهم بشكل كبير في فقدان 18 ألف منصب شغل في الوسط القروي خلال الفترة المذكورة. وأوضحت المندوبية أن حجم السكان النشيطين البالغين من العمر 15 سنة فما فوق بلغ 11.298.000 خلال الفصل الثالث من سنة 2008 مسجلا بذلك ارتفاعا قدره %1,5 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2007. وهذا ناتج عن زيادة حجم السكان النشيطين ب %2,9 بالوسط الحضري واستقراره بالوسط القروي. وأشارت إلى أنه تم إحداث 337 ألف منصب شغل مؤدى عنه خلال هذه الفترة، وأن التشغيل غير المؤدى عنه تراجع ب 192 ألف منصب منها 169 ألف منصب بالقرى و23 ألف منصب بالمدن. وقد انتقل الحجم الإجمالي للتشغيل، ما بين الفترتين، من 10.030.000 إلى 10.175.000، وهو ما يمثل، حسب المندوبية، إحداث عدد صاف من مناصب الشغل يقدر ب 145.000 منصب (إحداث 163.000 منصب جديد بالمدن مقابل فقدان 18.000 منصب شغل بالقرى). وكخلاصات حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الثالث من السنة الجارية، أشارت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن عدد العاطلين بلغ 1 مليون و123 ألف شخص، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 2.3 في المائة، حيث بلغ هذا العدد خلال الفصل الثالث من السنة الماضية 1 مليون و98 ألف شخص. وبالأرقام المطلقة فقد ارتفع عدد العاطلين في المدن ب5 آلاف عاطل، وفي القرى ب 20 ألف شخص. بالنسبة للأشخاص الذين مستهم أكثر حركة سوق الشغل، أفادت المندوبية أن انخفاض البطالة بالوسط الحضري هم بالأساس الأشخاص المتراوحة أعمارهم ما بين 35 و44 سنة (1,1 نقطة) وما بين 25 و34 سنة (0,7 نقطة). كما سجل انخفاض طفيف قدره 0,2 نقطة لدى حاملي الشهادات. أما الارتفاع المسجل بالوسط القروي لمعدل البطالة فقد لوحظ أكثر لدى الشباب البالغين من العمر أقل من 25 سنة (منتقلا من %5,9 إلى %8,3) ولدى النساء على العموم (منتقلا من %1,6 إلى %2,3).