مع ارتفاع الأسعار تراجع هوس الشراء لدي بعض السيدات، ولكن تفاقم الأمر مع أخريات وازداد لديهن حب الشراء بصورة أكبر مما كن عليه إما لشعورهن بعدم الاهتمام وإما انتقاماً من أزواجهن ،حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى أن إدمان التسوق سببه شعور المرأة بالجوع العاطفي. ويرجع خبراء علم النفس سر تحسن الحالة الصحية والنفسية أثناء التسوق إلى أنهن يجدن فرصة للتنفيس عن الضغوط والمشكلات التي تأتي من خلال علاقتهن بأزواجهن ، وخاصة ما إذا كان الزوج يعمل نهاراً ، وينشغل ليلاً إما مع أصدقائه أو أمام التلفاز أو الكمبيوتر، فتشعر الزوجة بالإهمال لبعد الزوج عنها لفترات طويلة ، فتجد في السوق رفيقاً يساعدها على إفراغ مايصيبها من قلق وتوتر وتعب نفسي. ? إعادة للكرامة وما يزيد الأمر تعقيداً هو رفض بعض الأزواج هذا السلوك بنوع من القوة أو العنف دون محاولة للبحث عن العلاج أو استنتاج الأسباب التى تدفع الزوجة لذلك ، لتجد الزوجة نفسها أمام رجل يرفض طريقة انفاقها للمال فتبحث عن حل تثأر به لنفسها ولكرامتها فترد عليه من خلال إنفاق ماله على ثيابها وزينتها ، الأمر الذي لا يحقق للمرأة الشعور بالراحة التي تتمناها بل ينمي عقدة النقص في شخصها. ? بعض الزوجات يعانين من مرض الشراء والتسوق من دون تمييز أو حاجة حقيقية إلى ما يشترينه بل ويعمدن إلى الاستدانة ، هذه الحالة يصفها الدكتور - شريف مراد - أخصائي الطب النفسي بأنها نوع من»الهوس العقلي» ومن أعراضه ارتفاع الحالة المزاجية والإحساس بتضخم الذات والكبرياء، وهو مرض وجداني يصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال، نتيجة لاضطراب عاطفتهن. فالرجل بعد الزواج يشعر بأنه ليس مضطراً إلى الإسراف ، بل إلى الإمساك علي نفسه ليدخر للأسرة وللمستقبل، بينما تشعر المرأة بأن من أولوياتها الاستمرار في الإنفاق على نفسها ومظهرها لتحافظ على صورتها الجميلة في عيني زوجها، وهذه فكرة تتوارثها الفتاة وتتربى عليها، ومن هنا ترى أن التسوق وسيلتها الوحيدة، للاحتفاظ بقلب رجلها.. تصريف الحزن كما يربط العلماء بين التسوق والشعور بالحزن أو الإحباط الأمر الذي ينتج عنه عدم الاختيار السليم عند التسوق ، لذا لا تحاولي سيدتي التسوق بعد الخلاف مع زوجك ، حيث يؤكد علماء النفس أن هناك علاقة وثيقة بين الحزن واتخاذ القرارات الخاطئة حتى في التسوق. فقد قام الباحثون بدراسة مجموعة من الناس أخضعوهم لمشاهدة فيلم حزين، ثم طلبوا منهم اتخاذ بعض القرارات المالية، وكانت النتيجة أنهم كلهم ارتكبوا أخطاء كبيرة لم يكونوا سيقومون بها لو كانوا في وضع نفسي عادي، لذلك فقد أوضح العلماء أن الحزن والتوتر يثير رغبة لدى الإنسان في تغيير ظروفه الحالية الحزينة، ويدفعه إلى شراء أشياء جديدة قد لا يكونون في حاجة إليها حتى إذا لم يعترفوا بذلك. تغلبي على هوسك وإذا كنتِ إحدي الزوجات اللآتي يربطن التسوق بالخلافات الزوجية وتسبب لكِ فى هذا النوع من الهوس ،ينصحك الخبراء ببعض النصائح كي تتغلبي على هذا الشعور ولا داعي للانتقام من شريك حياتك: - لا داعي لأن تربطي بين مشكلات حياتك وشعورك بالملل ووضعها أمام عينيك كأسباب تدفعك للشراء. ? حددي ميزانية شرائك في ضوء احتياجاتك الفعلية ، ومن الأفضل الاهتمام بشراء السلع في وقت التخفيضات. ? لاتنتقمي من زوجك بارهاقه مادياً بل تملكيه بحبك وحنانك، فميزانية بيتك تقررينها مع زوجك لأنكما شريكان في مركب واحد. ? ومن ناحية أخرى يجب على الزوج ألا يبخل على المرأة بالمال أو الوقت والحنان لأن المرأة تحتاج دائماً إلى من يؤنسها كما يحتاج الرجل إلى من يؤنسه ، وخاصة فى فترات الحيض والحمل والرضاعة ، وفى الوقت نفسه يجب على الزوجة أن تراعي حالة زوجها المادية ، لأن النفقة تكون على قدر استطاعته وليس على حسب رغباتك. أما إذا كان زوجك ميسور الحال فلا داعي الى الاستسلام لهذا الشعور دون داعِ والإسراف فقد أمر الله تعالى عباده بالاعتدال والقصد في أمورهم كلها، فقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31] وقال تعالى: ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء:26-27]. فلما أمر الله بالإنفاق والأكل والشرب نهى عن الإسراف و لتبذير، وأمر بأن يلزم الإنسان فيهما وسطا، كما قال في آية أخرى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: «كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة» رواه البخاري.