سارع أحد قياديي جبهة البوليساريو الانفصالية إلى التعبير عن الفرح والابتهاج مباشرة بعد انتخاب السيدة زوما الجنوب إفريقية على رأس مفوضية الاتحاد الافريقي ولم يتمالك نفسه و أطلق العنان للسانه بالقول « الأن ، لدينا رئيس فعلي لمفوضية الاتحاد الافريقي » و يبدو هذا الانتخاب له اكثر من تفسير منطقي و يتضمن أكثر من رسالة موجهة إلى اكثر من طرف . فالمعروف أن للسيدة زوما مواقف جد متطرفة تجاه قضية وحدتنا الترابية . و نتذكر جميعا أنه كان لها الدور الكبير و الحاسم في اعتراف جنوب افريقيا بالجمهورية الوهمية ، اذ كانت تشغل أنذاك منصب وزيرة الخارجية في حكومة جنوب افريقيا. و أبدت حماسا مثيرا للدهشة في هذا الصدد و نجحت رفقة جناح معين في إدخال العلاقات المغربية - الجنوب افريقية الى غرفة الانعاش المركزة ، و حينما نبحث في ماضي هذه السيدة نجد تفسيرا مقنعا لمواقفها المعادية جدا للمغرب حيث كانت تتمتع بجواز سفر ديبلوماسي جزائري كان يمكنها من التحرك بكل حرية ، ونكتفي بالتذكير بجواز السفر فقط و لا نتحدث عن أمور أخرى و نكتفي بالقول إن ارتباطها مع الجزائر يفسر ما يفسر . المهم ، اعتقد ان الرسالة وصلت واضحة الآن الى الرباط التي يجب ان تزداد اقتناعا بان الدور المشوش للاتحاد الافريقي سيتقوى،وأن الدول التي كانت تأمل في عودة سريعة للمغرب الى حظيرة الاتحاد الافريقي خاب أملها بانتخاب زوما على رأس هذه المنظمة،و بذلك أضحى من المنطقي بالنسبة لحكومات هذه الدول ان تؤجل الحديث في هذا الموضوع إلى حين.وحسنا فعلت الحكومة المغربية حينما لم تبد أي حماس للتجاوب مع نداءات طالبتها بالعودة الى منظومة الاتحاد الافريقي ، لأن هذا مايجعلها اليوم في وضعية مريحة نسبيا بعد انتخاب زوما على راس منظمة ليس لها كبير حضور في الساحة الدولية.