سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعزيز اندماج المغاربة المقيمين بالخارج ببلدان إقامتهم وتقوية انتمائهم لبلدهم الأصلي المغرب عازم على مواكبة المغاربة المقيمين بالخارج في هذه الظرفية المطبوعة بالأزمة
أجرى الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، السيد عبد اللطيف معزوز، أخيرا بروما سلسلة من المباحثات مع العديد من المسؤولين الإيطاليين والفاعلين التربويين والنقابيين تمحورت حول مختلف القضايا التي تهم الجالية المغربية بهذا البلد، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى إيطاليا. ولدى استعراضه لهذه المباحثات خلال لقاء صحفي عقده ، أكد معزوز أنها ارتكزت بالأساس، على تحديد السبل الكفيلة بضمان اندماج أفضل للمهاجرين المغاربة المقيمين بإيطاليا وتفعيل مخطط عمل متشاور بشأنه في أفق التوصل إلى شراكة استراتيجية للتعاون. وأوضح الوزير أن العنصر البشري سيشكل صلب هذه الشراكة الجديدة بين البلدين، مشيرا إلى إرساء لجان قطاعية في وقت قريب، ستكون مكلفة بتحديد الأولويات. وأشار معزوز، الذي وصف هذه المباحثات ب»المثمرة جدا»، إلى أن كل المسؤولين الذين التقى بهم أشادوا بالإجماع، بالإصلاحات الديمقراطية التي باشرها المغرب والتي تجعل منه شريكا استراتيجيا يحظى بالاحترام في جنوب المتوسط. وأضاف الوزير، الذي كان مرفوقا خلال هذه اللقاءات بالسيد حسن أيوب، سفير المغرب بإيطاليا، أن هؤلاء المسؤولين نوهوا بالجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، التي تعد من بين الأفضل اندماجا والأكثر احتراما والتي تشكل عنصر قوة في الشراكة القائمة بين البلدين، وأعربوا عن ارتياحهم للتأثير الكبير لهذه الجالية التي تبلغ ما يقارب 550 ألف شخص في الاقتصاد الإيطالي، موضحا أن نحو 60 ألف مقاولة بإيطاليا يسيرها مغاربة. وتمت هذه اللقاءات مع وزراء التعليم فرانسيسكو بروفومو، والعدل باولا سفيرنيو، والداخلية، أنا ماريا كانسيلييري، والتعاون الدولي والاندماج أندريا ريكاردي. وتباحث الوزير أيضا مع نائبة كاتب الدولة في الشؤون الخارجية مارتا داسو، ومع مديرة الهجرة بوزارة العمل نتالي فورلاني، وعميدة جامعة اونينيتونو أنا ماريا غاريتو، إضافة إلى مندوبة الهجرة بالكونفدرالية الايطالية للنقابات العمالية ليليانا أوكمين، ورئيس معهد التعاون والتنمية رينزو بيلان. ولدى رده على سؤال حول انعكاسات الأزمة الاقتصادية الدولية على المهاجرين المغاربة المقيمين بإيطاليا، أثار الوزير الانتباه إلى أنه يتعين استحضار أن هذه اللحظات الصعبة ليست إلا ظرفية انتقالية، وأنه يتعين بالتالي محاولة الحفاظ على مناصب الشغل، خاصة تلك المؤهلة. وأبرز في هذا السياق، الجهود التي يبذلها المغرب خاصة في المجال الاجتماعي ومجال التكوين المهني ومواكبة المهاجرين المغاربة في أفق انتقال أفضل، موضحا في هذا الصدد، أن أي عودة مكثفة لم يتم تسجيلها لحد الآن بالمغرب. ويتوجه معزوز في إطار زيارته التي تستغرق خمسة أيام لإيطاليا، ، إلى ميلانو وبرغامو، حيث سيلتقي ممثلي الجمعيات المغربية بلومبارديي وسيفتتح موسما ثقافيا مغربيا. أكد عزم المغرب، في ظل هذه الظرفية الدولية المطبوعة بالأزمة الاقتصادية، على مواكبة مواطنيه بالخارج فيما يتعلق بالإشكاليات التي يعيشونها ببلدان إقامتهم. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المواكبة تتجلى في مساندة الحكومات ببلدان الاستقبال بهدف الحفاظ على حقوق هذه الفئات من المغاربة وتمكينهم بذلك من مواجهة هذه الوضعيات الصعبة مشيرا إلى أن هذه المواكبة ستتم كذلك من خلال التكوين والتوجيه المهني وتوفير المعلومات حول فرص المتوفرة، في بلدان الإقامة، وأيضا في المغرب أو وجهة ثالثة . وبعد أن ذكر بأن المغرب يولي اهتماما بالغا لجاليته المقيمة بالخارج، التي تشكل رافدا مهما من روافده، أكد السيد معزوز أن الحكومة وضعت برنامجا جديدا يرتكز على ثلاث دعائم، هي تعزيز اندماج المغاربة المقيمين بالخارج ببلدان إقامتهم وتقوية انتمائهم لبلدهم الأصلي ومشاركتهم في كافة الأوراش التي تم إطلاقها بالمملكة. وأوضح أنه تم إطلاق العديد من الفعاليات بهدف تعزيز الروابط الثقافية للمهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج، بالأساس، من خلال تلقين اللغة العربية والثقافة المغربية والتأطير الديني والبعثات الثقافية والأسفار الاستكشافية للشباب بالوطن الأم. وأعرب السيد معزوز، في هذا الصدد، عن اقتناعه العميق بأن كل هذه الأنشطة لا يمكن أن تنجز بشكل أمثل سوى بمشاركة بلدان الاستقبال في إطار شراكات بين بلد الإقامة والمغرب. وأبرز ضرورة سعي أفراد الجالية المقيمة بإيطاليا إلى المشاركة بكثافة في كافة الأوراش التنموية التي تشهدها البلاد، من خلال القيام باستثمارات وإنجاز مشاريع سوسيو-اقتصادية وأيضا من خلال المساهمة في تعزيز المسلسل الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب. وذكر بأن المهاجرين المغاربة صوتوا بكثافة لصالح الدستور الجديد وأن العديد منهم أعربوا عن الرغبة في المشاركة في المسلسل الانتخابي، مشيرا إلى أنه يتم حاليا العمل على إرساء الإطار القانوني لتمكينهم من المشاركة الفعلية. وخلال لقاء مع ممثلي النسيج الجمعوي المغربي بجهة روما، استعرض الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج الخطوط العريضة للسياسة التي ينهجها قطاعه والتي تروم تحسين النجاعة عبر الشفافية والحكامة وإشراك قطاعات أخرى وهيئات وطنية. ودعا الوزير، في هذا السياق، رؤساء الجمعيات الذين يستفيدون من دعم الدولة إلى الاقتداء بهذه السياسة واحترام معياري الجدية والتدبير الجيد اللذان سيتم تحديدهما من قبل لجنة . وكان سفير المغرب بإيطاليا، السيد حسن أبو أيوب، قد نوه بالجالية المغربية المقيمة بإيطاليا التي تعد -حسب قوله- الأكثر احتراما بالبلد معربا عن عزمه مواصلة الجهود المبذولة التي مكنت من إرساء مناخ أفضل للتعاون وتحسين الخدمات القنصلية المستقرة عبر مختلف جهات شبه الجزيرة. وأضاف أنه سيعمل على التسريع بنظام القنصلية المتنقلة الذي سيشكل الحل الأمثل لمواجهة مشاكل البعد التي تعرفها بعض المناطق، حيث يقطن بها مواطنون مغاربة لتطوير التجربة التي بدأتها القنصلية العامة للمغرب بروما، منذ بداية السنة الجارية، حيث خصصت أربع قنصليات متنقلة لمنطقة سردينيا على وجه الخصوص. ومن جهة أخرى هيمنت قضايا المعتقلين المغاربة بإيطاليا، والقاصرين غير المرفوقين، ودور الإعلام في تعزيز التواصل مع الجالية وتدبير المساجد والأمن الاجتماعي على المباحثات التي أجراها الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج مع رؤساء جمعيات المغاربة الذين حضروا الاجتماع. ومن المرتقب أن يجري السيد معزوز، بروما سلسلة من الاجتماعات مع العديد من المسؤولين الإيطاليين بقطاعات الداخلية والشؤون الخارجية والتعليم والعدل والتعاون الدولي. ويرتقب أن يلتقي السيد معزوز بعميد الجامعة الدولية»اونينتينو» والمندوبة في الهجرة لدى الفيدرالية الإيطالية لنقابات العمال ورئيس معهد التعاون والتنمية. وخلال زيارته إلى إيطاليا التي انطلقت، أمس الثلاثاء وتستغرق خمسة أيام، سيقوم السيد معزوز بافتتاح المهرجان الثقافي المغربي الذي سينظم ببيرغامو، وسيلتقي الكفاءات المغربية بجهات لومبارديي وإيميلي روماني(شمال)، كما سيجري مباحثات مع عمدة ريجيو إيميليا وسيعطي ببولونيا انطلاقة برامج تربوية وثقافية أنجزها القطاع الذي يشرف عليه.