بغض النظر عن هوية و أهلية الجهة التي أصدرت قرار سحب اعتماد صحافي وكالة الأنباء الفرنسية و مراسلها الزميل عمر بروكسي و جدية التبرير الذي قدمته لتسويغ القرار، و المتصل ببثه قصاصة لا مهنية حول الانتخابات الجزئية بدائرة طنجة التي جرت الخميس الماضي لا يمكن لنا إلا أن نأ خذالمسافة المبدئية و المهنية اللازمة من قرار بهذا الشكل . هل كان موضوعيا أو متعسفا لا يكمن هنا الإشكال بقدر ما يرتبط بالتساؤل المحوري حول توفرأجهزة الدولة الرسمية على المناعة و المراس الكافيين للتعامل المرن مع الكتبات و التقارير الصحفية المزعجة كيفما كان مصدرها . من الممكن أن نتفهم حساسية المسؤولين تجاه جملة أقحمت بشكل عرضي غير مناسب بقصاصة الوكالة حول الموضوع , وبغض النظر عن مبدأ حسن أوسوء النية في تضمينها الخبر فإن منع صحفي من ممارسة مهنته لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمثل التصرف اللائق و المناسب في التعامل مع الواقعة . قلناها و نكررها اليوم الحساسية المفرطة و السلوك الدفاعي المتشنج لا يخدم إطلاقا صورة المغرب ، و تطلعات حكومته و قواه الحية للديمقراطية الحقة الذي لا يمكن لحرية التعبير ، و إن كانت أحيانا جارحة و مسيئة إلا أن تمثل إحدى أسسه غير القابلة للتجزيء .