تعيش مناطق عدة بجهة مراكش على إيقاع مسيرات احتجاجية تطورت أحيانا الى مناوشات و أحداث عنف ومواجهات بين محتجين و قوات الأمن و هو ما يثير قلقا من تطور الأحداث و تحولها الى واقع انفلات أمني أضحت العديد من المؤشرات تؤكد أن توالي الانزلاقات في العديد من مناطق المغرب يؤدي حتما اليه . فقد كانت ساحة المصلى بسيدي يوسف بن علي بمراكش بعد الساعة السادسة من صباح الخميس فاتح مارس 2012 مسرحا لمواجهات عنيفة بين عدد هام من المحتجين ومختلف وحدات قوات الأمن التي حضرت بقوة و سيجت هذه المنطقة مما خلف إصابات متباينة في صفوف المحتجين الذين تم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل . وعادت الأمور لوضعها الطبيعي بعد الساعة التاسعة من صباح ذات اليوم وبعد التحاق المئات من ساكنة مختلف دروب وأحياء ساكنة سيدي يوسف بن علي بالمحتجين أمام فرع مقر الوكالة حيث بقيت قوات الأمن تراقب الوضع عن كثب بدون أي تدخل ، في الوقت الذي استغل فيه المحتجون الوضع ليعملوا من جديد على تعليق لافتات التنديد وترديد شعارات مختلفة. شهود عيان أوضحوا أن التصرف الذي أشعل فتيل موجة الاحتجاج يعود إلى اعتداء عناصر من القوات المساعدة على خمسة عناصر من المحتجين أصيب بعضهم بكسور على مستوى الأيدي. وتم اعتقال واقتياد هؤلاء العناصر من طرف قوات الأمن وإنجاز محاضر معهم بخصوص الحادث قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد التزامهم بعدم القيام بأحداث شغب . وعمل المحتجون بعد ذلك على دعوة أصحاب مختلف المحلات التجارية بمنطقة سيدي يوسف بن على وباب احمر على إغلاق محلاتهم فيما أجبر العديد منهم على ذلك بالقوة . وتحسبا لأي طارئ غير محمود العواقب أغلقت مختلف المؤسسات والإدارات بالمنطقة أبوابها . إلى ذلك التحقت أعداد كبيرة من ساكنة مختلف الأحياء بالمدينة من رجال ونساء وتلاميذ المدارس الذين غادروا مؤسساتهم في ظل الإضراب المعلن عنه حيث تم تقدير المشاركين بالآلاف في المسيرة التي أخذت وجهتها باتجاه مقري ولاية أمن مراكش والولاية رافعين الرايات وصور صاحب الجلالة و لافتات تندد بغلاء الفواتير . وبسيدي المختار بإقليم شيشاوة كانت الجماعة بعد منتصف نهار أول أمس الأربعاءمسرحا لمواجهات عنيفة بين عشرات من المحتجين وعناصر من الأمن والدرك الملكي خلفت إصابات وجرحى في صفوف الطرفين واعتقال عناصر من بين المحتجين. وخلال هذه المواجهات تم التراشق بمختلف أنواع الحجارة بين الطرفين، كما استعملت العناصر الأمنية الهراوات لتفريق المحتجين الذين احتلوا و أغلقوا الطريق الرئيسية الرابطة بين الجماعة ومدينة الصويرة خلال وقفة الاحتجاج التي نظموها للاحتجاج على طرد مجموعة هامة من العاملين بإحدى أكبر الضيعات الفلاحية بالمنطقة المعروفة باسم «رياض شيشاوٍة» المختصة في إنتاج أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه. و تزامنت هذه الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف المطرودين من الضيعة مع انعقاد السوق الأسبوعي بالجماعة مما سهل انضمام أعداد هامة إليها من الشباب المتسوقين ومن حركة 20 فبراير وأيضا من حملة الشهادات المعطلين لتخرج عن غايتها وهدفها المرسوم.