كشفت مصادر مسؤولة من شمال مالي أنه تزامنا مع بدء العد التنازلي للتدخل العسكري بشمال مالي، بقيادة فرنسا، قام تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي يسيطر على جزء كبير من شمال مالي، بتجنيد جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة، وذلك للزج بهم في معركة التنظيم الإرهابي ضد ما يعرف بالتدخل العسكري الفرنسي، وبدعم من منظمة الإيكواس دول غرب إفريقيا و أبرزت ذات المصادر أن فرع القاعدة أوكل لحركة التوحيد و الجهاد مهمة إستقطاب و تجنيد شباب من مخيمات تندوف مقابل منحة تقدر بحوالي 4 ألاف أورو لكل متطوع للقتال تحت راية الجهاديين . الى ذلك أعربت مجلة (جون أفريك) عن قلقها من "حالة الانتظارية والتوقع" التي تسود بالجزائر إزاء التهديد الإرهابي في منطقة الساحل على خلفية الأزمة في مالي من خلال إصرارها_ على الخصوص_ على الحيلولة دون أي تدخل عسكري في شمال مالي الذي تحتله عناصر (القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي) و(حركة التوحيد والجهاد) التي تواصل تجنيد شباب خاضع ل(البوليساريو) بتندوف على التراب الجزائري. وأبرز فرانسوا سودان_ في افتتاحية بعنوان "عاصفة الصحراء" تضمنها العدد الجديد من المجلة الصادر أمس الاثنين الوضعية غير المستقرة التي توجد عليها مخيمات تندوف والدوافع التي تدفع "هؤلاء الجهاديين الجدد على درب الحرب"_ وهي ذات الدوافع التي تحرك المهاجرين غير الشرعيين الذين يحشرون في القوارب على البحر الأبيض المتوسط: البؤس الاجتماعي_ وأمل العيش في الجنة الموعودة". وتساءل مدير تحرير الأسبوعية_ _ "إذا كان كل ما يحدث داخل (البوليساريو) يتم تحت مراقبته_ فلماذا يترك هذا البلد الكبير الوضعية تتفاقم في الوقت الذي يبدو فيه أن قيادة (البوليساريو) فقدت كل سيطرة على قاعدتها. وكتب ذات المجرر أن "هذا الأفق المظلم يولد كل أشكال الجنون. لا أحد يستشعره مثل الشبان الصحراويين في مخيمات (البوليساريو) الذين لم يعرفوا_ طوال حياتهم_ سقفا غير الخيام المنصوبة في الصحراء الجزائرية. ولذلك_ يتزايد عددهم أكثر فأكثر في صفوف القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد" وإزاء الصمت الملاحظ بشأن ما يحدث في مخيمات تندوف_ تساءل محرر الافتتاحية_ على الخصوص_ "لماذا ترفض الجزائر_ التي تملك أحد المفاتيح الأساسية للحل_ ولاسيما الحل العسكري_ للتهديد الإرهابي الصحراوي ولماذا تم_ بشكل غريب_ شل لجنة الأركان العملياتية المشتركة_ الآلية التي تم وضع تصور لها بالجزائر العاصمة لمواجهة خطر (القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي)_ والتي تجمع العديد من دول الساحل_ وهي الآلية التي توجد في حالة سبات منذ بداية الأزمة بمالي". وحذر الصحافي من أن شمال مالي يتجه إلى أن يصبح "غير قابل للاسترداد"_ مع توالي الأيام_ وهو ما يحتم ضرورة "الخروج من حالة الانتظارية والتوقع".