إذا كان من المسلم أن المغرب لا يملك بترولا تحت أرضه، فهذا له تفسير لكنه يملك أثمن وأغلى من ذلك . فبالإضافة إلى الفوسفاط، لديه احتياطات معدنية نفيسة من الذهب والماس والقصدير، تحت ترابه وهي غير مستغلة بالشكل الكافي والمطلوب... ويبرز العالم الجيولوجي المغربي الأصل الدكتور عبد الرزاق الألباني أن عدم توفر المغرب على البترول يجد تفسيره في كون الصخرة الأم التي تعطي البترول لم تخضع للحرارة الضرورية لتفجر عيون البترول في الطبقات الأرضية السفلى والعميقة، مشيرا إلى أن طرفاية على سبيل المثال، بها صخور أم غنية جدا وأكثر من صخور بلدان الخليج لكنها لم تخضع للتحولات اللازمة في الزمان . وأكد هذا العالم الذي يدرس بجامعة »بواتييه«، والذي سبق له أن استكشف صحبة فريقه العديد من المناجم المعدنية في الغابون، أن الطبقات الأرضية السفلى للمغرب غنية بالمعادن، مشيرا إلى أن هذا الغنى مرتبط بالتاريخ الجيولوجي للمغرب، وهو تاريخ متنوع وغني يعود إلى ملايين السنين، مكن من وجود تراكمات معدنية غنية ونفسية... وأكد العالم، الذي يعلم جيدا ما تختزنه الأراضي المغربية، أنه إذا كان المغرب يتوفر على ثلاثة أرباع احتياطي العالم من الفوسفاط، الذي يعد عنصرا مهما في الصناعة الكيماوية للأسمدة الفلاحية، فإن لديه أكثر وأغلى من ذلك . هذه المعلومات أكدها تقرير لرصد المقاولة، بعد عمليات تمشيط بالأراضي المغربية، حيث أشار إلى أنه إذا كان المغرب رائدا في إنتاج الفوسفاط، الذي يهيمن على 95٪ من الإنتاج المعدني الوطني، فإن لديه معادن أخرى مثل الذهب والماس والقصدير مما يجعل المغرب يتوفر على قطاعات جد واعدة في مجال المعادن . وكشف ذات التقرير أن منطقة أشماش بمنطقة مكناس تتوفر على أكبر الاحتياطات في العالم من مادة القصدير، وقد وقع المغرب في هذا الشأن اتفاقا مع شركة أسترالية من أجل استخراج ما بين 4000 و6000 طن بداية من 2013 . وأضاف التقرير أن هذه المادة لها مستقبل واعد قد يكون أكثر من البترول نظرا لأنها تدخل في صناعة السيارات والمواد الالكترونية، مشيرا إلى أن الصين البلد الأول المنتج لهذه المادة سيكون زبونا كبيرا للمغرب في ما يخص هذه المادة . ونبه التقرير إلى ضرورة الحفاظ على هذه الاحتياطات وترشيد استغلالها، خصوصا وأن أعين مجموعة من الشركات العالمية مفتوحة على المناجم المغربية .