في محفل رهيب و بالغ التأثير ودعت جماهير غفيرة أول أمس الأربعاء أحد أبرز مناضليها السياسيين و النقابيين الفقيد الكبير الذي اختطفته يد المنون في أبرز مرحلة العطاء والنضال و التضحية التي خبرها فيه سكان فاس المجاهدة ، الأمر يتعلق بالراحل محمد العلوي تتنا تغمده الله برحمته الواسعة . فمنذ الساعات الأولى من صباح أول أمس الأربعاء تقاطرت على جنبات المركب الثقافي الحرية بفاس أعداد غفيرة من المناضلين السياسيين و النقابيين و الحقوقيين من مختلف الأطياف ، و جماهير من الاستقلاليين و الاستقلاليات و أعضاء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب توافدوا من مدن كثيرة و بعيدة ، الجميع أصر على أن يلقي النظرة الأخيرة على جثمان رجل خبروا فيه الصدق و الوفاء و الالتزام و النزاهة و جميع القيم التي أهلته ليكون محل تقدير الجميع ، و كان في مقدمة الحاضرين الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي و عضو مجلس رئاسة الحزب الأستاذ محمد الدويري و وفد من اللجنة التنفيدية ضم كل من الإخوة حميد شباظ و محمد السوسي و نورالدين مضيان و حمدي ولد الرشيد و بوعمر تغوان و عبدالإلاه البوزيدي و عادل بن حمزة و عبدالقادر الكيحل و عبدالله البقالي و أعضاء المكتب التنفيدي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، كما حضر إلى عين المكان كل من السيد شكيب بن موسى رئيس المجلس الاقتصادي و الاجتماعي الذي كان الفقيد عضوا بارزا فيه و الدكتور ادريس الكراوي الأمين العام للمجلس و والي جهة فاس بولمان و عدد كبير من المنتخبين و المسؤولين المحليين و الإقليميين و الجهويين . و حرص الأخ محمد السوسي عضو اللجنة التنفيدية و المفتش العام للحزب على أن يؤبن الفقيد بكلمة جد مؤثرة زادت من لوعة الحزن و الفراق و التي قال فيها إنه عرف الفقيد منذ ثلاثين سنة خلت وعرف فيه الصدق و التضحية و يعود له الفضل رفقة مناضلين آخرين و في مقدمتهم الأخ حميد شباظ في بناء العمل النقابي بفاس و استدل بكثير من الوقائع في هذا الصدد ، كما أوضح أن الفقيد كان ملتزما بتمثيله لساكنة فاس في البرلمان سواء في مجلس النواب أو بعد ذلك في مجلس المستشارين أو بمجلس مدينة فاس و رئاسة مقاطعة أكدال بنفس المدينة ، و قال الأخ محمد السوسي أن شهادته أمام الله لفائدة الفقيد الكبير لا تزكيه أمام الله و لكنه يأمل أن يقربه سبحانه إليه و يتغمده برحمته الواسعة و يسكنه فسيح جنانه إلى جوار عباده الصالحين . و من جهته ألقى الأخ عبدالمجيد الكوهن عضو اللجنة المركزية للحزب و أحد مسؤولي الحزب بفاس كلمة تأبينية باسم المناضلين الاستقلاليين بفاس ذكر فيها بمناقب الراحل خصوصا أداءه البطولي خلال انتفاضة 14 جنبر 1990 التي أشرت على بداية الحراك المغربي مبكرا و التي شرعت أبواب التغيير الحقيقي أمام المغاربة قاطبة ودفع الفقيد ثمن نضاله غاليا من خلال اعتقاله و الزج به في غياهب الزنازن ، إلا أن الفقيد المناضل لم يرضخ و واصل نضاله النقابي المستميت ،و استحضر الأخ الكوهن فضائل الفقيد الكبير على ساكنة فاس حيث لم يكن يتوانى على تقديم جميع أشكال الدعم و المساندة و التضحية . و إثر ذلك توجه الموكب في أجواء جد مؤثرة إلى مسجد التجمعتي لأداء صلاة الظهر ثم صلاة الجنازة و كان فضاء المسجد الرحب و الفسيح مكتظا بالمصلين ، و مباشرة توجه الجميع في موكب امتد إلى كيلومترات إلى مقبرة باب فتوح حيث ووري الراح الثرى . و مساء نفس اليوم أقام مناضلو الحزب والنقابة بفاس و أفراد أسرة الفقيد ليلة أمداح و سماع و تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم بساحة في الهواء الطلق حضرتها شخصيات سياسية و نقابية و حقوقية و رسمية تقدمها السيد والي ولاية فاس بولمان .