فوزية أورخيص نشر موقع دفاتر الصحراء الانفصالي مقالين بقلم عباداتي لبات الرشيد، أحدهما بعنوان: " مضحك.. يذرف الدموع" والآخر عنون ب" خليتونا..الله يخليكم"، و ترجم المقالان إرتسامات الصحفي، وتموقفه المعارض لسياسة الجبهة وممارسات قادتها، إذ اعتبرهم، بشر متحولون يقتاتون من جوع اللاجئين الصحراويين، وينهشون لحم العذارى ويستبيحون الصحراويات مقابل مدهن بحقوقهن المشروعة، ناهيك عن تشريد اليتامى أبناء من ضحت بهم القيادة قبل قرار سنة 1991 الداعي لوقف إطلاق النار، في طاحونة حرب العصابات. وصف المقال الأول الذي هو بمثابة تقرير واقعي، المستوى المعيشي للصحراويين في لحمادة، ونقل بدقة اختلاسات القيادة وفضائحها المتعلقة بسرقة المساعدات الدولية وإعادة بيعها لأصحابها الأصليين، كل ذلك بمباركة النظام الجزائري الذي يسهر على كل كبيرة وصغيرة بخصوص الإعانات والمساعدات الدولية المتدفقة عن حسن نية نحو المخيمات. الدخل اليومي لموظف بالرابوني لا يتجاوز ثلث دولار واحد أفاد صاحب المقال، و هو أحد أبناء عمومة البشير مصطفى السيد المستشار الحالي للرئيس محمد عبد العزيز الساقط الشرعيتين ( سواء تلك المتعلقة بتمثيل الصحراويين أو المتعلقة بصفته رئيس دويلة لا قانونية) أن راتب موظف بسيط، ممن حالفهم الحظ ليشغل منصبا في ما يسمى ب" مؤسسة حكومية" على رأسها أحد أولياء أمر المحتجزين الصحراويين، لا يتعدى 120 دولار مرة كل ثلاثة أشهر، تجعل دخله في اليوم، كرب أسرة، لا يتجاوز ثلث ما صنف دوليا كحد أدنى لعتبة الفقر، وهو دولار واحد في اليوم. حقيقة تجعل الفرد الصحراوي في المخيمات تحث وصاية القيادة الأبدية، خارج التصنيف الدولي لمفهوم الفقر ويعيش حالة سوء تغذية حادة مبرمجة من طرف القيادة، وبات مفهوم الفقر الجديد الذي يليق بوصف الوضعية المزية للصحراويين في مخيمات اللجوء، أقرب إلى مفهوم المجاعة منه إلى مفهوم الفقر المدقع، حيث علق صاحب المقال أن مستوى الفقر في المخيمات مضروب في أربعة مقارنة مع التصنيف العالمي، وقال " سندخل بالتأكيد في كتاب غينس للأرقام القياسية بلقب أقل دخل يومي للفرد في العالم". قدم صاحب المقال أيضا جردا مفصلا عن كل المواد الغذائية الأساسية مثل: الحليب المجفف والعدس والشاي والسكر والأرز والطحين والسمك المعلب، التي تقدمها القيادية اللاجئين، والتي قال أنها لا تكفيهم لسد رمقهم اليومي، ولا تستوفي الشهر بحيث تنتهي في الأيام العشر الأولى من توزيعها، ليجبروا على شراء المواد نفسها من أسواق الرابوني و بعض الدكاكين في المخيمات، مما يجعل العملية من أهم المشاريع مدرة للدخل لفائدة جيوب القادة وأقاربهم، وقال أن أسعارها غالية بالنسبة لمن له دخل يشكل ثلث دولار في اليوم، فما بال معدومي الدخل. كشف المقال أن الفواكه شبه معدومة في أسواق المخيمات ولا يعرف طعمها ومذاقها سوى بطون القيادة المنتشية و ذويهم المدللين، أما بالنسبة للحوم فهي لا تزين صحون الصحراويين سوى في الأفراح و المآتم، وتبقى أثمانها جد خيالية بالنسبة لساكنة المخيمات، التي تصفها القيادة بمخيمات العز والكرامة، فأي عز وكرامة هده التي تتصدق فيها القيادة بالفتات على المستضعفين، و تسوق كرامتهم في المحافل الدولية لتتسول بجوعهم و قهرهم وهي صانعة المأساة؟ البوليساريو تجاوزت الخطوط الحمراء في انتهاكها لحقوق الإنسان أوضح كاتب المقال بجرأة تحمل الكثير من الأسى، أن طموح المحتجزين في مخيمات لحمادة لا يتعدى حاجتهم في عيشة كريمة، لا يجبرون بعدها على التسول أمام باب مسؤول من اجل حق مهضوم، أو المتاجرة بمعاناتهم وفقرهم،حياة تضمن حقهم في العيش بفخر واعتزاز كسائر خلق الله، وأن يحقق كل رب أسرة حلمه البسيط: بأن يكون ذا باءة تخول له ملء جيوبه بحلوى وسكريات تسعد صغاره عند عودته من رحلة عمل شاقة، أو يمدهم بدريهمات يوم العيد، حتى يعيشوا فرحة الوقوف عند دكاكين المخيمات كسائر أطفال العالم. شهادة صريحة على لسان أحد أبناء المخيمات يلقيها بكل شجاعة في وجه من يرمون الغير بانتهاكهم لحقوق الإنسان، وليس من تعليق على الواقع المأساوي الذي تستمر القيادة في تكريسه على إخواننا الصحراويين هناك غير المثل القائل " إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي غيرك بالحجارة"، وأمام فضح إعلام الجبهة وأصوات المعارضة لقيادة تعنتت و تجبرت على مجموعة بشرية حكمت عليها بالجحيم وتركتها تلهت وراء السراب، اتضح جليا أن الجبهة تجاوزت كل الخطوط الحمراء في انتهاكها لحقوق الإنسان، وأنها اقترفت جرائم ضد الإنسانية في حق مجموعة بشرية تحاصرها من أجل قضية وهمية، هي في الحقيقة لبنة روحية في حرب لمغالطة الذاكرة شنتها الجبهة ضد هؤلاء الصحراويين قرابة أربع عقود من الزمن الضائع. بخصوص المقال الثاني فقد كان صادما للغاية، لأنه نطق بالمسكوت عنه، وكشف لأول مرة في تاريخ إعلام البوليساريو، عن الفضائح الأخلاقية لأعضاء الحكومة التي وصفها بالفاسدة، معتبرا إياها (حسب المضمون) المتاجر الرسمي في عرض المستضعفات في المخيمات، حيث سرد المقال قصة شابة توفي والدها خلال حرب العصابات التي كانت تشنها البوليساريو بين الفينة والأخرى على الجنود المغاربة قبل سنة 1991، ليحملها القهر وقلة السند إلى الرابوني قصد طرق باب احد وزراء الدولة المستعارة، فيقايضها هذا المسؤول بين قضاء حاجتها أو قضاء حاجته منها، حينها لم تجد الفتاة بدا من العودة من حيث أتت، مفضلة الفقر والمعاناة على التفريط في شرفها، وأظن أنه حان الوقت لنضم صوتنا لهذا الصحفي الذي اختار بكل جرأة وشجاعة تسخير مقالاته لينصف شرف ضحايا سوق النخاسة الذي تتستر عليه القيادة و السابحين في فلكها. فضائح أخلاقية وإنسانية بالجملة للقادة بمن فيهم مريم حمادة أكد صاحب المقال أيضا، أن جل القادة من نفس فصيلة هذا الوحش البشري، معطيات تتطابق تماما مع حقائق صادمة كنا استقيناها من عائدات يقطنن حاليا مدينة العيون، كن ضحية الاعتداء والاستغلال الوحشي من قبل سماسرة العساكر الجزائريين وبعض القادة "الكرام" الذين تمرسوا إلى جانب نضالهم السياسي المشكوك فيه، في انتقاء الجميلات والتغرير بهن أو إلزامهن على الفاحشة، وبعد ذلك ينقلنهن إلى مكان في تندوف يعرف ب"النخيلة"، فيتاجرن بهن في سوق النخاسة هذا، لنيل رضا بعض عساكر وجنرالات الجزائر، والموضوع أطول بكثير من المرور عليه مرور الكرام، و سنخصص له إن شاء الله مقالا نفضح ما سكتنا عنه قرابة سنة، احتراما للمرأة الصحراوية، ومخافة أن نمس عرض نساء كن ضحايا سياسة الغاب التي فرضتها عليهن القيادة "الرشيدة". من داخل المخيمات أيضا كشف لنا أحد العارفين بخبايا الأمور هناك، أن الأمر لم يقتصر على بعض القادة في تورطهم في هذه الجرائم الأخلاقية ولكن هناك قياديات أيضا لعبت دور الوسيط في هذه العملية الشنعاء، والتي يجب أن يحاكموا في محاكم دولية، حتى تنصف نساء وعذارى عشن الخوف و المهانة في صمت طيلة 35 سنة، وقال المصدر أن أشهر الوسيطات هي مريم حمادة أو من تسمى بوزيرة التعليم الحالية في حكومة الفساد وعصر الجاهلية، والتي(حسب المصدر دائما) استحقت حقائبها الوزارية ليس من باب الكفاءة أو الجدارة ولكن من باب المكافئة على الخدمات الخاصة التي أسدتها للقادة و بعض الضباط الجزائريين، حين كانت رئيسة اتحاد المرأة الصحراوية. أضاف المصدر أن مريم حمادة كانت تلعب قمار المرياس أو ما يعرف بلعبة الجوكير مع القادة، كي تخفف عليهم وطأة الزمن الرتيب في الرابوني وتلطف لهم طقس لحمادة الحار صيفا والبارد شتاء، وقد ترقت المسؤولة عن إتحاد المرأة الصحراوية لمنصب وزيرة الثقافة في حكومة الجمهورية الوهمية، لنضالها المتفاني في كواليس ما تسميه الجبهة بالقضية الوطنية، على حساب المستضعفات اللواتي لا حول ولا قوة لهن غير الانصياع لأمر الجلاد، مقابل مؤونة مضاعفة وطمعا في حماية ضد مصير مجهول بين أدغال مخيمات اللجوء. أفاد هذا العارف بما يجري ويدور في فلك زعيم الجلادين محمد عبد العزيز، أن السيدة "الوزيرة المحترمة" ترقص وتغني في جميع المهرجانات الثقافية التي كانت تشرف "معاليها" على تنظيمها في الرابوني والجزائر وليبيا، وبرعت هذه السيدة، من باب الإخلاص للتعريف بالثقافة الصحراوية، في هز وسطها في كل المناسبات التي نظمتها وزارتها الراقية جدا أو الحفلات الخاصة للسادة القادة، حتى أطلق عليها البعض" سامية جمال" المخيمات، وربما لهذا السبب أعطوها حقيبة وزيرة التعليم حتي تجد لنفسها مقعدا بين الطلبة وتكمل تعليمها الذي قال المصدر أنه لا يتعدى مرحلة الإعدادي. هكذا حولت السيدة الوزيرة هواية الرقص إلى البيع والشراء في ملفات الطلبة الراغبين في إتمام تعليمهم في كوبا، أما فرنسا وإسبانيا فقد خصصتها لأبناء القادة وأبناء قبيلتها سيدي حماد المنحدرة عن قبيلة إبراهيم أو داود المتواجدة في الجنوب الجزائري، وتجدر الإشارة إلى أن هذه القبيلة تدعي الانتماء لشرفاء الرقيبات حتى تعطي لأفرادها شرعية انضمام إلى صحراويي المخيمات، ويقول المصدر أن هذه القبيلة من ضمن القبائل الصحراوية على غرار الفقرة وأولاد سلام التي انخرطت منذ نهاية السبعينات في سياسة رفع عدد الساكنة المخيمات لبلوغ 100 ألف لأعداد ملف المطالبة بدولة صحراوية. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن سوء تدبيرها لملفات الطلبة واعتمادها على معيار المحسوبية والقبلية، خلق احتقانا اجتماعيا في بداية السنة الماضية، تسبب في احتجاج بعض الآباء على استثناء أبنائهم من البعثات الدراسية، تحدثت عنه وسائل الإعلام الوطنية والانفصالية، بل الأكثر من ذلك كان الموضوع الساخن الذي تناولته بعض لجان المؤتمرين خلال التحضير للمؤتمر 13 للجبهة الذي عقد مؤخرا. الاحتقان الاجتماعي في المخيمات حول الصمت إلى إدانةا أن المرحلة الاحتقان الاجتماعي الضروس الذي تعيشه المخيمات حاليا، جعلت الصمت إدانة، وأثبتت أن صنع قناع للشيطان كفر وجريمة ضد من ظلموا، باسم قضية حملت اسمهم وخدمت غيرهم، حتى تقطر ريشة الإعلام الصحراوي الانفصالي اليوم بكل هذه الفضائح الأخلاقية و الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، فاقت ما قرنه البعض بمنع حرية التعبير وحرية التنقل، فالانتهاكات تمادت إلى درجة النهش في أعراض الناس وتجويع العائلات ومسخ هويتهم وكل ما يمكن تصنيفه بجرائم ضد الإنسانية. والجديد في المتغيرات الإيديولوجية داخل المخيمات اليوم، هي أن إعلام الجبهة شرع في تدوين تاريخها بشكل يحمل ظلمة الماضي وجزء من حقيقة الحاضر وضبابية المستقبل، ليفضح الحبر حقائق سمعناها سلفا من أفواه العائدين ونشرناها عبر جريدتنا مرارا، وتحدث عنها الإعلام الدولي كذلك، حينها كان الإعلام الصحراوي يداري تعاسة أهاليه في المخيمات ويظلل الحقائق المنشورة كونها روايات ملفقة من المغرب تخدش قداسة القيادة وتستبيح عدلها ونزاهتها. اليوم فقط استوعب فرسان الحقيقة وحماة قدسية الخبر حكمة المثل الصيني أنه" ليس للأكذوبة أرجل لكن للفضيحة أجنحة"، تطير ليشاع الخبر عبر المعمورة وأن الشمس لا تدارا بغربال فما بال إن كان هذا الغربال متهرئ ، فقد اعتدنا سماع زيف النشرات الهادرة للوقت وقراءة الأخبار الهمجية التي تطعن من الخلف بخبث.، فلا بأس إن تناسينا أحقادنا الصغيرة وخدمنا أطفالا يتنفسون الموت والخوف فوق رمال لحمادة، وجعلنا شيوخا يدركون مغالطات الرحيل الأول، ودافعنا من اجل قضايا إنسانية وأخلاقية طمرتها القيادة وظلها الشبح في رمال لحمادة طيلة أربع عقود من الزمن، فوجه الحقيقة هو الفصل حين تكثر الأقنعة وتتداخل الأزمنة. للأسف الذين حملوا مشعل الترويج لأطروحة البوليساريو ضاعت منهم لسنين طويلة أبعاد الكتابة الحقيقية، وتناسوا أن يجعلوا من أهاليهم قضيتهم الأولى في المخيمات لسنين طويلة، وظلوا يعلقون مآسي هؤلاء على فاعل صنعوه من الوهم ولقبوه بالعدو، في حين أن الفاعل بل المجرم الحقيقي يسكن بين ظهرانيهم ويرقد بجوارهم، فاعتكفوا الصمت حتى أصبحت مخيمات اللاجئين تنام على الحزن والظلمة والخوف، تسترجع خلسة ذكريات الرحلة القاسية و أصوات السياط، فيشتد الاحتقان لتولد صرخة ألم وأمل يكسر صداها المدوي، صمت فجر لحمادة معلنة عن شروق عهد جديد. بالأمس.. حول إعلام الجبهة الصمت لعملة ذهبية للنفاق الرسمي، وأضن أن أصوات المستضعفين والغاضبين والمنفيين، ما عادت لتسمح لمساحيق الأقلام المأجورة تزين وجهة القيادة البشع، و ما عاد كلام الأوصياء الذين باعوا الصحراويين اللاجئين فكرا و لحما ودما إلا حديث الزعماء الأقزام، ولن يطرب من اختاروا كلمة "ارحل" عنوانا لغضب احرق صدورهم منذ زمن طويل، فمؤتمر الأوصياء الأخير لم يكن كسابقيه، فبالأمس كان يحول المغضوب عليهم من الصحراويين إلى جواري يخرجن من هزيمتهن ليصفقن لانتصار الزعيم الأبدي و هو عائد منتشيا إلى قصره الأصفر، وكما قال مصدرنا، من يصمت اليوم.. من إعلام الجبهة فهو يوقع صك الخيانة ويقدمه للأمانة العامة التي خانت فعلا الأمانة. فالقيادة طيلة أربع عقود لم تخلق تاريخا حقيقيا للصحراويين: غير تاريخ مسخ هويتهم و رسم طريق العودة للوطن الأم من أشواك ومسامير، ومن يدوسه فهو يدوس لهبا ودما، ولم تعلمهم أن الخطابات العنترية والأناشيد "الوطنية" لوطن نسج من خيوط العنكبوت، لم تملأ عبر التاريخ بطن جائعا، ولم تنصف حق مظلوم من طاغوت جائر، أما حجاج المخيمات (كما سماه إعلامه الرسمي قبل أيام) فما يزال يهدي بدولة صحراوية هي الحل، متجاهلا أن "الحكرة" تتخمر مع الزمن لتعصف بمن فسخوا جلود المحتزين بالجوع والقهر وجبروت الصمت.