إعادة انتخاب المغرب في اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد    رؤساء برلمانات بلدان إفريقية يثمنون المبادرة الأطلسية لجلالة الملك (إعلان الرباط)    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع التوازن    أسعار المواد الغذائية تراجعت بنسبة 1,6 بالمائة في يناير    "فيفا" يجمّد عضوية اتحاد الكونغو.. هل من تأثير على مجموعة المغرب في تصفيات المونديال؟    شرطة العرائش توقف رجلًا وامرأة متلبسين بترويج المخدرات    برلمانيو شفشاون: طيور الببغاء جزء من المشهد السياحي للمدينة وقرار الحجز عليها فيه حيف وظلم    موريتانيا تتيح للسائقين المهنيين المغاربة الحصول على تأشيرة دخول متعدد صالحة لثلاثة أشهر    مشروع قانون يؤطر "التروتينيت" في المغرب ويلزم مستعمليها بالخوذة واحترام إشارات المرور    المستشفى المتنقل يحط رحاله بجماعة إملشيل في نسخته الثالثة (صور)    متى يُسْقِطُ الإطار المسْمار !    «بيرسا كوموتسي» تترجم أعمالا فلسطينية إلى اليونانية    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    تفاصيل اختطاف سيدة بسيدي بنور.. محاولة فاشلة لسرقة 20 مليون سنتيم    مقتل شخص في حادث إطلاق نار جديد ببروكسيل    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية تستهدف تكوين 30 ألف متدرج في مجال الصناعة التقليدية (لحسن السعدي)    المغرب يشارك بفريق قاري في عدد من السباقات الدولية بتركيا    طنجة تحتضن ندوة علمية حول مشروع قانون المسطرة المدنية: دعوات لتعزيز فعالية العدالة واستقلالية المهن القضائية    رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي يحذر من أن العقوبات الأميركية تهدد استقلالية المحكمة الجنائية الدولية    مجلس النواب يعقد جلسة عمومية تخصص لاختتام الدورة الأولى من السنة التشريعية 2024-2025    كاني ويست يعلن إصابته بمرض التوحد    الدوزي يشوق جمهوره لجديده الفني "آش هذا"    إيمان غانمي ل "رسالة 24" : تمرير قانون الإضراب يعكس توجها استبداديا    لسعد جردة: لم أكن أتوقع العودة بهذه السرعة لتدريب الرجاء البيضاوي    وزارة الصحة تؤكد تعليق العمل بإلزامية لقاح الحمى الشوكية بالنسبة للمعتمرين    إطلاق حملة تلقيح ضد الحصبة بالمدارس وتوزيع استمارة الموافقة على آباء التلاميذ    كأس العالم 2030.. فرصة مهمة للشباب المغربي (لقاء)    بنك المغرب: 78 في المائة من المقاولات تعتبر مناخ الأعمال "عاديا"    مجسّد شخصية زاكربرغ: رئيس "ميتا" تحول إلى "مهووس بالسلطة"    عقوبات أمريكية ضد المحكمة الجنائية    المغرب يوصي المعتمرين بأخذ اللقاح    طنجة.. اختتام منتدى "النكسوس" بالدعوة إلى تدبير مستدام للموارد    أنفوغرافيك | حسب الجهات ووسط الإقامة.. معدل البطالة لسنة 2024    قرار جديد من السعودية يسهل أداء مناسك العمرة    رغم التوتر.. كندا تبدي استعدادها للانضمام إلى مشروع ترامب    تعليق العمل بإلزامية لقاح الحمى الشوكية بالنسبة للمعتمرين (وزارة)    فيدرالية اليسار بأزيلال ترفع شكاية بشأن خروقات في تدبير الجماعة    عمدة ميونخ يرفض استضافة دوري الأمم الأوروبية    تهجير الفلسطينيين: حملة تضليل مكشوفة.. كيف تُصنع الإشاعات لاستهداف المغرب؟    الولايات المتحدة تأمر بوقف عشرات المنح المقدمة لبرنامج الأغذية العالمي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    كأس انجلترا: ليفربول يتأهل للمباراة النهائية بفوز عريض على توتنهام (4-0)    ‪ إلغاء لقاح الحمى الشوكية للمعتمرين    فيدرالية الاحياء السكنية بالجديدة تستعرض قضايا المدينة وحصيلة انشطتها الاخيرة    إنتخاب المستشارة الاستقلالية مينة مشبال نائبة سابعة لرئيس جماعة الجديدة    الزهراوي: خبر إمكانية استقبال المغرب للفلسطينيين المهجرين "شائعات مضللة"    لقجع: افتتاح مركب محمد الخامس بالدار البيضاء نهاية شهر مارس المقبل    مسيرة عظيمة.. رونالدو يودّع مارسيلو برسالة مليئة بالمشاعر    غوغل تطور تقنيات ذكاء اصطناعي مبتكرة لتحدي "DeepSeek"    "جامعيو الأحرار" يناقشون فرص وإكراهات جلب الاستثمارات إلى جهة الشرق    الشاب خالد، نجم الراي العالمي، يختار الاستقرار الدائم مع أسرته في طنجة    إنتاجات جديدة تهتم بالموروث الثقافي المغربي.. القناة الأولى تقدم برمجة استثنائية في رمضان (صور)    6 أفلام مغربية تستفيد من دعم قطري    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حميد شباط ل«الحياة» اللندنية
لست انقلابياً والأولوية لترتيب البيت الداخلي
نشر في العلم يوم 11 - 10 - 2012

خص الأمين العام لحزب الاستقلال صحيفة " الحياة" العربية المستقلة التي
تصدر من لندن بحوار شامل إستعرض فيه مشروعه السياسي بعد إنتخابه أمينا
عاما للحزب و أبرز أولوياته التي يتصدرها تنظيم البيت الداخلي للحزب .
حميد شباط تحدث أيضا عن رؤيته للكتلة الديمقراطية و طموحه لتتطور الى قطب
حداثي وديمقراطي منفتح على الجميع , كما تطرق الى ملف الوحدة الترابية
للمملكة و قضية الصحراء مجددا التذكير بمواقف الحزب المبدئية منها و على
رأسها الوحدة الترابية للمملكة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط شمالاً
إلى أقصى الكويرة جنوباً داعيا في نفس الوقت الى تفاوض عميق بين المغرب
و الجزائر حول المشكلات المرتبطة بالحدود الشرقية والجنوبية، وأن
تستثمرموازاة مع ذلك كل الجهود من أجل إنشاء اتحاد مغاربي يمكن أن يشكل
قاطرة للوحدة المغاربية الكبرى،
وفيما يلي النص الكامل للحوار :
"الحركة الاستقلالية ليست حزبا ضيقا بل هي فكرة و مهب و حركة تخترق
المجتمع المغربي"
في 23 أيلول (سبتمبر) 2003 انتخبت عمدة فاس، وفي التاريخ نفسه من 2012 أصبحت زعيماً لحزب الاستقلال. ماذا يمثل هذا التاريخ لك؟
- إنه فأل خير. أيلول (سبتمبر) هو شهر الخريف حين تتساقط الأوراق التي
ذبلت وتذهب مع الريح، لكن اسم شباط يحيل على فبراير أي شهر التبشير
بالربيع، وقد يكون للأمر علاقة ما تدفع بحميد شباط إلى أن يتحمل
مسؤولياته التاريخية بصدق ونزاهة وإخلاص. لذلك حين تحدث البعض عن وجود
أياد خارجيَّة في انتخابي أميناً عاماً لأقدم حزب سياسي في المغرب: قلت
نعم، إنها أيادٍ إلهية ترعاني.
هل تشير إلى تماثل رياضي مع الهدف التاريخي الذي سجله مارادونا بيده من دون أن يراه الحكم، وسماها يد الله؟
-السياسة ليست مثل الرياضة، برغم اشتراكهما في كلمة لعب «jeu»، ولعل هذا
ما كان يدفع الملك الراحل الحسن الثاني إلى رفض إسناد كلمة «لعب» للمشهد
السياسي حيث الحديث عن اللعبة السياسية، لأن السياسة جد. وأعتقد أن
صناديق الاقتراع التي جئت منها لم يمسسها أحد بسوء ولا طعن ولا اتهم
الانتخابات الشفافة للمرة الأولى في تاريخ الأحزاب السياسية باللعب.
وأفتخر بأنني لم آت إلى الأمانة العامة بالإجماع القمعي ولا بتصفيق
الجمهور، بل جئت من اقتراعات عامة مع مُنافس ليس عادياً، وأحرزت الانتصار
على قاعدة الديموقراطية.
أنت أول أمين عام للاستقلال من خارج الدائرة الضيقة لصنع القرار الحزبي. هل يتعلق الأمر بربيع طرق أبواب الحزب؟ أم أن تطورات النسق السياسي حتمت هذا التحول؟
- الحركة الاستقلالية ليست حزباً ضيقاً، بل هي فكرة ومذهب وحركة تخترق
المجتمع المغربي. حزب الاستقلال تنظيم أسس قبل 11 كانون الثاني (يناير)
1944 يوم تقديم عريضة الاستقلال ضد الحماية، فنواته تشكلت مع تظاهرات
طلاب القرويين بفاس في 1912 وقراءة اللطيف ضد الظهير البربري في 1930،
واشتد عودها مع رفع دفاتر مطالب الشعب المغربي في 1934. وبرغم الانقسام
الكبير الذي تعرض له حزب الاستقلال في كانون الثاني (يناير) 1959، ظل
الحنين دائماً للبيت الأول، وهو ما أسميه الفكرة الاستقلالية التي هي
أكثر من تنظيم سياسي له مقر وعنوان. الحركة الاستقلالية كمذهب وحركة
موجودة في كل بيت مغربي، وليست الكتلة الوطنية في 1970 والكتلة
الديموقراطية في 1992 سوى هذا الحنين إلى الفكرة الاستقلالية التي هزمت
أعتى قوة استعمارية في القرن الماضي، وبالتالي يمكن أن تسموا ما حدث في
نهاية الشهر الماضي في المغرب عودة الروح لحزب الاستقلال، أو «عودة
الوعي» إلى فئة واسعة مؤمنة بأن الديموقراطية غير ممنوعة من الصرف داخل
أحزابنا السياسية، بدليل أنها نجحت في حزب الاستقلال الذي لم يعد قابلاً
للتوريث ولا للتتريك. ونحن جزء من التطور الذي مسَّ النسق السياسي ككل في
المغرب، وأعتبر نفسي محظوظاً أنني كسرت حاجزاً نفسياً، اسمه توريث حزب
الاستقلال لأبناء الذوات والعائلات الكبرى.
خضت معارك ضد ما تصفونه بالحزب الوحيد وضد رموز في الحزب الذي تنتسب إليه. ماذا يجمع بين كل هذه المعارك؟
- قدر الحركة الاستقلالية في المغرب أن تصارع على جبهات متعددة داخل
صفوفها وخارجها منذ ابتلي المغرب بالاستعمار إلى معركة إقرار
الديموقراطية، وقدرنا أيضاً أن ندفع الثمن غالياً من الإعدامات والسجون
والمنافي إلى الطعن في ذممنا وتجاوز المنافسة السياسية الشريفة إلى الزج
بعائلاتنا في قضايا مفبركة لا تخفى على أحد خلفياتها. كنا ضد الحزب
الواحد ومع ذلك ونظراً إلى قوتنا السياسية ولجماهيرية تنظيمنا اتهمنا
بأننا أنصار سياسة الحزب الواحد و»أن المغرب لنا - وحدنا - يحيا لا
لغيرنا».
ولكن هذا ما يوجد في نشيد حزبكم؟
- نعم في نشيد الحركة الاستقلالية التي تخترق كل بيت كما سبق أن صرحت،
حيث الاستقلال ملك للمغاربة أجمعين لا لفئة دون أخرى. نحن قاومنا احتكار
الوطنية ولو أننا كنا زعماءها الذين ضحينا من أجلها بالغالي والنفيس.
وقاومنا أيضاً أن تنشئ الدولة حزباً ترعاه ليصبح الحزب الوحيد، لأننا
نؤمن دوماً بالديموقراطية، وهذا جوهر المعركة التي قمنا بها داخل الحزب،
حيث قلنا: «كفى تملك عائلة واحدة لقيادة الحزب!». وكافحنا من أجل التعدد
والاختلاف، وإذا كنا نطالب الدولة بالديموقراطية، فيجب أن نكون نحن كأداة
لتأطير المواطنين النموذج في تطبيق هذه الديموقراطية، وهذا ما حدث في
المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال كما تتبعتموه، لم ينتصر حميد شباط، بل
انتصرت الديموقراطية.
"لست ليش فاليسا أنا قائد نقابي تدرج في التنظيمات السياسية للحزب "
أنت أول زعيم نقابي تتولى قيادة حزب سياسي كبير. أين تبدأ وتنتهي العلاقة بين ما هو حزبي وما هو نقابي في التجربة المغربية؟ هل أخطأ نوبير الأموي يوم انشق عن الاتحاد الاشتراكي، أم أنه كان في وسعه أن يسلك طريقاً آخر للحفاظ على وحدة الحزب؟
- لست ليخ فاليسا، ولا الاتحاد العام للشغالين بالمغرب نقابة التضامن في
بولندا. أنا قائد نقابي لكني تدرجت في التنظيمات السياسية للحزب. وأعتبر
أن الأخ المناضل النقابي نوبير الأموي أخطأ حين خرج من حزب الاتحاد
الاشتراكي. لقد أخطأ الطريق برغم ما بدا له من انسداد للأفق، فقد كان
ممكناً النضال من داخل هذا الحزب الذي انشق عن حزب الاستقلال. أعرف
المغزى العميق لهذا السؤال، أنتم تخشون هيمنة النقابيين على الأحزاب
السياسية. أعتقد أن الاتحاد السوفياتي انهار في 1989 يوم سقوط جدار
برلين، ومعه لم يعد معنى لاستمرار المناداة بدكتاتورية البروليتاريا...
(يضحك) أنا من حي شعبي، وميولي منذ بدأت نقابية، أعيش مع العمال، ومع
الطبقات المسحوقة، أعي احتياجات البسطاء ومطالبهم، ولم أغير سكني كما فعل
الكثيرون ممن ارتقوا اجتماعياً. ما زلت الابن الوفي للحي الفقير في فاس:
بن سودة، وسأبقى... ولا تتخوفوا، ليست لدينا مطالب ثورية، لأن الحركة
الاستقلالية منذ نشأتها إصْلاحية، تؤمن بالتوافق وبالاحتجاج السلمي
وبالتدرج في سلم الديموقراطية. لست انقلابياً على أية حال، فلم آت على
دبابة إلى مقر الأمانة العامة لحزب الاستقلال، بل عبر صناديق الاقتراع
الزجاجية الشفافة التي لم يطعن فيها حتى الخصوم والمتنافسون!
يتردد أن الاستقلال دفع ثمن تراجع نفوذه في الانتخابات الأخيرة، فقد رضي عباس الفاسي بالمرتبة الثانية بعد»العدالة والتنمية». ما هي طموحات حزبكم في انتخابات البلديات؟
- نطمح إلى تحديث هياكل التنظيم، وتعزيز التواصل بين المكونات الأساسية
لحزب الاستقلال، واستعادة الغاضبين الذين جمدوا نشاطهم لما اعتبروه
ابتعاداً عن الفكرة الاستقلالية. نحتاج إلى كل الطاقات الاستقلالية من
حكمة الشيوخ إلى حماسة الشباب، من أجل بناء تنظيم حيوي. ومراهنتنا قوية
على أن نكون الحزب الأول في الانتخابات البلدية.
أنت اليوم أمين عام لحزب الاستقلال، ما مصير الذين كانوا يعارضونك؟
- القاعدة الأساسية هي أنني اليوم لست حميد شباط الذي يمثل تياراً
سياسياً داخل حزب الاستقلال، بل أمثل جميع الاستقلاليين وكل المغاربة
الذين لهم هذه الروح الاستقلالية، لأننا نعتبر أن حزب الاستقلال لكل
المغاربة، وبالتالي فإن حميد شباط لم يعد رهينة لموقع سياسي أو تيار داخل
الحزب.
لكنكم قلتم إنكم على أبواب العزيزية وسترفعون الأسلاك؟
- الأمر يتعلق باستعارة، وفي الحرب السياسية السلمية تكون الاستعارات
ممكنة ما دامت ذات بعد أخلاقي ولا تخرج عن ذلك. وبالتالي أعتقد أن الذي
ربح المعركة هو حزب الاستقلال وليس شباط، والذي ربح هو نجاح الاختيار
الديموقراطي داخل تنظيمنا. إلا أنني اليوم لا يمكن أن أتكلم باسم نادٍ
صغير جداً أو باسم غالبية داخل حزب الاستقلال، بل باسم حزب الاستقلال،
وأنصار عبد الواحد الفاسي. بل إن عبد الواحد الفاسي هو صديق اليوم وهو
عضو أساسي في الحزب ونحن نتقاسم الكثير من الأشياء التي ستسير في مصلحة
الحزب أولاً قبل مصلحة الأشخاص، وهذا سيوافقنا فيه كثير من الاستقلاليين
الذين يضعون قلبهم على مصلحة الحزب قبل مصلحة الأشخاص. شباط ليس إلا
اسماً كان يمثل بالنسبة إليهم اقتناعات معينة، وانتخبوني وصوتوا لي بكل
شفافية، يشهد بها القاصي والداني، الخصوم والأعداء.
لكن سبق للغاضبين أنهم لم يرشحوا أنفسهم للجنة التنفيذية؟
- تعرفون أنه حين تكون هناك نتائج ما في انتخابات ما مرت بديموقراطية،
ولم تبرد الأنفس، هناك أشياء شتى تبقى عالقة في الذوات، لكن الاستقلاليين
أنفسهم واسعة ولهم تطلعات أكبر من التي يعتبرها خصوم الحزب هنا أو هناك.
إننا نعتبر أنفسنا رجالات دولة وأنه ليس فينا صغير لا يستحق أن يكون
أميناً عاماً، وعبد الواحد الفاسي مهما كانت اختلافاتي معه لما كنا
متنافسين، فإنه ابن الحزب وأكن له كامل الاحترام.
"أولى الأولويات ترتيب البيت الداخلي"
ما هي إستراتيجيتكم الآن؟
- إستراتيجيتنا تتمثل في أننا، كما سبق وأن أعلنا عن ذلك في برنامجنا
الذي صوت عليه أغلب الإخوة في حزب الاستقلال، نعتبر أنه أولى أولوياتنا
هي أن نعيد ترتيب البيت الداخلي. الآن لم يعد هناك مجال للصراع الداخلي
إلا في إطار التنافس المشروع والموضوعي بين الأفراد والجماعات، لأننا حزب
منفتح ونعتبر أننا أنجزنا خطوة تاريخية في الانتقال بحزب الاستقلال من
حزب عائلات إلى حزب ديموقراطي، ولدينا برنامج لنعيد هيكلة الحزب وإعطاءه
الإشعاع الوطني اللازم، وآمل بأن ننجح في ذلك.
حزب الاستقلال يجب أن يعود له وهجه السابق الذي يجعل كل استقلالي يعتز
بالانتماء إلى حزبه، وأن يفتخر المغاربة كلهم بأن يحافظ حزب الاستقلال
على ما كان عليه أسلافه مع الإضافات الأساسية التي يقتضيها العصر، بخاصة
في مجال الديموقراطية وتطوير هياكل الحزب والإشعاع الحزبي والوجود في كل
التراب الوطني، وتأطير المواطنين وتوعيتهم بما يمكن أن يساهم في تنمية
المغرب والحفاظ على استقراره وتطويره نحو الديموقراطية ومحاربة الفساد.
وهي أمور نؤمن بأن لها أولوية قصوى الآن، لأنها أصبحت خياراً مجتمعياً
نريد الدفاع عنه.
ورد في تعبيركم أنكم تلتمسون إحياء الكتلة، كيف؟
- الكتلة أسدت خدمات جليلة للوطن، ومنذ تأسيسها عام 1992، عرف المشهد
السياسي المغربي تحولات جذرية، ولعل جزءاً كبيراً مما نعيشه اليوم هو من
ثمار ذلك. ولذلك نحن سننتظر ما سيسفر عنه مؤتمر الإخوة في الاتحاد
الاشتراكي الحليف الاستراتيجي الذي يعتبر جزءاً من المكون الأساسي للحركة
الوطنية، وسيكون لنا كلام كثير حول إعادة إحياء الكتلة وتقوية برنامجها
وإعادة الحياة إليها وخلق وشائج القربى من أجل مصلحة البلاد أساساً وأن
تعلو المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، لأن هذا كان هاجس كل
استقلالي. وسيجد أكثر من قطب نفسه في هذا التحالف، وهذا أملنا بأن لا
تبقى الكتلة حيزاً ضيقاً للأطراف التي شكلتها وألا تكون ملكاً حصرياً
وثابتاً كأصل تجاري للأعضاء المؤسسين. أيضاً نطمح إلى أن تكون الكتلة
قطباً منفتحاً لجميع من يمكنه أن يساهم في تقدم البلاد في إطار مشروع
حداثي ديموقراطي يؤمن بهذه الأمور، ولا يمكن أن نعارضه.
ماذا عن خياراتكم الوطنية والدولية؟
- خياراتنا تكمن في أننا حزب وطني، كان لنا دائماً إيمان بالوحدة الوطنية
الداخلية، ليس على أساس إجماع قمعي، وإنما على أساس خيارات ديموقراطية.
ونطمح إلى تأسيس تحالف قوي يكون داعماً لمبادئ الديموقراطية ولانتقال
المغرب وألا يترك الطبقات المحرومة تتحمل تكلفة التنمية، بل أن تكون
مساهمة وأن تستفيد أيضاً من خيرات البلاد في إطار المساواة في بلد
المؤسسات والقانون. وأيضاً نؤمن بوجود وحدة ترابية ممتدة من البحر الأبيض
المتوسط شمالاً إلى أقصى الكويرة جنوباً.
"الحكم الذاتي هو الحل لقضية الصحراء"
كيف تبدو لكم مشكلة الصحراء؟
-مشكلة الصحراء مطروحة لنا اليوم في إطار إنساني، والمغرب يريد أن يحافظ
على وحدته الترابية في إطار التعدد والتنوع. والقوى المناهضة لذلك، تحشد
الدول المنافسة لها الدعم. ونحن انطلاقاً من اقتناعنا بالجانب الإنساني
في القضية، اقترح المغرب الحكم الذاتي، وهو ما اعتبره حزبنا الحل
التاريخي الأمثل لقضية الصحراء، لكي يتصالح التاريخ مع الجغرافيا. لا
يمكن لأي عاقل اليوم أن يدافع عن خلق كيانات وهمية أو صغيرة تساهم في
تجزئة المغرب الكبير وتبعده عن اللحاق بالدول النامية أو الديموقراطية
وتبقيه في إطار الصراعات بين الشعوب المتنافسة في المنطقة. نحن الآن على
عتبة مفصلية في قضية الصحراء.
قضية كريستوفر روس أعتبرها قضية دولة، تم الاختلاف حول شخصية روس منذ
تعيينه، وتشبث الأمين العام بذلك. نعتبر أن أي خبير أممي أو ممثل للأمين
العام الذي نحترمه، يجب أن يحترم أيضاً مبادئ الأمم المتحدة التي تنص على
إيجاد حل سلمي للصراع بين الأطراف في إطار من التفاهم، وألا وجود لحل
قسري يُفرض على المنطقة، وأن تكون هناك حلول مرضية يتفق عليها الأطراف.
القضية أعمق بالنسبة إلينا، يمكن للمغرب والجزائر أن يبدآ تفاوضاً عميقاً
حول المشكلات المرتبطة بالحدود الشرقية والجنوبية، وأن تستثمر كل الجهود
من أجل إنشاء اتحاد مغاربي يمكن أن يشكل قاطرة للوحدة المغاربية الكبرى،
وأن يعطي نموذجاً لتكتلات جديدة مبنية على الديموقراطية ووحدة المصير
والجغرافيا والقيم المشتركة في التاريخ وأيضاً على الحس المستقبلي. وهنا
لا يمكننا في حزب الاستقلال إلا أن نخاطب الإخوة الجزائريين كي نتعقل
جميعاً من أجل مصير مشترك، قبل أن تفرض علينا خيارات لا طاقة لنا بها ولا
نستطيع أن نقاومها لا نحن ولا الإخوة الجزائريون.
الصحراء هي جزء فقط من تراب ممتد، من تاريخ وثقافة وصراع، والحل الأمثل
هو في انخراط متبادل بدءاً من الحوار والشراكة وفتح الحدود، إلى معالجة
الملفات الأساسية ووضعها على طاولة النقاش، وبذلك يمكن أن تذوب كل
الفوارق ويمكن أن تذهب كل دواعي وجود أي كيان وهمي في المنطقة لن يكون
إلا بذرة للتفرقة والشقاق، وهذا ما تريده الدول العظمى التي تقول إنها مع
السلام ومع خيارات الأمم المتحدة، بخاصة مع تنامي موجة الإرهاب في الساحل
وجنوب الصحراء... دائماً نحن في حزب الاستقلال نؤمن بالحوار، لكن نؤمن
أيضاً بالحقوق المشروعة التي لا يمكن أن تداس ولا يمكن القفز عليها عبر
باب الحوار المغشوش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.