حل الوزير الأول السيد عباس الفاسي ضيفا على برنامج حوارخاص بثته القناة التلفزية الأولى مساء الخميس، أجاب فيه بصراحة ووضوح على أسئلة الزميلين ياسين الإدريسي من القناة الأولى وعمر الذهبي من أوجورودي لوماروك»،اللذين نشطا اللقاء. واستهل السيد عباس الفاسي اللقاء بالحديث عن مضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية، خصوصا القرارات المتعلقة بتخفيض سن الترشيح إلى 21 سنة ودعم حضور المرأة في الانتخابات الجماعية المقبلة وتخليق الحياة العامة والتدابير المتخذة في هذا الصدد لمحاربة الرشوة والتصريح بالممتلكات من قبل المسوولين. وبخصوص التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة مخلفات الفيضانات التي شهدتها عدد من الأقاليم ، قال السيد عباس الفاسي إن التعاطي الحكومي مع هذه الفيضانات «تميز بالسرعة في اتخاذ القرارات». وأضاف أن العنصر الأول للتصدي لمخلفات هذه الأمطار الطوفانية، التي لم يشهد المغرب مثيلا لها منذ نصف قرن أو أكثر، تمثل في الإغاثة وترحيل المهددين وإيواء الذين أصبحوا بدون مأوى ، بينما تمثل العنصران الثاني والثالث في التشخيص عبر ترميم القناطر التي تضررت وإقامة قناطر بديلة لضمان السير العادي لحركة السير، مشيرا إلى ان جلالة الملك محمد السادس يتتبع هذا الموضوع،وان جلالته أعطى تعليماته السامية للقوات المسلحة الملكية للتدخل وتقديم المساعدة للمتضررين. وفي مايتعلق بما حصل في سيدي إيفني،اعتبرالوزير الأول ذلك مجرد سحابة صيف وأن ماحدث رد طبيعي من طرف السكان الذي شعروا بنوع من الغبن،وأنه في هذا الإطار تم اتخاذ عدة تدابير لتشغيل السكان وإنشاء معامل لتصنيع الأسماك.. و وصف السيد عباس الفاسي الوزير الأول حصيلة العمل الحكومي في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية بأنها « إبجابية »، وذلك بمناسبة مرور سنة على تنصيب الحكومة. واوضح السيد الفاسي ، الذي كان يتحدث في ،أن هذه الحصيلة الإيجابية تتجلى بالخصوص في النجاحات التي تحققت في عدة مجالات من بينها على الخصوص الاستثمار والتعليم و الصحة ومكافحة البطالة والفقر. فبخصوص قطاع الصحة ، قال السيد الفاسي إنه حظي بالأولوية ، من خلال إقرار نظام التأمين الإجباري للصحة الذي يهم الموظفين والعاملين بالجماعات المحلية والأجراء المنخرطين في الضمان الاجتماعي ورجال المقاومة وجيش التحرير والفنانين ، وذلك بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن هناك5 ر8 مليون من المواطنين غير المندرجين في هذا الإطار لكنهم سيستفيدون من المساعدة الطبية للفئات المعوزة التي سيتم البدء بها في جهة بني ملال - أزيلال للاستفادة من ورقة المساعدة الطبية في أفق بلوغ نسبة 60 أو70 في المائة. وفي ما يتعلق بميدان التعليم، قال الوزير الأول إن هناك برنامجا استعجاليا لإصلاح التعليم، ومكافحة الهدر المدرسي، ومواجهة أزمة وجود مئات المدارس بالعالم القروي دون ماء أو كهرباء. وأضاف أن إصلاحات همت أيضا قطاعات الصناعة التقليدية والسياحة والطاقة مشيرا إلى وضع مخطط للزيادة في وحدات الفحم والطاقات الحرارية والهوائية والشمسية والتقشف في استهلاك الطاقة. وأفاد بأن صندوق المقاصة كلف الدولة هذه السنة35 مليار درهم فيما سيكلفها السنة المالية المقبلة29 مليار درهم, وستخصص ستة ملايير تم توفيرها لدعم الفئات التي تستحق الدعم ، مشيرا إلى أنه يتم التفكير حاليا في تخصيص هذا المبلغ للدعم المباشر للقدرة الشرائية للمواطنين أو لتشجيع التمدرس أو غيرها. وفي ما يتعلق بالاستثمار، أكد السيد عباس الفاسي أن هناك تحسنا ملحوظا في استمرار الاستثمار المسجل في الميزانية ، إذ تضاعف استثمار الدولة ليصل الى22 مليار درهم وسيصل سنة2009 إلى45 مليار درهم, كما أن الاستثمار العمومي يصل الى 120 مليار درهم, وارتفع الاستثمار الأجنبي وتنوع أيضا، كما استمرت تحويلات المغاربة العاملين في الخارج كما كانت عليه من قبل. وبخصوص البطالة والفقر، أكد الوزير الاول أن البطالة انخفضت من13 أو14 المائة قبل أربع سنوات إلى1 ر9 في المائة الآن، وهناك نقص في الفقر ب50 في المائة وارتفاع في نسبة النمو إلى5 ر6 في المائة. وبعد ان تحدث عن الازمة المالية العالمية، أكد السيد عباس الفاسي أنه ليس هناك لحد الآن تخوف من تقلص الاستثمار بل إن العكس هو الحاصل إذ ترد على المغرب طلبات استثمار من الخارج بعضها في الأقاليم الجنوبية. وفي مايتعلق بقضية وحدتنا الترابية،أكد الوزير الأول أن هناك تجاوبا دوليا كبيرا مع مبادرة المغرب للحكم الذاتي،خصوصا من قبل بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا ،إضافة إلى سحب وتجميد العديد من الدول اعترافها بجمهورية الوهم وهذا بفضل الإصلاحات التي أنجزها المغرب وسمعته الطيبة على الصعيد الدولي. وفي نفس الإطار،أبرز الوزير الأول أن المغرب أول دولة تحصل على الوضع المتقدم داخل الاتحاد الأوروبي وهذا دائما بفضل الإصلاحات المنجزة،مضيفا أن هذا الوضع سيمنح المغرب فرصة ولوج السوق الأوروبية والحصول على مساعدة لمواصلة الإصلاح. وعلى صعيد تطورات المشهد الحزبي، قال الوزير الأول إن كثرة الأحزاب يعد أحد أسباب العزوف عن الشأن السياسي في المجتمع ، مسجلا، في معرض حديثه عن تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، أن مبادرة الحزب الوحدوية تعد مسألة إيجابية ،غير أنه شدد على ضرورة أن يتم ذلك بناء «على أسس سليمة كي لا يتزايد العزوف» عن الشأن السياسي . من جهة أخرى، دعا الوزير الاول المرشحين في الانتخابات الجماعية إلى التجاوب العملي مع انشغالات المواطنين خلال هذه الانتخابات، التى تم في إطار التحضير لها ، المصادقة على عدد من مشاريع القوانين من بينها مشروع قانون المراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية العامة ومشروع قانون إعادة المراجعة الاستثنائية للوائح الغرف المهنية ، ولوائح الغرف المهنية ومدونة الانتخابات. وأكد السيد عباس الفاسي باعتباره الأمين العام لحزب الاستقلال أن قرار تأجيل انعقاد مؤتمر الحزب الى شهر يناير المقبل « ليس نابعا من خلفيات أو انفجار» داخل الحزب ، موضحا أن اللجنة التحضيرية هي التي تقوم بتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر الذى تم تكوين لجانه من بينها، لجنة للنقد الذاتي تم إحداثها لأول مرة.