أكد المشاركون في ندوة تربوية حول موضوع «المدرسة المغربية الجديدة ورهانات تحقيق الجودة»، نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشاوية-ورديغة يوم السبت بمقرها بسطات، أن تحقيق الجودة في التعليم رهين بمدى ربطها بتحقيق الأهداف وبالمنتوج. وأبرز المتدخلون، خلال هذا اللقاء، أن الجودة في التعليم تتجلى في قدرة المؤسسة على تقديم خدمة في مستوى عال من التميز لإشباع احتياجات ورغبات المتعلم وأولياء الأمور وغيرهم بالشكل الذي يتفق مع توقعاتهم. وبعد أن أشاروا إلى أن هناك حركية ومبادرات واجتهادات لإصلاح منظومة التربية والتكوين كما أن هناك ميلا نحو مأسسة هذا الإصلاح, أكدوا على أهمية مواكبة هذه الحركية بأسئلة حقيقية وتأمل نظري من قبل المختصين في التربية بهدف الاطمئنان إلى مسار الإصلاح. وتطرق المشاركون في هذه الندوة إلى أهم التحديات التربوية المعاصرة والرهانات المطروحة, متوقفين, بالخصوص, عند تحدي تحقيق الجودة وتحديث المدرسة الوطنية الجديدة وتحدي الانفتاح والتواصل بين المؤسسة التربوية ومحيطها إضافة إلى تحدي المواكبة الحضارية وجعل نظام التربية مؤسسة مساهمة في التنمية الشاملة. وأضافوا أن من شروط المشروع الإصلاحي الانطلاق من فلسفة تربوية مستحضرة لنمط الإنسان المراد تربيته وتكوينه وإقامة هذا المشروع على قاعدة علمية واضحة تعتمد التشخيص قبل التدخل ووضع نظام عمل تشاركي للقضية التربوية على اعتبار أنها قضية وطنية مع التوجه نحو ربط مضامين التربية والتكوين بسوق الشغل وبالمجتمع بشكل عام فضلا عن الإصلاح الشامل للهياكل التدبيرية والتنظيمية للقطاع التربوي. واعتبروا أن من عناصر جودة المدرسة الوطنية الجديدة تجديد مناهج التربية والتكوين والتركيز على أن تكون هذه المناهج وظيفية والحرص على أن تقدم المدرسة تعليما يؤهل للعمل وعلى أن تكون مؤسسة تعلم طريقة الحياة كما تعلم التعايش مع الغير. وأبرزوا أن من متطلبات تحقيق الجودة الشاملة في التعليم حسن اختيار مديري المدارس على أسس مهنية وأخلاقية والاستمرارية في تدريب هؤلاء المديرين فضلا عن التمهيد قبل التطبيق من خلال البدء بزرع القناعة بالجودة لدى الجميع. وشدد المتدخلون على أهمية «تأثير المدرسة» كعملية إحصائية تحدد نسبة تأثير الوسط (أي متغيرات البيئة المدرسية) على نتائج التلاميذ، معتبرين أنه ليست هناك لحد الآن بالمغرب دراسات تحدد هذا التأثير. وقد تناول المشاركون في هذه الندوة التربوية, التي حضرها مدير الأكاديمية السيد محمد زكي وعدد من الأساتذة والمهتمين بشأن التربية والتكوين، محورين أساسيين هما «المدرسة الوطنية الجديدة ورهانات تحقيق الجودة» و»نظام الجودة في المؤسسات التعليمية».