كانت ساحة بئر إنزران المتواجدة بمدار شارع محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي محجا ونقطة التقاء لساكنة الحي العسكري لتنظيم وقفة احتجاج سلمية بها طيلة يوم السبت 26 فبراير الجاري للتعبير عن رفضها قرار السلطة المحلية القاضي بتعويضهم عن مساكنهم بالحي العسكري ونقلهم إلى المنطقة السكنية الجديدة العزوزية. نفس الساحة كانت مسرحا لمواجهات، وفي حدود الساعة الثامنة من مساء يوم السبت، بين المحتجين ومختلف وحدات القوات المرابطة التي سيّجت مكان التظاهرة، وحالت دون تحرك وتوجه الأعداد الكبيرة للمحتجين إلى وجهة أخرى في محاولة لحفظ النظام العام وحماية حياة الأشخاص والممتلكات. وقد تم تفريق المتظاهرين بعد محاولة فئات منهم القيام بأعمال عنف، حيث تم اعتماد قنابل مسيلة للدموع لبلوغ هذه الغاية. وسجلت حالات إغماء في أوساط بعض النساء بعد أن تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على الوضع. وبحسب إفادة بعض ساكنة الحي العسكري بخصوص هذا الموضوع أوضحوا أنهم فوجئوا بقرار السلطات المحلية التي لم تستشرهم في الموضوع، مؤكدين أنه عندما فتحت معهم نقاشا بهذا الخصوص تبين لهم بأنه يتسم بالضبابية ولا يستحضر الجانب الاقتصادي والاجتماعي للسكان الأمر الذي أدى إلى رفض تلك المقترحات. فئة أخرى من الساكنة أوضحت أن تعويض سكناهم المتواجدة بالحي العسكري بشقق بمنطقة العزوزية تعد غير مناسبة لكونها لا تسعهم وذلك بالنظر لمكونات أسر قدماء العسكريين وأرامل الشهداء. خلال هذه التظاهرة التي تميزت في البداية بطابع سلمي طالب المحتجون بإعادة هيكلة حيهم، ورفعوا شعارات ولافتات تشير إلى رفض الترحيل والاستعداد للتضحية بأرواحهم لخدمة القضية الوطنية وأثناء هذه الوقفة الاحتجاجية سجل حضور والي جهة مراكش السيد محمد مهيدية الذي دخل في نقاش معمق مع المحتجين وممثلي وداديات أحياء هذه المنطقة في محاولة لإقناعهم بالمتغيرات التي عرفتها المنطقة التي أصبحت شبيهة بالبراريك، ومحاولة إيجاد صيغة لإرضائهم، غير أن المحتجين عبروا عن رفضهم للقرار، وعن استيائهم من كل الوعود التي قدمتها لهم السلطات منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود. وجدير بالذكر أن ساحة بئر أنزران وكل الطرق المؤدية لها مازالت تعرف حضورا أمنيا كبيرا لتفادي وقوع أي انفلات محتمل، فيما الوضع بالحي العسكري مستقر إلى حدود كتابة هذه السطور.