هذا هو قدر فاس وقدر الإستقلاليين بها، قدرهم أن يؤدوا ضريبة نضالهم وضريبة التزامهم بالأخلاق العالية لحزب الاستقلال ، فبعد المنافي والقتل الذي تعرض له المناضلون أيام الحركة الوطنية وأيام السنوات الأولى للاستقلال باختلاق جبهات كان المراد منها تكسير شوكة حزب الاستقلال. مازالت بعض العقليات في بلادنا، وفي مدينة فاس تسير على نفس النهج وكأنها لم تستوعب التحولات التي عرفها المغرب الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس، مغرب الحق والقانون ويبدو أن البعض في مدينة فاس لم يستوعبوا هذه التحولات. وعوض أن ينافسوا حزب الاستقلال ومناضليه بالعمل والبرامج فإنهم يشوشون عليه بالأقاويل والملفات المفبركة. بهذا الألم وهذه المرارة تحدث الأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعمدة مدينة فاس عن الملفات التي تحاك لأبنائه كلما اقتربت الانتخابات وقد سرد الأخ حميد شباط كل الملفات الغريبة التي لفقت لأبنائه والتي كانت كلها ملفات فارغة اثبت القضاء ذلك. كما أنها تختفي كلما انتهت الانتخابات. وهكذا تحركت الآلة التي تتحرك في مثل هذه الأوقات لتحرك ملفا متعلقا بنجل الأخ حميد شباط الشاب نوفل شباط، وهو الملف الذي تم تداوله ابتدائيا واستئنافيا وأمام محكمة النقض بأنه ملف فارغ سنة 2009. لكن بقدرة قادر تحرك هذا الملف من جديد مع اقتراب موعد الانتخابات، والذي حرك هذا الملف دبره تدبيرا محكما، فقد استقدم سجينا محكوما عليه، يقضي عقوبة حبسية بسجن عين قادوس ليقول أنه، وعلاقة بالملف الذي انتهى سنة 2009 أنه اشترى المخدرات من نوفل شباط. قال هذا في مكبر صوت بالمحكمة بأعلى صوته بعد أن تكلف أحد ممن كان له يد في تحريك هذا الملف بإصلاح هذا المكبر، حيث كان هذا السجين المدعو زعيريطة يصيح بأعلى صوته، وبناء على ذلك تم تحريك الملف. ورغم أن القانون لا يجب أن يعتد بشهادة سجين فاقد الأهلية إلا أن المحكمة الابتدائية طلبت منه أداء القسم والإدلاء بشهادته. وهكذا وبسرعة قياسية أخذت أقواله محمل الجد كما هو مدون في المحضر، وفي أغرب شهادة في تاريخ المحاكمات الإنسانية حيث صرح انه اشترى المخدرات من نوفل شباط إلا أنه في هذه الفترة التي ذكر وهي طيلة سنة 2010، فإن هذا الشاهد كان يقضي عقوبة حبسية ومع ذلك اعتدت المحكمة بهذا القول. وهذا ما يطرح حسب الأخ حميد شباط الذي عقد أمس بفاس ندوة صحفية لتسليط الضوء على هذا الموضوع عن النوايا والمقاصد من تحريك هذه الملفات، في هذا الوقت بالذات.سؤالا لا يستطيع أن يجيب عنه إلا هؤلاء. أما الاستقلاليون فإنهم مستعدون دائما لمواجهة كل هذه الدسائس شعارهم خدمة المواطن بعيداً عن المؤامرات التي لن تثني مناضليه عن استقلاليتهم وعن حقهم في تمثيل المواطنين بالارتكاز على العمل وعلى الأهلية.