تفطن بعض عناصر من بقايا مخيم كديم إزيك إلى حيلة تأسيس تنسيقية كديم إزيك بهدف خلق إطار لإعادة الحياة لفكرة كديم إزيك الرهيبة، وتقدم هذه التنسيقية على خوض أشكال احتجاجية ظاهرها الدفاع عن المعتقلين على خلفية مشاركتهم في أحداث العنف التي رافقت تنظيم مخيم كديم إزيك وما تلى تفكيكه، لكن باطنها يكمن لا محالة في السعي لإعادة إنتاج هذه الظاهرة، وواضح جدا أن العناصر التي كشفت وسائل الإعلام تلقيهم لرواتب محترمة من قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية هم الذين يؤطرون هذه المحاولة الجديدة، وهذا أمر في غاية الأهمية الذي يجب أن تتفطن إليه السلطات العمومية. وقد علمنا أن هذه التنسيقية نظمت خلال الأيام القليلة الماضية وقفة احتجاجية في حي معطى الله بمدينة العيون على أن تكون هذه الوقفة الشرارة التي تعيد إشعال الفتنة، لكن ظن الذين نظموها خاب ولحسن الحظ. المعتقلون حاليا المتهمون بالتورط في أحداث كديم إزيك بين يدي القضاء، وهذه الأحداث خلفت ضحايا في الأرواح وتفنن بعض من المتورطين في أشكال التنكيل بالجثث وصلت حد التبول على جثة رجل أمن بعد قتله، ونحن إذ ننأى بأنفسنا بالضغط على القضاء في هذه الجرائم النكراء بل بالعكس نحن أول من يطالب بتمتيع المتورطين بشروط المحاكمة العادلة ونرفض أي شكل من أشكال خرق القانون، فإننا لا يمكن أن نقبل أن تتخذ بعض الجهات المرتبطة بأجندات سياسية خارجية مطية لخدمة أهداف هذه الأجندات، وعلى الذين يريدون استبلاد الرأي العام أن يعلموا أن الرأي العام يدرك حقيقة المخططات الرهيبة التي يخدمونها، ونعتقد أن رئيس الجبهة الانفصالية أضاع وقته كما أضاعه طيلة أكثر من 35 سنة، وأضاع جهده كما فعل طوال أكثر من ثلاثة عقود حينما راسل الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد.