باسم الله الرحمان الرحيم: "إن الله عنده علم الساعة و ينزٌل الغيث، و يعلم ما في الأرحام، و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا، و ما تدري نفس بأيٌ أرض تموت، إن الله عليم خبير". تتميز شواطئ الحسيمة خلال هذه الأيام بأمواج عاتية تسببها الرياح الغربية التي تهب على البحر المتوسط منذ أربعة أيام. لقد كان الأجدر بحرٌاس الشواطئ من الوقاية المدنية أن لا يغيبوا عن مهامهم في مراقبة كل من يضع قدميه في الماء، تفاديا لما لا تُحمد عقباه، لأن بعض السباحين يضعون أنفسهم في التهلكة إما عن جهل أو عن عناد أو من استهتار بالراية الحمراء التي تُنصب لتمنع الناس من دخول البحر الهائج. و تشاء الأقدار الإلهية أن يموت أحد عمالنا بالخارج غرقا فداء لإنقاذ زوجته. نعم لقد استطاع هذا البطل الشهم أن يخلٌص زوجته و رفيقة عمره من براثن الموت، و لكن القضاء الإلهي الذي لا رادٌ له شاء أن يموت شهيدا فداء لها. و تجدر الإشارة أن الشهيد عاد من فرنسا ليقضي إجازته الصيفية في أرض الوطن، و لكن ما العمل؟ هذا ما كُتب له. نسأل الله له المغفرة و الرضوان.