بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على خير المرسلين الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام لحزب الإستقلال الأستاذ المجاهد عبدالكريم غلاب الأساتذة الأجلاء الذين استجابوا لدعوتنا بالمشاركة في هذا التأبين السادة الأفاضل أبناء وإخوة و أقارب فقيدنا الكبير السادة المدعوون لحظة مؤثرة أن نبادر في جريدة (العلم ) بتأبين من اقترن اسمه بها ، وكان ولايزال من الصعب التفريق بين اسمين متلازمين و هما (العلم ) و عبدالجبار السحيمي . و إذا كانت ( العلم ) تمثل بحق مدرسة متاصلة في الصحافة، فإنه ما كان لها أن تتبوأ هذا الموقع لولا رجال أشداء صنعوا مجدها ورفعوا شموخها و صاغوا تاريخها المكتظ بالانجازات و كان في طليعتهم فقيدنا الكبير عبد الجبار السحيمي رحمه الله مع أسماء اقترنت أسماؤها هي الأخرى مع ( العلم )، و أذكر هنا على سبيل الذكر لا الحصر ، الأستاذ المجاهد عبدالكريم غلاب و الأستاذ محمد العربي المساري أطال الله في عمرهما . و حينما نصر من موقعنا في ( العلم ) على هذا التأبين فلأننا نغالب النفس و نعاندها لكي ندعي العيش في ( العلم ) و مع ( العلم ) في غياب عبدالجبار السحيمي رحمه الله . الحضور الكريم إنه بقدر ما يحق لنا أن نعتز بالفقيد بالنظر إلى عطاءات الرجل التي لا تقاس بمساحة ولا بزمان ، فإنه يحق لنا أن نفتخر كبير الإفتخار بهذا الإجماع الذي خلفه عبدالجبار بعد هذا الرحيل القاسي ، لا يستطيع المرء أن يميز فيه بين فريق أو لون أو مجموعة . فما إن أسلم عبدالجبار الروح الطاهرة إلى باريها حتى تهاطلت و تكاثفت ردود الفعل المواسية و المتناثرة من كل مكان و من طرف الجميع ، لا فرق في ذلك بين جهة و أخرى و بين فئة و أخرى ..... أدباء و صحافيون و سياسيون و نقابيون و حقوقيون ، موظفون و أجراء ، شيوخ وشباب ، نساء و رجال . الجميع رثى في الفقيد مناقبه و خصاله ، و نعتز بأن كانت مبادرة جلالة الملك محمد السادس نصره الله متقدمة في هذا الصدد، حيث حرص جلالته على مشاركة عائلة الفقيد الصغيرة و الكبيرة أساها برعاية سامية ساهمت في التخفيف من حدة المصاب و ستبقى موشومة في تاريخ الصحافة الوطنية. السادة الحضور الكريم؛ إن ردود الفعل، بل الرجة التي أعقبت رحيل فقيدنا تؤكد حقائق مهمة من المفيد التذكير بها. أولا، أنها تؤكد تكريس ثقافة الاعتراف بالجميل في عمق المجتمع، فلا أحد حرض هؤلاء على إبداء الأسى والحسرة، بل الذي حرضهم بقوة هو الحرص على الاعتراف لهذا الرجل بما أسداه لهذا الوطن ولهذا الشعب. ثم إنها ثانيا تؤكد أن المجتمع يراقب أداء الفاعلين الإعلاميين والسياسيين وآخرين، ويمارس هذه الرقابة الصارمة من خلال الإقبال من عدمه عما ينتجه هؤلاء الفاعلون، ويجب أن نلح على أن هذه الرقابة هي التي يجب أن تكون الحكم للفصل والحسم في جميع ما تفرزه الممارسة السياسية الإعلامية من مظاهر وإشكاليات وما يترتب عنها من نتائج، وفي ذلك دعوة ملحة لتجاوز أساليب الحسم التقليدية التي لم تعد تنفع فيما يتواتر أمامنا من متغيرات مذهلة. كما أن المجتمع يمارس رقابته في التفاعل النفسي مع ما يتعرض له الفاعل السياسي والفاعل الإعلامي، وهذا في تقديري ما يفسر ما نعاينه من إجماع في الأسى على رحيل رجل كان الجميع يحبه، يقدره، يحترمه، لأنه ببساطة كان يحترم المواطنين ويقدر الفاعلين ويحترم مختلف الآراء القابلة للاحترام فعلا. إن عبد الجبار اليوم أمامنا حالة، ونموذج، حالة تستوجب دراستها وتعميق النقاش فيها بداية من السؤال: لماذا كل هذا التقدير؟! ونموذج لأنه جدير فعلا بأن يكون نموذجا متفردا ومتميزا للأجيال المتعاقبة من السياسيين والإعلاميين. وهذه الحالة، وهذا النموذج جدير بأن تنتقل فيه خصلة الاعتراف إلى حد ضمان تخليد اسمه في مسيرة مجتمع لم يذخر يوما جهدا في أن يكون له خدوما مطيعا، مهما كان ثمن ذلك. إننا في أسرة العلم ممتنون لهذا الإجماع شاكرين لكم تفاعلكم وتجاوبكم ورحم الله فقيدنا واخلد في الصالحين ذكره. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.