سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلخادم يشكك في نوايا الرباط و مسؤول آخر يتهمها بإرشاء منظمات دولية لتسويد صورة الجزائر جيوب المقاومة تتحرك مجددا بالجزائر لاجهاض مساعي التقارب الجديدة بين البلدين الشقيقين
في نفس التوقيت الذي كان فيه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي يرسم فيه صورة وردية تدعو للتفاؤل في شأن العلاقات الجزائرية المغربية و يتغنى بمسار التطبيع التدريجي الذي يخطو خطواته الثابتة قادة و مسؤولو البلدين ، كان زميله في الحكومة وزير الدولة و الممثل الخاص للرئيس بوتفليقة يسير عكس التيارتماما بتصريحات تناقض في الجوهر و الشكل النبرة التوفيقية لرئيس الديبلوماسية الجزائرية و تتعمد تحريك الجروح و المواجع القديمة بشكل تهجمي لا يليق بمسؤول حكومي ورجل دولة يدرك متطلبات المرحلة و يخضع لمنطق التضامن الحكومي الذي يفترض أن القيادة السياسية الجزائرية تتكلم كلها بصوت واحد بغض النظرعن الأهواء و الأمزجة الشخصية . رئيس حزب جبهة التحرير و وزير الدولة في حكومة الجيران و الذي لا يخفى على أحد حمولة الحقد الدفين الذي يحمله للمغرب حكومة و شعبا ، يزعم من خلال آخر تخريجاته الصحفية أن المغرب غير جاد في مسار التطبيع مع بلاده و يعتبر أن الرباط تبحث فقط عن الانتفاع الاقتصادي من خلال دعواتها المتكررة لفتح الحدود البرية المغلقة من طرف واحد منذ 17 سنة. بلخادم أعاد ترديد أسطوانته القديمة و المشروخة و التي مفادها أن عدم وفاء المغرب بتعهداته بشأن ملف النزاع في الصحراء الذي لا تنفك القيادة السياسية الجزائرية تؤكد أنه بيد الأممالمتحدة لوحدها _ يعيق مسلسل تطبيع العلاقات الثنائية . الممثل الشخصي لبوتفليقة يرهن مجددا قرار فتح الحدود البرية بين البلدين بالاتفاق الثنائي حول جملة من الاجراءات الميدانية و في مقدمتها محاربة تهريب السلاح و الهجرة السرية عبر الحدود المشتركة للبلدين . مواقف بلخادم التصعيدية تعيد الى الأذهان حلقات معروفة من مسلسل التدخل القسري و الحازم لرموز نافذة بالنظام الجزائري في مناسبات متعددة لامتصاص آثار أي مساعي لتحقيق تقارب بين البلدين الجارين و إجهاضها في المهد . بلخادم أكد بالملموس أنه يشكل جزءا من ذلك اللوبي المناهض لمسارات التطبيع الجارية على قدم و ساق و إن بخطوات بطيئة و محسوبة و هو بذلك يخدم أجندة بعض الجنرالات المتنفذين الذي ما زالو يتوهمون بأن الجار المغربي لا يمثل في ترتيباتهم المتصلة بموروث الحرب الباردة إلا صمام أمان يستغل مناسباتيا فقط للتنفيس عن حالات الاحتقان الاجتماعي الداخلي و لتسويقه في صورة العدو الخارجي المتربص قصد تأليب الرأي العام الجزائري عليه و شغله حينما تتطلب حسابات الوضع ذلك . تصريحات وزير الدولة الجزائري المتحاملة على المغرب تتقاطع في نفس التوقيت مع إتهامات للمغرب لا تقل خطورة صدرت هذه المرة على لسان رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر و هي تنظيم رسمي حين علق على خلاصات آخر تقرير لمنظمة _ترانسبارنسي _ حول ظاهرة الفساد بالجزائر ، حيث زعم أن المغرب وفرنسا تدفعان أموالا ومزايا لمنظمات حقوقية غير حكومية لتسويد صورة الجزائر بمثل هذه التقارير. و ما بين الخطوتين التصعيديتين الصادرتين عن شخصيات حكومية رسمية بهرم السلطة الجزائري و المتزامنتين بشكل يوحي بأنهما مدروستين و مخطط لهما بعناية يحق لنا أن نتسائل الى أي حدود يمكن للرأي العام المغربي بصفة خاصة و الجزائري عموما أن يثق في مصداقية و جدوى إشارات التقارب و يلتقطها بما يكفي من الحماسة و التحفيز لتكونمقياسا موضوعيا يعكس إرادة الشعوب التواقة الى التلاقح وليس تخطيطات من يتربص ليقتلع بارادة مبيتة هذه الآمال و الاحلام من جذور.