العنوان الذي اقترَحْته للحكاية/القصة، غير مناسب.. ما تخَاله أو تتخَيَله حكاية/قصة، أمر يحتاج إلى أكثر من نقاش..! لا غرو ما أفكر فيه، نوع من الخيال المُحْبَط، نوع من الوسواس المفضي إلى اللعنة. عدت إلى الماوراء، إلى حجاج فقهي، بين واصل والشيخ الحسن البصري، لاستحضار جسامة السؤال. كافر أم مؤمن.. مرتكب الكبيرة..؟ وحين تعمق النقاش بين التلميذ المجتهد والشيخ، قال الشيخ: -لقد اعتزل عنا واصل. فانضاف مبدأ خامس إلى المبادئ الأربعة، مبدأ المنزلة بين المنزلتين، وهي الفكرة التي رفضها الشيخ.. لا خيط ثالث بين الجنة والنار، بين الحسن والقبح. في حواراتنا المقلوبة نشتغل على النتائج ولا نشتغل على المفاهيم. الأمر سيان بين العبادة والعيادة، ففي العبادة الثواب وفي العيادة العلاج. إذا كان العنوان غير مناسب وما أكتبه لا يرقى إلى مستوى الحكاية/القصة.. إذن ما أنجزه مجرد هراء. لكن بالرغم، فأنا لست بكافر ولا بمؤمن ولا بفاسق. أنا أعبد الكتابة وأشفى بالكتابة وأغتسل بالكتابة، إذا كنت جُنُباً. أتأمل رجلا سبعينيا يأكل البطاطا ويلاعب فستان غداة، ربما تكون نصفه الثاني، في آخر الليل. أحسست بعدم ملاءمة هذا التأويل وهذا التصور.. لكن أليست الحكاية /القصة تأويلا وتصورا..؟ الزوارق كالنساء، في الليل تخرج للصيد وفي النهار، ترقد جنب المرفإ القديم.. صورة. المثال الذي أنجز تمثالا، لحمامة تطعم فراخها وهي بعد زغب الحواصل.. ونسر يحوم فوق رأسها.. صورة. تمثال آخر جنب شجرة الكرز، لامرأة تحضن بين ذراعيها طفلا ذميما، ينظر إلى الأفق البعيد، بعيون جاحظة، وهي تنظر إلى الأرض، بعيون دامعة.. صورة. الرجل القميء الذي يدخل إلى صيدلية القدس، بالحي القديم، يطلب حبوب الفحولة.. صورة. الضابط الذي يساوم الخادمة ويتحرش بأمها .. صورة. الشاعر الذي يكتب عن البياض وعلاقة البياض بالبياض.. صورة. رئيس مجلس بلدي مزدوج اللغة، يرمي بالكامل للمبرد والملل والنحل للشهرستاني وطوق الحمامة لابن حزم والأبله لديستوفسكي والطاعون لألبير كامي إلى المزبلة.. صورة. والكاتب الذي وجد العنوان ولم يجد الحكاية/القصة.. صورة. هل الحكاية/القصة تأويلا، صورة.. ؟ أجل هي تأويل وهي صورة الصور...! أصيلة: 10 يناير 2012