في نهاية مرافعة "فريد الديب" محامي المخلوع وجه كلمة ل"مبارك" قال فيها: "أهمس ل"مبارك" في أذنه وأقول له لا تحزن يا نسر الجو الجريح يا قائد قوات مصر الأبطال، يا من حملت روحك للدفاع عن "مصر" ونجاك الله لتكمل المسيرة فلا تحزن وأنت تسمع بنيك وإخوتك قلبوا لك ظهرهم، وانقضوا عليك وأنت أعزل بين عشية وضحاها، ولا تحزن ولكن كن جامدا فأنت لست أفضل من رسول الله، ولو تم الحكم عليك بالبراءة أو الإدانة فتلك هي إرادة الله". ودافع "فريد الديب" في مرافعته أمس الأحد عن الرئيس المخلوع ونجليه بعدم اختصاص المحكمة ولائيا بنظر الدعوى و باختصاص المحكمة المنصوص عليها بالدستور، كما دفع ببطلان تحقيقات النيابة العامة وأمر الإحالة. وأشار "الديب" إلى أن المادة 85 من دستور 71 تنص صراحة على أن اتهام الخيانة العظمى أو ارتكاب جريمة جنائية ل"مبارك" يكون بناءً على اقتراح مقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل، ولا يصدر قرار الإتهام إلا من خلاله، وعند إذن يتوقف المخلوع عن أداء عمله و يتولى نائبه مقاليد الأمور إلى أن يتم الفصل في الإتهامات. وأضاف محامي "مبارك" إلى أن قانون 56 نص على إلغاء كل نص يخالف أحكام قانون محاكمة رئيس الجمهورية وبالتالي فإن أي نص صدر أو تعديل يتعارض مع قانون محاكمة الرئيس يعد لاغي. واستند الديب للمادة 83 من الدستور قائلا إنها تؤكد أن "مبارك" مازال رئيس للجمهورية حتى يومنا، لأنها تنص على أن استقالة "مبارك" يجب أن تكون كتابة ويوجه هذا الكتاب لمجلس الشعب، ولكن ما تم أن الرئيس يوم 11 فبراير يوم التنحي الذي أذاع "عمرو سليمان" فيه بيان جاء نصه "استجابة من الرئيس لمطالب الشعب قد أبلغني سيادته بتخليه عن منصبه وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد، "و في اليوم التالي نشر هذا البيان في الجريدة الرسمية، وقال أن "سليمان" صرح في التحقيقات أنه قام بإجراء اتصال هاتفي ب"مبارك" و أبلغه بقرار التنحي ووافق "مبارك" وهذا يعد مخالفا للدستور. و أشار محامي "مبارك" إلى أن المادة 99 من قانون العقوبات يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد على كل من لجأ للعنف أو لتهديد أو حمل رئيس الجمهورية عن أداء عمله أو منعه من أداء مهامه، وأوضح أن المجلس العسكري ليس من حقه حل مجلس الشعب أو تعطيل الدستور لأن "مبارك" كلفه بإدارة شئون البلاد وليس تعطيلها، ووجه في النهاية كلمة للمحكمة استعان فيها بما قاله المستشار "يحيى الرافعي" بخصوص المحامين والقضاة. يذكر أن أنصار ومؤيدي "مبارك" الموجودين بقاعة المحكمة صفقوا أكثر من مرة خاصة عندما قال إن "مبارك" مازال رئيسا للجمهورية، كما قاموا بالهتاف: "بنحبك يا ريس"، وقام المدعين بالحق المدني برفض ما كان يقوله "الديب" ولكن المحكمة لم ترد عليهم. وانتابت المحامون والصحفيون أثناء خروجهم من المحكمة حالة من الضحك وقالوا: "مبارك لسه الرئيس يا جدعان، مبارك لسه الرئيس يا جدعان". فيما ووصف "ناصر العسقلاني" أحد المدعين بالحق المدني ما قاله "فريد الديب" بأنه كلام غير واقعي ووصف المرافعة بأنها تهيؤات بعيدة عن الواقع، وكأنه لا يعلم أن ثورة قامت ب"مصر" من الأساس، وأشار إلى أن جلسة الأحد مجرد جلسة تحصيل حاصل، كما أشار إلى أن كل ما قاله محامي المخلوع أصاب معظم المحامين بحالة من الضحك الهستيري. وقال "ياسر سيد أحمد" مدعي بالحق المدني أن "الديب" جعل من نفسه الأحد ك"نوح" الذي وعظ شعبه للتراجع عن موقفه إلا أنهم ظلوا عليه، فيما قال للمخلوع أنت لست أفضل من رسول الله، و كأن الشعب المصري كله كفار "مكة" و"الطائف"، ووصل الأمر لمطالبته بمحاكمة من عطلوا عمل المخلوع، وعن حديثه أن "مبارك" مازال رئيسا لجمهورية "مصر" قال أن المحكمة الدستورية أقرت منذ ثلاثة أيام بعدم دستورية التعديلات الخاصة بالمادة 76 و 77 لعام 2005 والتي أجريت على أساسها انتخاب رئيس الجمهورية، وبذلك يصبح تواجد "مبارك" في الرئاسة منذ 2005 مخالف للدستور".