رئيس مقاطعة الحي الحسني السابق الأخ بوشتى الجامعي لا علاقة له نهائيا بتفويت أرض كانت مخصصة لبناء مدرسة نشرت جريدة المساء لعدد يوم الاثنين 10 أكتوبر على صدر صفحتها الأولى موضوعا تحت عنوان «تفويت مدرسة لبناء فيلات فاخرة وأسماء وازنة» مع نشرها لصورة الأخ بوشتى الجامعي الرئيس السابق لمقاطعة الحي الحسني والنائب البرلماني الحالي بعمالة الحي الحسني عن حزب الاستقلال. وإذا كان من المسلم به أن الخصومة السياسية والكيد السياسي وتصفية الحسابات الانتخابية السياسية في هذا الظرف الانتخابي كانت وراء نشر المقال فإن الأمر غير المقبول أخلاقيا هو أن تتولى جريدة تقدم نفسها للقارئ على أنها مستقلة وتتحول إلى خدمة جهة سياسية معينة دون أن تكلف نفسها عناء البحث في الموضوع والاستماع إلى من وجهت إليهم الاتهام خاصة رئيس مقاطعة الحي الحسني السابق الأخ بوشتى الجامعي بدون أدلة واضحة ومقنعة مستندة في ذلك على بعض المغالطات التي أوحاها لها بها الخصوم السياسيون. إن ما تم نشره بالجريدة المذكورة هي مزايدات سياسوية ترمي إلى زرع البلبلة والفتنة خاصة في هذا الظرف السياسي ذي الصبغة الإنتقالية الدقيقة. إن رئيس مقاطعة الحي الحسني السابق السيد بوشتى الجامعي ليست له أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بشركة «بويبلو» ولا بالأرض التي استفادت منها، كل ما هنالك أنه طلب منه بصفته رئيسا للمقاطعة التوقيع على بروتوكول اتفاق بين وزارة التربية الوطنية وشركة «بويبلو» بعد توقيعات مدير الأكاديمية الجهوية السيد نصرالدين الحافي ونائب وزارة التربية بالحي الحسني السيد إبراهيم الباعمراني والمندوب الاقليمي لوزارة الإسكان آنذاك وكان توقيع رئيس مقاطعة الحي الحسني هو آخر توقيع تم توقيعه لأنه الأمر يهم اتفاقا بين وزارة التربية الوطنية ممثلة في مندوبها بالعمالة النائب إبراهيم الباعمراني ومدير الأكاديمية نصر الدين الحافي والشركة. والغريب في الأمر أن جريدة المساء نشرت صورة لبروتوكول الاتفاق بين وزارة التربية الوطنية وشركة «بويبلو» ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى محضر لجنة رخص الاستثناءات (Dérogation) المنجز بتاريخ 2006/12/14 والموقع عليه من طرف رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء محمد ساجد ومندوب وزارة التربية بالحي الحسني السيد ابراهيم الباعمراني ومدير الأكاديمية الجهوية السيد نصر الدين الحافي والسيد مدير الوكالة الحضرية السيد علال السكروجي والسيد حميد بلفضيل مدير المركز الجهوي للاستثمار ومندوب وزارة الصحة آنذاك بالإضافة إلى عامل عمالة الحي الحسني بوشعيب فقار الذي مثل والي الدارالبيضاء آنذاك محمد القباج. إن تعامل شركة «بويبلو» كان مباشرة مع ولاية الدارالبيضاء والجماعة الحضوية للدار البيضاء التي كان يترأسها آنذاك العمدة الحالي محمد ساجد ومع وزارة التربية الوطنية ممثلة في مندوبها إبراهيم الباعمراني ومدير أكاديميتها الجهوية بالدارالبيضاء نصر الدين الحافي ولم يكن لها أي اتفاق أو أي اتصال مباشر مع مقاطعة الحي الحسني آنذاك إلا عند استدعاء رئيسها بوشتي الجامعي لوضع توقيعه على بروتوكول وزارة التربية الوطنية مع الشركة الذي وقعت عليه سلفا الوزارة والعمالة وآخرون كما تمت الإشارة إلى ذلك سلفا، وأن رئيس المقاطعة لم يستدع لحضور أي اجتماع. ان عدم إشارة جريدة المساء إلى محضر لجنة منح التراخيص الاستثنائية الذي تنشره العلم بالمناسبة وأسماء الأشخاص الموقعين عليها والتي لا وجود فيها لأي توقيع للأخ بوشتى الجامعي رئيس مقاطعة الحي الحسني يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها وأن استهداف حزب الاستقلال من خلال رئيس مقاطعة الحي الحسني يظل أمراواضحا ولا غبار عليه. هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن الأمر بالنسبة للسلطات لا يتعلق بتفويت أرض تابعة للأملاك المخزنية وإنما هي أرض في ملكية الخواص ذات الرسمين العقاريين 52960 / س و52961 / س والتي كانت مخصصة سابقا حسب تصميم التهيئة لجماعة الحي الحسني لسنة 1989 لإحداث ثانوية تحمل رمز E50 ، إلا أنه طبقا للفصل 28 من قانون التعمير 90 12 الصادر بظهير رقم 31 92 1 بتاريخ 15 ذو الحجة 1412 الموافق 17 يونيو 1992 والقاضي بانتهاء المنفعة العامة على الأراضي المخصصة لإنجاز المرافق العمومية بعد مرور 10 سنوات فإن هذا المرفق لم يعد خاضعا لنزع الملكية منذ سنة 1999 حيث ينص الفصل على ما يلي «وتنتهي الآثار المترتبة على إعلان المنفعة العامة عند انقضاء أجل 10 سنوات يبتدئ من تاريخ نشر النص القاضي بالموافقة على تصميم التهيئة في الجريدة الرسمية ولا يجوز القيام بإعلان المنفعة العامة للغرض نفسه فيما يتعلق بالمناطق المخصصة للتجهيزات الآنفة الذكر، قبل انصرام أجل 10 سنوات، وعندها يستعيد ملاك الأراضي التصرف في أراضيهم فور انتهاء الآثار على إعلان المنفعة العامة كما ينص على ذلك الفصل 28 من قانون التعمير. ودائما وحسب توضيح السلطات في النازلة فإن صاحب الأرض تقدم بناء على الفصل 28 من قانون التعمير 90 12 بطلب من أجل استرجاع أرضه بعدما أبدت له نيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة الحي الحسني ممثلة في مندوبها السيد إبراهيم الباعمراني ومدير الأكاديمية السيد نصر الدين الحافي بعدم احتياجهم إلى إقامة مدرسة خاصة أن مدرسة الهمداني التي كانت مشغلة سابقا تم تحويلها إلى نادي للتعليم ومقر لمندوبية الحي الحسني لوزارة التعليم، وبناء على ذلك تم تخلي وزارة التربية الوطنية عن المرفق E50 بناء على بروتوكول اتفاق بين وزارة التربية الوطنية وصاحب الأرض الذي هو صاحب شركة «بويبلو» مقابل إنجاز أشغال التوسعة بمدرسة عبد الرحمان بن عوف وهو ما تم إنجازه بالكامل حسب اعتراف مدير الأكاديمية في رسالة الى العمالة مؤرخة في 30 شتنبر 2008، وبناء على اتفاق الوزارة مع صاحب الأرض والشركة منحت اللجنة الاستثنائية رخصتها بشأن إنجاز تجزئة سكنية استفاد منها صاحب الشركة وصاحب الأرض. والتساؤل الذي يظل مطروحا هو لماذا لم يتم إنشاء المدرسة منذ 14 سنة منذ أن تم نزع الملكية سنة 1989، مع العلم بأن رئاسة حزب الاستقلال لمقاطعة الحي الحسني لم تبدأ إلا في سنة 2003 مع نظام وحدة المدينة ومجلس المدينة، والجواب على السؤال يعرفه الخاص والعام، أما حزب الاستقلال ورئيس المقاطعة الأخ بوشتى الجامعي فلا علاقة له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. إن هذه الحقائق الواضحة التي نشرناها تفضح الطبيعة العلمية التي أقدمت عليها يومية المساء من تلقاء نفسها أو مدفوعة من جهة ما والمرتبطة بالأجندة الانتخابية، لأن الجهة المعلومة انتظرت إلى هذه اللحظة لتطرح هذه القضية، اعتقادا منها أنها قنبلة، ولكن تبين لها أنها قنبلة من ورق لا تختلف عن لعب الأطفال.