يمكن القول ومن خلال قراءة مجردة من أية خلفية في البرامج التي قدمت بمناسبة شهر رمضان أنها لم ترق إلى مستوى تطلعات جماهير المشاهدين المغاربة رغم ما أنيطت بها من دعاية مسبقة ووصلات إشهارية كنا نأمل وراءها مشاهدة أعمال قوية تنسينا الهزال الذي عرفته إنتاجات رمضانات السابقة، لكن الظاهر أن إنتاجات هذه السنة وإن كانت قد اتصفت بالجودة على المستوى تقنية الإخراج وجمالية الصورة والديكورات والملابس، فإن ما غاب عنها أو أغلبها النص القوي الكفيل بمنحها التشويق والإثارة لتقريب المشاهدين إليها. ولنا أن نتساءل ومعنا زمرة من المشاهدين الذين اتصلوا بنا عن الجدوى من عقدة بطلة «عقباليك»، وماذا يفيد وضعها المشاهد؟ كما يتساءل البعض عن المقصود من سيدكور ياك احنا جيران؟ ونفس السؤال يطرح بالنسبة لمسلسل الحراز الذي عولج موضوعه وهو من التراث الشعبي بنوع من التراكمات والمواقف التي اختلط فيها الأمر على المشاهد، أما «كافي كاميرا» فهذا الإنتاج لا يفهمه سوى معديه الذين لايدري أحد عن ماذا يتحدثون أو ماذا يريدون إيصاله للمشاهد. أما مسلسل دار الورثة فما يشفع له هو الميول المسرحي لأبطاله ثم اخفاء عقدته حول مصير الرياض وهذا سر تتبعه وفهم حلقاته، وتبقى الحلقات الحقيقة الترفيهية طاكسي 36 ثم جار ومجرور تتأرجح مابين تقديم ماهو مقبول وماهو غير ذلك وإن كانت بعض مواضيع هذه (المستملحات) تتعدى حدود اللياقة التي لايقبلها بعض الموقع بهم فيها. كما حدث لبعض الفنانين الذين خرجوا عن جادة الصواب . وفي الأخيرلابد من الاشارة لمسلسل العام طويل الذي هو طويل في عدد حلقاته لكنه نظره قصير بالنسبة لما يطرح فيه من أفكار. وكذلك الأمر في فكاهة سعدي ببناتي التي تطرح موضوعا كبيرا يحتاج الى نص أكبر تمنيت لو قام الممثل عبد الحق الزروالي بكتابته حتى يرقى لحجم الموضوع. ويبقى رغم كل هذه الملاحظات أن ما يشفع لقناتينا خلال شهر رمضان بما قدمت من انتاجات هو حسن اختيارهما للأفلام المغربية التي قدمت على امتداد أيام الاسبوع بكل قناة على حدة والتي لقيت إقبالا وإستحسانا من المشاهدين الدين لم يفتهم السؤال وباستغراب عن دواعي انجاز سهرات نغموتاي خاصة بشهر رمضان بنفس الوجوه التي سبق وأن كرمت في نفس البرنامج سابقا في حين هناك أسماء فنية أخرى يطالها النسيان من قبيل كبار الملحنين والعازفين والمؤلفين والمسرحيين وكتاب الكلمات. هي ملاحظات كان لابد من اثارتها لأنها تترجم أراء المشاهدين الذين نحن دائما على اتصال بهم لأخذ ارتساماتهم وإبداؤنا لهذه الملاحظات لا يعني أننا ضد الانتاجات الوطنية بقناتينا بل العكس نحن دائما كنا من المنادين يمنحها الأسبقية والأفضلية بالقناتين ولكن نريدها (أي الانتاجات) قوية وفعالة ومتقنة وابعاد كل ماهو سطحي عنها حتى تكون مثار افتخار لنا وقادرة في نفس الوقت على إقناع الجميع.