يبدو أن حالة عارمة من الهلع والفزع والرعب باتت تسيطر على نفوس الكثير من أهل الفن في سوريا بعد مرور عدة أشهر على اندلاع شرارة ثورة الغضب على الأراضي السورية، مازال هؤلاء يقبعون بين سندان الزج بأسمائهم في قائمة الفنانين المؤيدين للنظام السوري والموالين له ومطرقة إعلان العصيان له ومباركة المظاهرات المناهضة لوجوده والمطالبة بإقصائه فوراً. هؤلاء هم من اختاروا تماماً الوقوف في الحلقة الوسط وإمساك العصا من المنتصف بين عدم الرغبة في إظهار التأييد الواضح والصريح للنظام الحاكم والدفاع المستميت عن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة مثلما فعل بعض أقرانهم. أبرز الأسماء التي كانت نموذجاً صارخاً للحالة السابقة الفنان السوري تيم الحسن الذي رفض عرضاً مالياً مغرياً بمبلغ 120 ألف دولار نظير حلوله ضيفاً على إحدى البرامج على شاشة إحدى القنوات الفضائية الخليجية، وذلك فور علمه أن البرنامج سوف يتطرق إلى آرائه في الثورة السورية، وبالرغم من أن تيم الحسن قام بإجراء عدة حوارات صحفية خلال الفترة الأخيرة في أعقاب عرض مسلسله الرمضاني "عابد كرمان" إلا أنه كان أحرص ما يكون قبل إجراء أي حوار له على التنبيه على الصحفي بألا يتطرق الحوار إلى الثورة السورية وأحوالها وأرائه فيها واقتصار أسئلة الحوار على الموضوعات والمسائل الفنية فحسب. جاءت الفنانة "جومانا مراد" كنموذج آخر لنفس الحالة الحيادية فهي ترفض تماماً الظهور في أي برامج تليفزيونية خشية الوقوع في فخ الحديث عن الثورة السورية مكتفية بعبارة واحدة مقتضبة لا تتبدل في كافة أحاديثها الصحفية ''أنا مع الإصلاح لكني ضد إسقاط النظام''، المدهش أن جومانا قامت بإجراء اتصال هاتفي مع الناقد الفني طارق الشناوي في أعقاب مقال له بأحد المواقع الإليكترونية يضع إسمها في قائمة الفنانين الذين سيحاولون تبييض صورة النظام السوري وتجميلها عبر مهرجان دمشق السينمائي، وطلبت جومانا من الشناوي أن يحذف إسمها من قائمة الفنانين الموجودين بالمقالة وحاولت أن تختار سبباً موضوعياً بعيداً عن المبررات والدوافع السياسية وهو أنها لا تشارك في المهرجان منذ عدة سنوات نتيجة خلافات مع المسئولين عنه. فيما قالت الفنانة السورية سلاف فواخرجي إن من قاموا بثورة سوريا هم البلطجية لا الشعب، كما هي الحال في مصر، مشيرةً إلى أن أغلب الفنانين والشعب السوري يؤيد الرئيس بشار الأسد. واستنكرت سلاف وضْع إسمها في قوائم العار التي تراها حجرًا على الديمقراطية التي ينادي بها المطالبون بالحرية. وقالت سلاف فواخرجي "وُضعت في قوائم العار عندما قلت رأيي بصراحة في الثورة السورية التي هي ثورة "بلطجية" لا ثورة شعب، كما يحدث في مصر". وأضافت: "البلطجية أرادوا تخريب البلاد وتدميرها وإثارة أعمال السرقة والنهب والشغب، وهو ما أراه العار بعينه". وقالت سلاف: "أغلب الفنانين والشعب السوري يؤيد الرئيس بشار الأسد. وأدرك أيضًا أن هناك قوائم سوداء في مصر. ولا أدري كيف لشعب ينادي بالديمقراطية أن يحجُر على رأي أحد، فهل تلك القوائم من مظاهر الديمقراطية"؟! ونفت سلاف تسخير فنها لخدمة النظام السوري، قائلةً: "فني وزوجي وإبني لم أسخرهم لخدمة النظام، فكلٌّ منا يفعل ما يمليه عليه ضميره وواجبه. والكليب الأخير الذي صوره إبني حمزة ليس التجربة الأولى التي يخوضها". وأضافت: "حمزة شعر بأن من واجبه عمل أغنية يساند بها سوريا في المحنة التي تمر بها، فساعدناه أنا ووالده في ذلك، وأنتجتها له جدته ابتسام أديب. والأغنية بعنوان "ولادك يا سوريا" وسبق لحمزة تقديم أغنية مع والده "بشكر الله أنا سوري" عام 2006، كما شاركني في مسلسل "كليوباترا" في دور أخي بطلميوس الثالث عشر". أما موقف الفنان جمال سليمان فهو قد عانى من بعض التضاربات، إلا أنه أكد أخيرا تأييده للثورة السورية وما تحمله من معاني سامية و حقوق مشروعة لشعب كبت طويلا.