احتجت أكثر من ثلاثين امرأة هولندية على مشروع قرار حظر البرقع في هولندا، وأكدن النساء المتظاهرات أنهن لن ينصعن لهذا القانون، وقالت إحدى المتظاهرات في «فيديو» بثته إذاعة هولندا العالمية إنه بمجرد ما أن تخرج المرأة من باب منزلها مرتدية النقاب حتى تواجه نظرات من السخرية من البعض ، وأكدت ذلك وهي مرتدية حجابا لا يظهر منه إلا العينين، وتكلمت بلغة عربية فصيحة. وأضافت المرأة ذاتها التي أعلن »الفيديو« أن اسمها «أم إسلام» أن السخرية هي من طرف البعض استخفافا من النقاب، مؤكدة أنها ستجد صعوبة عندما يطبق قرار منع النقاب، وذكرت أن الشرطة تعترض طريق هاته النساء، ورجال الشرطة الهولندية يستفسرونهن عن أسباب ارتداء هذا النوع من اللباس، وتطالبنهن بالعودة إلى المنزل. وأوضحت أن النساء المرتديات لهذا اللباس كلهن يعانين العديد من المشاكل، وحسب »الفيديو« ذاته قال «أبو سعد» إن هنالك عدد محدود من الأخوات اللواتي يرتدين ألبسة من منطلق معتقداتهن الدينية، وتساءل عما الذي يهين المرأة إذا ارتدت البرقع، ولماذا يسلب منها حق ارتداء ما تشاء ومنحها الحرية لاختيار ما تشاء. وأكد صوت من «الفيديو» هو لامرأة من المتظاهرات، أن النساء المرتديات للبرقع لا يؤذين المجتمع الهولندي في شيء، ولا يزعجن أحد في شيء، وأضافت «أم إسلام» أن معظم المنقبات لا يخرجن، وتساءلت لماذا يحاربن، وذكرت أن النساء المنقبات يهدفن لاحترام الشعائر الدينية وتطبيق هذه الشعائر، والمرأة في الإسلام لا يجب عليها الخروج إلى الشارع سافرة. وتساءل آخر من المتظاهرين عن القيمة الإضافية لذلك في المجتمع الهولندي، وقال إن النساء المنقبات بإمكانهن العمل والدراسة، هذا ما هو قائم في بريطانيا، حيث ترتدي النساء البرقع بكل بساطة، ويعملن في المستشفيات والبلديات وفي مكاتب المحامين، ويشغلن مناصب في درجة عالية ولا من أحد يحتج على ذلك. وأضاف أن هاته النساء ينخرطن في المجتمع على أكمل وجه، وتساءل عن أسباب منع حريات النساء المنقبات في هولندا، وتتأسف »أم إسلام« على هذا المنع، معبرة عن حزنها وتطالب بأن تمارس حياتها العادية، مؤكدة أن ارتداء البرقع هي الحياة الطبيعية في الإسلام، وقالت إن ذلك ليس اختيارها وهو فريضة من الله سبحانه وتعالى، والتخلي عنه هو في نفس المرتبة مع ترك الصلاة والإفطار في رمضان أو ما شابه ذلك، واعتبرت النقاب والحجاب كذلك فرض من الله سبحانه وتعالى. وأضاف »أبو سعد« أنه ببساطة لن يترك الأمر للآخرين الذين يعتقدون أن النساء المسلمات مضطهدات، وأكد أنه لن تتخلى النساء عن البرقع بتاتا. وحسب »الفيديو« ذاته ومن خلال روبورتاج لزينب حمود ومارجودي هلس فإن التظاهرة نظمت في الساحة الكبيرة أمام مبنى البرلمان الهولندي، من طرف مجموعة من الناشطين الإسلاميين تطلق على نفسها »وراء القضبان« وأعربت عدد من المتظاهرات اللواتي ترتدين البرقع أن حظ هذا الأخير ما هو إلا تمييز ضدهن. وسبق لوسائل الإعلام الهولندية أن ذكرت أن هولندا ستصبح ثالث دولة اوروبية تفرض حظر على ارتداء البرقع في الأماكن العامة بعد بلجيكا وفرنسا. وقال تلفزيون (ار تى ال) الهولندي إنه من المقرر أن توافق الحكومة لهولندية على مناقشة حظر ارتداء البرقع في أحد اجتماعاتها. وفقا للتلفزيون فإن الحكومة تعتقد أن البرقع لا يناسب مجتمعها المفتوح ويجب على النساء المشاركة بشكل كامل في تنفيذ هذا القرار إذ سيطبق حظر ارتداء البرقع في الشوارع ووسائل النقل العام والمدارس والمستشفيات. ويذكر انه كان هناك بالفعل حظرا على ارتداء البرقع في قطاع التعليم في هولندا. وسيتم معاقبة النساء اللواتي يرتدين البرقع في الأماكن العامة بدفع غرامة تبلغ 300 يورو وسيسمح بارتدائه في المساجد وصالة العبور في المطارات. وأشار التلفزيون إلى أن القرار النهائي سيعتمد على موافقة مجلس الدولة في هولندا ولم يتضح بعد موعد فرض حظر البرقع.