مصرع 18 شخصًا في تدافع بمحطة قطار نيودلهي بالهند    نتنياهو يرفض إدخال معدات إلى غزة    إعادة انتخاب نزهة بدوان رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع    حمزة رشيد " أجواء جيدة في تربص المنتخب المغربي للمواي طاي " .    توقيف اثنين من المشتبه فيهم في قضية اختطاف سيدة بمدينة سيدي بنور    هذه توقعات أحوال طقس هذا اليوم الأحد    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    فتح باب المشاركة في مهرجان الشعر    غوفرين مستاء من حرق العلم الإسرائيلية في المغرب ويدعو السلطات للتدخل    ريو دي جانيرو تستضيف قمة دول "بريكس" شهر يوليوز القادم    حقي بالقانون.. كيفاش تصرف في حالة طلب منك المكتري تعويض باش تخرج (فيديو)    ابن كيران: تعرضت "لتابياعت" من وزير لايفقه شيئا في السياسة حاول تحريض النيابة العامة علي    رفْعُ الشِّعار لا يُخفِّض الأسْعار!    مقاييس التساقطات المطرية المسجلة خلال 24 ساعة الماضية    في أول زيارة له للشرق الأوسط.. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصل إلى إسرائيل    قنابل أمريكية ثقيلة تصل إلى إسرائيل    بنعلي تؤكد التزام المغرب بنظام تنموي قوي للأمم المتحدة    الصين: 400 مليون رحلة عبر القطارات خلال موسم ذروة السفر لعيد الربيع    العرائش تتألق في البطولة المدرسية    بنسعيد يفتتح الخزانة السينمائية.. ترميم الأفلام ووثائق "الفن السابع"    الوزير بركة يقر بفشل الدعم الحكومي لمستوردي الأضاحي: الملايير ذهبت هباءً والأسعار بلغت 4000 درهم!    ندوة بمراكش تناقش مدونة الأسرة    الجباري: مشروع قانون "المسطرة الجنائية" يتعارض مع مبادئ دستورية    المغرب يعزز حضوره في الاتحاد الإفريقي والجزائر تحظى بمنصب إداري فقط (تحليل)    البطولة الاحترافية.. الرجاء الرياضي يواصل نتائجه الإيجابية بالفوز على شباب السوالم (3-0)    تفكيك شبكة لترويج المخدرات بفاس وتوقيف شخصين بحوزتهما كميات كبيرة من المواد المخدرة    الأرصاد الجوية تحذر من ثلوج وأمطار ورياح قوية يومي السبت والأحد    الغرابي يدعو وزير الاستثمار لمحاربة الدخلاء على النقل الدولي ويؤكد: القوانين الحالية تعرقل تنافسية المغرب أمام الأسطول الأوروبي    إعلام إسباني: المغرب قوة صاعدة في صناعة السيارات    مخاوف الرايس من منافس غير محسوب تدفعه لترشيح القداوي لرئاسة "الاتحاد العام لمقاولات المغرب" بجهة طنجة    حموشي يوقع تعيينات جديدة في هذه الولايات الأمنية    شعبانة الكبيرة/ الإدريسية الصغيرة/ الزميتة وفن العيش المغربي (فيديو)    مسرح محمد الخامس يقدم مكانش على البال لعشاق ابي الفنون    البطولة العربية للريكبي السباعي بمصر.. المنتخب المغربي يحرز المرتبة الثانية    شاعر يعود للتوجه… بثنائية بالدوري الإنجليزي    مفتشو الشغل يضربون احتجاجا على تجاهل الحكومة لمطالبهم    اتحاد طنجة يتغلب على ضيفه أولمبيك آسفي    "أسبوع ارتفاع" ببورصة البيضاء    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    اللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية‬ تنتظر الطعون    بنعلي: المغرب من بين الدول ذات التنافسية العالية في مجال الطاقات المتجددة    "ليلة شعبانة" تمتع جمهور طنجة    أمطار رعدية وثلوج ورياح قوية مرتقبة بالمغرب يوم غد الأحد    الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل    مجلس إدارة أوبن إيه آي يرفض عرض إيلون ماسك شراء الشركة    المغرب يدعو أمام مجلس السلم والأمن إلى إيجاد حل عبر الحوار يضمن استقرار والوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية    الجزائر تحتل المرتبة الرابعة بين الدول العربية في صادراتها إلى إسرائيل    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    بعد الهجوم عليها.. بوسيل ترد على سرحان: "تعيشين آخر 5 دقائق من الشهرة بطريقة رخيصة وعنصرية"    إطلاق موقع أرشيف السينمائي المغربي الراحل بوعناني أكثر من 12 ألف وثيقة تؤرخ للسينما المغربية    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    "بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الربيع العربي" ينادي الجزائر والبوليساريو من "عاصمة حقوق الانسان" جنيف لتحرير الصحراويين في مخيمات تندوف
نقلا عن موقع أفاق لمركز الدراسات والأبحاث
نشر في العلم يوم 28 - 09 - 2011

شهدت الدورة ال18 لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، سويسرا "مواجهة" أكاديمية "لافتة" وأخرى دبلوماسية "حامية" بين المملكة المغربية من جهة والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة آخرى حول كل من وضعية الصحراويين في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر والحل "الأفضل" لانهاء النزاع على الصحراء... فقد شهدت الندوات والمؤتمرات الجانبية التي نظمتها عدد من الجمعيات ومراكز الدراسات غير الحكومية المعتمدة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة على هامش فعاليات الدورة المذكورة في قصر الأمم في جنيف نقاشات وحوارات "حادّة" وأخرى "ساخنة" بين مؤيدي مقترح الحكم الذاتي لانهاء النزاع على الصحراء ومؤيدي أطروحة الانفصال للصحراء...
ومن جهة أخرى عرفت جلسة النقاش العامة لمجلس حقوق الانسان يوم الجمعة 23 ستمبر 2011 انتقادات "علنية" أثناء جلسات الاستماع لممثلي البعثات الدائمة للدول بين ممثل المملكة المغربية وممثل الجزائر حول أوضاع حقوق الانسان في كلا البلدين... وكالعادة كانت قضية الصحراء الورقة "الحسّاسة" التي حاولت الجزائر من خلالها تصفية "الحسابات" القديمة مع جارتها "المتجدّدة" سياسيا وحقوقيا والقادمة الى المجلس حاملة "ورقة" الدستور الجديد لعام 2011 (الذي تمّ الاستفتاء عليه في الأول من يوليوز 2011) و"ورقة" المجلس الوطني لحقوق الانسان الذي تأسس حديثا، حيث تعتبر المملكة هاتين الورقتين رصيد "وافر" في زمن "الربيع العربي" للنهوض بواقع المواطن المغربي وحقوقه استكمالا لمسيرة هيئة "الانصاف والمصالحة" التي تجرأ فيها النظام المغربي على الاعتراف بأخطاء الماضي التي ارتكبها في مجال حقوق الانسان في حين بقيت "الجارة" الجزائر عاجزة عن "السير" خطوة واحدة للأمام منذ عقود في الاطار الحقوقي...
وفي التفاصيل أنّ عددا من الناشطين المغاربة والعرب والاوروبيين والأفارقة الذين شاركوا بمداخلات أمام أعضاء مجلس حقوق الانسان في جنيف كما شاركوا ايضا منذ بداية الدورة القائمة والتي تستمر حتى 28 الجاري في ندوتين كبيرتين على هامش اجتماعات مجلس حقوق الانسان حيث كانت الأولى بعنوان "البعد الانساني في حلّ النزاعات" والثانية حملت عنوان "حماية حقوق الانسان في أماكن النزعات"، وجّهوا نداءات عاجلة للأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة حول ضرورة النظر الى وضعية حقوق الانسان في العالم العربي على أنّها "مسار" متّصل ومترابط بحيث انّه لا يمكن المطالبة باحترام حقوق الانسان من قبل الأنظمة العربية التي تشهد بلدانهم "حراك شعبي" أو"ثورات شبابية سلمية" بينما يغيب صوت الأمم المتحدة عن مطالبة الجزائر وجبهة البوليساريو، المدعومة اصلا ماديا ومعنويا وعسكريا من النظام الجزائري، باطلاق سراح الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر منذ العام 1975 وسط معاناة يومية متزايدة في مأكلهم ومشربهم وفرص عملهم وتحصيلهم العلمي فضلا عن منعهم من الانتقال الداخلي والخارجي وقمع أصوات كل من يعترض على أداء قيادة جبهة البوليساريو... وأبرز هؤلاء الناشطون في هذا الاطار ايضا وضعية الناشط السياسي الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي قامت الجبهة باعتقاله وتعذيبه واتهامه "بالخيانة" ونفته الى موريتانيا فقط لأنه عبرّ عن تأييده لمقترح الحكم الذاتي كحلّ نهائي للنزاع على الصحراء اضافة الى قصة الفنان الصحراوي المعروف الناجم هلال الذي قامت شرطة البوليساريو بمضايقته في مخيمات تندوف بعد الشريط الغنائي الأخير الذي أصدره وتضمّن مجموعة أغنيات تشّجع الشباب لصحراوي على الانتفاضة والثورة ضدّ قيادة الجبهة الحالية متأثرين باخوانهم العرب في الدول العربية الأخرى لنيل حقهم في التعبير عن أرائهم بحرّية...
وفي الندوة الأولى التي حملت عنوان "البعد الانساني في حلّ النزعات" والتي نظمتها الوكالة الدولية للتنمية وشارك فيها كل من الأكاديمي الجامعي والمحلّل السياسي المغربي لحسن حداد، والصحافية والناشطة الحقوية اللبنانية رويدا مروّه والناشط الحقوقي موريس كاتالا رئيس الحركة العالمية من أجل السلام والتنمية بمنطقة البحيرات الكبرى في افريقيا الى جانب أحمد مغيزلات عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) وحمدي الشريفي رئيس المنظمة غير الحكومية "الانتماء من أجل التنمية لحقوق الانسان والتعايش" في مدينة العيون الصحراوية.
وقدّم المتحدثون عرضا مفصّلا لأحد أقدم النزاعات "المجمّدة" في العالم وهو النزاع على الصحراء والذي ناهز عمره ال36 عاما والذي يترّبع على قيادة جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب الديكتاتور الأطول حكما (36 عاما) بعد معمر القذافي (42 عاما) وهو محمد عبد العزيز... واشار المتحدثون الى ان سلسلة المفاوضات الرسمية وغير الرسمية بشأن الصحراء والتي تتّم بين الحين والآخر برعاية المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى الصجراء كريستوفر روس لم تفض الى اي نتيجة ملموسة بسبب تعنّت الجبهة في رفض مقترح الحكم الذاتي الذي حظي بتأييد شعبي واسع لدى الصحراويين وعواصم القرار في العالم...
كما ندّد المشاركون بالصمت الاعلامي العربي والدولي حول أوضاع حقوق الانسان في مخيمات تندوف حيث ان كل ما يعرفه ويسمعه الرأي العام حول اوضاع الصحراويين في مخيمات تندوف لا تزيد عن تقارير لمنظمات غير حكومة دولية مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية دون وجود رصد ميداني حقيقي للأوضاع المعيشية والاقتصادية والتعليمية لا سيّما وضعية الاطفال والنساء في المخيمات والتي بات معروفا مدى سوئها...
واستذكر المتحدثون في معرض ردّهم على ممثلي جبهة البوليساريو الذين حضروا الندوة المذكورة وحاواوا تحريف الوقائع والحقائق حيث عمدوا الى تذكير الحضور بأن محكمة العدل الدولية في لاهاي لم تثبت مغربية الصحراء قبل 36 عاما وانه بالتالي يحق للجبهة رفض مقترح الحكم الذاتي الذي تقدّم به المغرب في العام 2007 وانّه لا يحق للمغرب استغلال موارد الصحراء وادارة الحكم فيها بالشكل الذي هو حاصل حاليا، لكن المتحدثون اسقطوا ادّعاءات ممثلي الجبهة في الندوة حين قدموا بالارقام كيف انّ أعلى نسبة تصويت على الاستفتاء الشعبي الاخير على الدستور المغربي جاءت من الاقاليم الصحراوية المغربية وكيف أنّ اعلى نسب اقتراع في الانتخابات النيابية في كل دورة تاتي من الصحراويين داخل المغرب... ومن ثمّ عرض المتحدثون حجم التنمية والحداثة والتطور الاقتصادي والثقافي والتعليمي والتنموي الذي شهدته الألقاليم الجنوبية الصحراوية داخل المغرب منذ استراجع المغرب لهذه الأاقليم في العام 1976 مشيرين الى ان تنمية الصحراء تكلّف الدولة ميزانيات طائلة وليس كما يدّعى الانفصاليون بأنّ المغرب يستفيد من ثروات الصحراء ويحتكرها.... ولم يغب عن بال المتحدثين التذكير بالوثائق التاريخية التي تثبت ولاء القبائل الصحراوية ويوخ القبائل منذ عقود الى السلطان في المملكة... واشارت اللبنانية رويدا مروّه الى انّ بقاء النزاع لا يبرّر مطلقا لجبهة البوليساريو انتهاك حقوق الصحراويين في المخيمات ولا يبرّر للجزائر سكوتها عن هدر حقوق اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف كون المخيمات تقع على اراضيها وبالتالي فعليها مسؤولية قانونية نصّ عليها القانون الدولي...
وذكرّت رويدا مروه، والتي قامت مؤخرا باطلاق فيلم وثائقي بعنوان "المخلوع" تضمن شهادات للعائدين من مخيمات تندوف حول طرق التعذيب النفسي والجسدي التي تعرض لها فهؤلاء على ايدي جبهة البوليساريو، في رّدها على اداعاءات البوليساريو ان المبعوث الدائم للامم المتحدة للصحراء السابق قال ان مقترح الاستقلال الذي تنادي به الجبهة والاستفتاء على تقرير مصير الصحراويين هو حل "غير ممكن"... واعتبرت مروّه ان الجبهة كعادتها تهرب من مواجهة كل التهم التي تثبت تورطها في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في الصحراء في الوقت الذي تختار ما يحلو لها من بين قرارات وتصريحات الامم المتحدة حول ملف الصحراء وتتتناسى ما يفضح حقيقتها...
ونددّ كاتالا من جهته بالظروف الاجتماعية السيئة وكذا تدهور حقوق الإنسان في مخيمات تندوف حيث يعاني السكان الحرمان من الحقوق الأساسية ولاسيما النساء والأطفال الذين يعانون من الفراق والانفصال عن أهاليهم بسبب ممارسات البوليساريو. وأضاف المشاركون أن هؤلاء السكان محرومون أيضا من حرية التعبير منددين في هذا الإطار بتكميم الافواه والاحباط الذي يعاني منه الشباب الصحراوي الامر الذي يجعله عاجزا عن التعبير عن أفكاره السياسية المستلهمة من "الربيع العربي".
وأشار الدكتور حداد في هذا السياق إلى تعذيب وقهر البوليساريو للسيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بسبب تأييده لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء واعتقاله وتعذيبه ونفيه الى موريتانيا بعيدا عن زوجته واولاده وعائلته... وأنحى باللائمة على الجزائر جرّاء هذه الوضعية التي لايمكن لها، اعتبارا لموقعها كبلد يستقبل السكان المحتجزين، أن تتهرب من واجبها لحمايتهم. واعتبر قيام الجزائر بتفويض تلك المسؤولية إلى حركة انفصالية تنشط فوق أراضيها بالعمل غير القانوني مؤكدا أن الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة عن المأساة في مخيمات تندوف ، وبالتالي يقع عليها واجب ومسؤولية ضمان احترام حقوق الإنسان.
وناقش حمدي الشريفي بعد ذلك مشروع الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب من أجل التسوية النهائية لنزاع الصحراء والذي اعتبره الشريفي، بصفته شاب صحراوي ناشط لخدمة قضية أهله، المقترح الوحيد المطروح حاليا مقابل تعنت البوليساريو التي تتمسك بأطروحات غيرواقعية. وأشار إلى أن الحكم الذاتي يعتبر حلا لقضية الصحراء المغربية، وضمانة لتوطيد مغرب ديمقراطي وحداثي يتيح لسكانه العيش في كرامة والتمتع بحقوقهم السياسية والاجتماعية.
وأجمع المتدخلون على أن البعد الإنساني في مبادرة الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية يظهر جليا إضافة إلى كونه سيضع حدا لمأساة إنسانية في مخيمات البوليساريو في المبادرة التشاركية التي تبنتها الدولة المغربية في إعداد المشروع.
وعرضت مروّه في نهاية الندوة مجموعة من الارقام والوثائق الصادرة عن منظمات حقوقية دولية معروفة تؤكد تحويل المساعدات المخصصة لسكان تلك المخيمات ملاحظة أنها بدلا من أن تساهم في تخفيف معاناتهم فانّ ميليشيات البوليساريو تقوم بتسويقها في بلدان مثل الجزائر وموريتانيا.
وعلى الصعيد الرسمي شهد مجلس حقوق الانسان يوم الجمعة 23 سبتمبر 2011 نقاشا حادا بين ممثل البعثة الدائمة للملكة المغربية والجزائر لدى الامم المتحدة في جنيف خلال جلسة النقاش الصباحية المفتوحة والتي بثتها الكاميرا الحيّة للمجلس على شبكة الانترنت حيث سجل الوفد المغربي،في معرض رده على ادعاءات السفير الجزائري حول انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية المغربية (الصحراوية)،أن الجزائر تتمادى في هروبها إلى الأمام بإثارتها من جديد لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ،في سعي منها إلى تحويل انتباه مجلس الأمن عن عجزها على المستوى الوطني في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وذّكر الوفد المغربي نظيره الجزائري بأن الجزائر ليست في موقع يؤهلها للحديث عن حقوق الإنسان عموما وعن وضعية حقوق الإنسان بالمغرب بالخصوص،مؤكدا أن التخلف الذي تسجله الجزائر في مجال الديمقراطية والانفتاح السياسي والإصلاحات،بالمقارنة مع التقدم الذي أحرزه جيرانها المغاربيون،لا يؤهلها للحديث عن حقوق الإنسان. وأضاف الوفد المغربي أن تخلف الجزائر عن مواكبة التحولات الديمقراطية الجارية في شمال إفريقيا يؤكد الطابع الماضوي والإيديولوجي لخطابها الذي يعود لستينيات القرن الماضي.
وأشار الوفد المغربي إلى أنه كان يتعين على الجزائر، قبل توجيه النقد لجيرانها، القيام بتقييم ذاتي من أجل التحرر من عقلية الحرب الباردة والتكفير عن ماضيها الأليم في مجال حقوق الإنسان وتجاوز تعثرها في مجال العدالة الانتقالية. ودعا الجزائر إلى التخلي عن إصرارها العبثي على استغلال حقوق الإنسان وعن عدم تصور تنميتها إلا من خلال زعزعة الوحدة الترابية للمغرب،مضيفا أنه كان يتعين على الجزائر،قبل الحديث عن حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمغرب،البدء بالاعتراف بواجباتها الدولية في حماية سكان مخيمات تندوف والالتزام بها. وأكد أنه كان يتعين على الجزائر كذلك ،قبل انتقاد وضعية حقوق الإنسان لدى جيرانها،أن تعيد قراءة خلاصات وتوصيات التقارير السنوية والخاصة العديدة التي أنجزتها مختلف المنظمات غير الحكومية والآليات الأممية لحقوق الإنسان وترّد عليها .وخلص الوفد إلى القول بأن تلك هي التحديات الموضوعية وجوانب الخلل الهيكلية التي يتعين أن تنشغل بها الجزائر بدل التركيز على المغرب وصحرائه.
النقاش الحاد على المستوى الرسمي بين المغرب والجزائر في مجلس حقوق الانسان حسّمه ولو "سطحيا" تدخلات العائدين من مخيمات تندوف والذين تدخلوا امام مجلس حقوق الانسان ليسردوا قصص الانتهاكات الحاصلة في مخيمات تندوف منذ سنوات في حين دعمت الصحافية والحقوقية اللبنانية رويدة هذه الشهادات حيث اشارت الى ضرورة اهتمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشكل مستعجل بوضعية الصحراويين المحتجزين ضدّ إرادتهم بتندوف على الأراضي الجزائرية وتنتهك حقوقهم من قبل ميليشيات البوليساريو بدعم من الجيش الجزائري.
وأثارت مروّه في تدخلها خلال جلسة عامة للمجلس الذي يجتمع في إطار دورته ال 18 بجنيف انتباه الهيئة الأممية بشأن الأسلوب الذي يتم بموجبه انتهاك حقوق الإنسان واللاجئين بطريقة منهجية من قبل البوليساريو في مخيمات تندوف، وبدعم من الأمن العسكري الجزائري. وطالبت مروّه بإحصاء هؤلاء السكان، مشيرة إلى أنه على الرغم من دعوات الأمم المتحدة، والأمين العام الأممي والطلبات الرسمية المتكررة للمفوضية السامية للاجئين فإن الجزائر والبوليساريو تعارضان أي عملية لإحصاء الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف. وشدّدت مروّه على الحاجة لمثل هذا الإحصاء مشيرة إلى تقارير تكشف عن تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان تندوف لبيعها في السوق السوداء... واعتبرت أن رفض الجزائر والبوليساريو لمثل ذلك الإحصاء يعزى إلى خوفهما من أن تكون الأرقام التي قد يتم التوصل إليها أقل بكثير مما يتم تقديمه للجهات المانحة.
ولاحظت مروّه ايضا في مداخلتها امام مجلس حقوق الانسان أيضا غياب حرية التعبير في مخيمات تندوف بشكل يمنع الشباب الصحراوي من الاحتجاج سلميا حيث يتم قمعهم بعنف من البوليساريو مشيرة في هذا الصدد إلى حالة السيد المصطفى سلمة ولد سيدي مولود ، الذي تم إبعاده حاليا عن أسرته في المخيمات بعد أن أعرب عن رأي سياسي يخالف البوليساريو، وأضافت أنه " يجب إحصاءهم وتحديد هويتهم والترخيص لهم بالتنقل بكل حرية للاستقرار بالبلد الذي يختارونه، يجب تمتيعهم بحرية التعبير عن آراءهم السياسية وخاصة مايهم وضعيتهم ومستقبلهم".
إذن مرّة اخرى تتسابق المملكة المغربية والبوليساريو لتوجيه ضربات "تكتيكية" في المحافل الدولية والأممية لبعضهما البعض في محاولة من كل طرف لتوضيح الحقيقة من وجهة نظر كل منهما، ولكن واقع الأمر يشير الى ان ورقة حقوق الانسان رابحة دائما في يدّ المغرب لأن البوليساريو لم تستطع حتى اليوم تبرير نفسها امام العالم في ما يخص انتهاكها كافة حقوق الصحراويين في مخيمات تندوف كما انها كانت ومازالت ترسل صحراويين "مأجورين" يعيشون خارج مخيمات تندوف، وبعضهم لم يزرها طيلة حياته، ليتحدثوا باسم الصحراويين في الخارج مما يطرح سؤالا مهما حول دور العرب في المرحلة الحالية والقادمة من تاريخ العرب الحديث في نصرة قضية اخوانهم الصحراويين ليرجح كفّ الحق على الارهاب و"البلطجة" السياسية وهدر كرامة الانسان العربي اينما كان... والجواب برسم الايام القادمة ويصعب التوقع في هذا الشأن كما حال كل القضايا العربية الأخرى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.