نعود مرة أخرى للحديث عن الإنتاجات التي تقدمها القناتان الأولى والثانية بمناسبة شهر رمضان والتي لم تلق حتى الآن غير الانتقادات من المشاهدين الذين يعتبرون المستوى الذي ظهرت به هذه الإنتاجات هزيلا ولا يرقى لما كانوا يتطلعون إليه لمحو صورة هزال ما قدم في رمضانات السابقة، لكن والمشهد يتكرر هذا العام فإن الكثير منهم يعتبر أن هذه العودة هي استهانة بهم أو محاولة استبلادهم بشكل لا يليق بهم وبمغرب اليوم. وهنا نريد أن نتساءل عن حقيقة هذه الإنتاجات؟ وكيف يتم قبولها؟ ومن وراء هذا القبول؟ وإذا كان من المتعارف عليه عند تقديم أي عمل للتلفزة لا بد وأن يعتمد على نص يعتبر أساسا لقبوله أو رفضه. نتساءل هل هناك لجنة مختصة في قراءة نصوص هذه الأعمال هذا إن كانت هناك نصوص حقيقية لا مجرد أفكار مبلورة مطعمه بسيناريوهات والتي (أي اللجنة) تجيز أم ترفض؟ أم أن هذه الأعمال تأتي جاهزة من شركة للإنتاج خارج مؤسسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تسوق إنتاجها لهذه الأخيرة دون الدخول المفروض من الشركة في الجودة والأداء والإنجاز!؟ أم أن هناك الطرف الخفي والقوي في العملية ويتعلق بالمستشهر الذي له سلطة تدفق الأموال على الشركة الوطنية من خلال المساهمة الفعلية والمكثفة في تمديد الفترات الزمنية للإشهار التي يرتفع معها رقم المعاملات؟ وهذا الأخير (أي المستشهر) يمكن أن يتبنى بدوره إنتاجا معينا بنصه وفصه ووجوهه ويفرضه على الشركة دون التدقيق في رداءته أو جودته!؟ وهدفنا من طرح هذه التساؤلات هو محاولة التقرب من مكمن الداء الذي ابتلي به الإنتاج الخاص بشهر رمضان الذي يعرف انتقادات صريحة من المشاهدين والنقاد والمهتمين والمتتبعين للمشهد الفني المغربي، مما يدعو إلى التساؤل مرة أخرى عن دواعي هبوط المستوى الإبداعي لهذا المنتوج المتميز سنويا. في وقت يتضح فيه من الناحية الفنية والتقنية (أي الإخراج والتصوير والديكورات) أننا وصلنا مستوى جد متقدم عكس المحتوى الذي هو نصوص هذه الإنتاجات فهو مفتقر إلى أفكار تلقى اهتماما لدى المشاهدين أو إفادتهم على غرار ما يقفون عليه في كل رمضان عبر القنوات العربية من خلال إنتاجات قوية وجادة إن على مستوى النصوص أو تنوع المواضيع ما بين تاريخية واجتماعية وثقافية وفنية وفكاهية بإبداع مثير ومذهل ومسيطر على أحاسيس المشاهد الذي يرتبط بهذه الأعمال بشكل كبير، فأين هي إنتاجاتنا من كل هذا؟ سؤال لمن يقدموا لنا الهزال مع حلول كل رمضان...!!