... قبل الخوض في مجريات هذه المقابلة التي عرفت قبل انطلاقها قراءة الفاتحة ترحماً على روح الحكم الدولي السابق مصطفى لعويسي بابا الذي وافته المنية يوم الجمعة الأخير لابد من الوقوف أمام التراشق بين جمهوري الفريقين بالشهب النارية مع ظهور عينة نفاثة وسريعة أفضت إلى إصابة أحد رجال الأمن نقل على وجه الاستعجال إلى المستشفى وهو ما يلزم المزيد من الحيطة والحذر والمراقبة الدقيقة لتفادي تصاعد هذه الظاهرة بهذا النوع الخطير من الشهب النارية التي أثار وجودها استغراب الجماهير التي تابعت هذا اللقاء بما يناهز 20 ألف متفرج منها حوالي الألف من المشجعين القنيطرين الذين لما علموا بحادثة السير التي أودت بحياة وإصابة بعض المحبين الذين كانوا يقصدون البيضاء جسدوا كلمة حداد بالمدرج العمومي الواقع تحت (المكانة) تعبيراً عن حزنهم على رفاقهما. ونتيجة أعمال الشغب التي تسبب فيها الجمهور خصوصا من جانب الفريق الأحمر أصيب حوالي ثمانية عشر رجل أمن إصابات متفاوتة الخطورة وأزيد من عشرين شخصا كمااعتقل حوالي ثلاثين فردا من المتسببين في أعمال الشغب هاته ولم يسبق لها مثيل. وقبل انطلاق المقابلة شهد فضاء مركب محمد الخامس أحداث شغب اقترفها بعض الأشخاص المحسوبين على جمهور الفريقين تدخل على إثرها رجال الأمن لفرض النظام داخل الملعب لكنهم دخلوا في مشاجرة مع هؤلاء الأفراد أدت الى إصابة حوالي ثمانية عشر من رجال الأمن إصابات متفاوتة الخطورة حيث تم نقلهم على وجه السرعة الى كل من مشتشفى20 غشت ومستشفى ابن رشد لتلقي الإسعافات الأولية كما تم نقل عدد كبير من الأفراد المصابين الى نفس المستشفيات لتلقي العلاج وهناك أفراد اخرون راحوا لحال سبيلهم خوفا على أنفسهم. وعلمنا من مصادر أمنية انه تم اعتقال أزيد من ثلاثين فردا خضعوا للتحقيق ومنهم من سيحال على النيابة العامة للنظر فيهم. وقد اشتعلت شرارة الصراع بين المحسوبين على الجمهورين حين أعلن الحكم ضربة جزاء لصالح الفريق القنيطري. وبالعودة إلى أطوار هذه المقابلة التي قادها الحكم بلوط بصرامة ويقظة والتي عرفت مستوى تقنيا جيداً وصراعاً بدنيا على امتداد شوطيها كان الفريق القنيطري سباقا للتهديف المبكر في الدقيقة 8 بهدف من توقيع المهاجم )إيريك أوبينا( مما أذكى حماسا في اللعب لم يهدأ بين الجانبين إلا بعد أن أثمر اندفاع الوداديين بإحراز هدف التعادل في الدقيقة 42 من ضربة جزاء بعد اسقاط بكاري كوني وسجلها اللاعب بن رابح بعد أن لقي قرار الإعلان عنها من الحكم يلوط إحتجاجا كبيراً قدم بعده القنيطريون إعتراضا تقنياً على قرار الحكم لمندوب المقابلة التي ارتفع ايقاعها خلال الجولة الثانية التي ظهرت فيها نوايا الوداديين بالاندفاع المطلق نحو الهجوم أملاً في الوصول لشباك الحارس القنيطري بن مويح إلا أن يقظة هذا الأخير وصلابة المدافعين وغياب اللمسة الأخيرة لدى المهاجمين ضيعت أكثر من فرصة للتسجيل لتشكل المرتدات الهجومية خطورة واضحة على منطقة لعب الوداد والتي كان من نتائجها حصول القنيطريين في الدقيقة 57 على ضربة جزاء لم يفلح اللاعب الأندلسي في ترجمتها لهدف بعد أن إرتطمت تسديدته بالعارضة الافقية لمرمى الحارس المياغري لتكون هذه المناسبة إنذاراً للوداديين الذين بادر مدربهم بينيطو إلى إقحام ثلاثة مهاجمين بالتتابع الحواصي ثم ياجور ومعاوي، إلا أن هذه التغييرات لم تغير شيئا من واقع النتيجة التي انتهت بتعادل أسعد القنيطريين كما جاء ذلك على لسان المدرب المساعد للفريق مصطفى العسري في غياب المدرب الأول لمريني لأسباب مجهولة حين قال بأن المقابلة كانت قوية والفريق القنيطري حصل على نقطة ثمينة أمام الوداد وتأسف لضياع ضربة الجزاء. أما مدرب الوداد (بينيطو) فاعتبر من جهته أن السيطرة كانت لفريقه في أغلب أطوار اللقاء، واللاعبين بذلوا مجهودات كبيرة، ما كان ينقصهم هو اللمسة الأخيرة من أجل التهديف وكذا الدقة في تنفيذ الكرات الثابتة وهذا ما سنشتغل عليه في عملنا وبخصوص لقاء الغد ضد الدفاع الجديدي قال بأن المواجهة ليست بالسهلة ولكن سنلعب من أجل العودة بنتيجة إيجابية.