عاد موضوع انتشار وبيع الأسلحة بسبتةالمحتلة نهاية الأسبوع الماضي إلى واجهة النقاش والجدال الإعلامي بالثغر المحتل، حيث تطرقت وسائل الإعلام المحلية بإسهاب إلى حادث مقتل المواطن المغربي محمد طارق أولاد حدو (33 سنة، متزوج وأب لأربع أولاد، ويقطن بحي روساليس ) بمقهى " لاباريادا" بحي برنسيبي ألفونسو بسبتةالمحتلة على يد مجهول أطلق عليه أربع رصاصات (ثلاثة في الرأس وواحدة في البطن ) وتركه مضرجا في دمائه، ولاذ بالفرار. وأفاد شهود عيان للشرطة الاسبانية أن منفذي عملية الاغتيال استخدموا سيارة ودراجة نارية لتنفيذ مهمتهم، وأن المتهم الرئيسي كان يرتدي قناعا وأطلق الرصاص بطريقة احترافية على رأس الضحية مباشرة بعد مغادرته المقهى التي يرتادها فقط مغاربة سبتة. واستنفرت المصالح الأمنية الاسبانية بسبتةالمحتلة عناصرها، وأجرت فرق التدخل السريع مداهمات وعمليات تفتيش واسعة طالت العديد من المناطق والأحياء بالثغر السليب بحثا عن منفذ عملية التصفية والمتعاونين معه، بعدما اطلعت على أشرطة كاميرات للمراقبة متمركزة بالشوارع المحيطة بمسرح الجريمة. كما قامت الشرطة المحلية بوضع حواجز أمنية للتفتيش والمراقبة على الطرقات الرئيسية للثغر السليب لاعتقال المتهمين، بعدما أمرت النيابة العامة بسبتةالمحتلة الأسبوع الماضي، بفتح تحقيق شامل لاعتقال المتورطين في عملية تصفية المواطن أولاد حدو. وربطت بعض المصادر الصحفية بين عملية التصفية الأخيرة التي راح ضحيتها المواطن أولاد حدو و جريمة اغتيال المواطن المغربي محمد كريم قبل أشهر بالطريقة نفسها وفي نفس الحي، موضحة أن العمليتين الإجراميتين تحملان بصمة مافيا تهريب المخدرات والاتجار في الأسلحة، و تدخلان في إطار صراع مافيا الثغر السليب للسيطرة على السوق المحلية. ومن جهتها، أفادت مصادر مقربة من عائلة الضحية أولاد حدو، أن هذه الأخيرة طالبت بفتح تحقيق نزيه لاعتقال المتورطين في تصفيته، و استبعدت تورط المافيا المحلية في عملية الاغتيال، بمبرر عدم وجود أية علاقة بين الضحية و شبكات التهريب والاتجار في الأسلحة. ورجحت نفس المصادر المقربة من الهالك أن أسباب جريمة القتل ربما تعود إلى أهداف ثأرية وانتقامية بحكم أن الضحية يعتبر من عائلة أحد الجناة، الذين ارتكبوا مؤخرا جريمة قتل في حق مغربي سبتاوي آخر. وعلى النقيض من ذلك، أكدت مصادر إعلامية بسبتةالمحتلة، أن خلفية جريمة القتل الأخيرة تعود إلى حادث اختطاف أحد كبار الأثرياء المغاربة المقيمين في سبتة السليبة على يد مافيا يتزعمها مغربي أصدر القضاء الاسباني في حقه مؤخرا حكما بالإبعاد من المدينةالمحتلة لمدة عشر سنوات ، و أفرج عنه مقابل أداء مبلغ 3 مليون أورو، ليقرر بعد عودته إلى المدينة السليبة الانتقام لنفسه، فنفذ عن طريق عناصره عملية الاغتيال الأولى، فكان الرد تصفية أحد أقاربه الأسبوع الماضي. ويذكر أن فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بمدريد حلت مؤخرا بسبتةالمحتلة، وأجرت تحريات موسعة حول أنشطة شبكات الاتجار في الأسلحة، غير أنه لم يتم لحد الآن اعتقال أفرادها، بسبب تواطؤ سلطات الاحتلال بالثغر السليب وقواتها الأمنية مع عناصر المافيا المحلية.