شهدت مائدة إفطار شهر رمضان كوكبة من الأعمال الفنية، التي تراوحت بين المسلسلات الدرامية, وسلسلات السيت كوم, التي خلقت تخمة لدى المشاهد, الذي أصبح يعيش منذ بداية هذا الشهر الكريم سباقا يوميا عبر القنوات الفضائية, بحثا عن المادة التي ترضي ذوقه.وتميز هذا الشهر المبارك بإنتاجات ضخمة شملت قضايا متنوعة, منها ما يعالج قضية المرأة في علاقاتها العاطفية, ومنها ما يطرح بعض القضايا العربية الساخنة, ومنها ما يعيد المشاهد إلى حياة البادية, تلك الحياة العادية والبسيطة, التي يغلب عليها طابع القوة والشهامة والعروبة. وبخصوص الإنتاج التلفزيوني الوطني, الذي سال حوله مداد كثير, وتعرض لانتقادات عديدة, نظرا للمهزلة التي تتكرر كل سنة, وتفسد على المشاهد مائدة إفطاره, إلا أن المشاهد المغربي يجد نفسه متتبعا بعض هذه الأعمال, أملا في أن تتميز بالجودة, لأنه رغم توفر إمكانيات اختيار الأعمال التلفزية عبر القنوات الفضائية, إلا أنه يفضل متابعة الأعمال الوطنية التي ترقى إلى تطلعاته. وشهدت مائدة إفطار المشاهد هذا الشهر خليطا من الأعمال, التي تكرر نفسها, باستثناء بعض الأعمال التي تعرف متابعة يومية. "المغربية" اتصلت ببعض الوجوه الفنية لأخذ آرائها حول هذه البرامج الرمضانية, ومنها من أبدى ارتياحه لمستوى الإنتاج هذه السنة, ومنهم من لم يكن راضيا تماما عنها. وأبدت الفنانة التشكيلية فنيدة لمكينسي أسفها بخصوص المستوى الضعيف للإنتاج التلفزيوني الوطني, قائلة "حاولت مطلع شهر رمضان مشاهدة بعض الأعمال الوطنية, إلا أنني لم أتمكن من متابعتها, لأنها لم تعجبني إطلاقا, ما دفعني لمشاهدة القنوات الفرنسية, التي أتابع برامجها بشكل يومي, نظرا للقيمة الفنية والفكرية والأدبية التي تقدمها للمشاهد, أنا لا أشاهد الأفلام الفرنسية, بل البرامج الوثائقية والثقافية, التي أستفيد منها كثيرا, خلافا للمهزلة التي نشاهدها على القناتين الوطنيتين". وأضافت لمكينسي, أن مثل هذه الأعمال قد تعجب فئة معينة من المجتمع المغربي, لكن على المسؤولين على هذه البرامج أن يأخذوا بعين الاعتبار أن المجتمع المغربي يتوفر على فئة مثقفة تسعى لمشاهدة أعمال ترقى إلى مستوى تطلعاته, سواء تعلق الأمر بالأعمال الدرامية, أو البرامج الثقافية, موضحة أن الساحة الفنية المغربية تتوفر على فنانين أكفاء وكتاب جيدين. وأكدت أنها غيورة على الإنتاج المغربي, وتتمنى أن يعاد النظر في هذه الأعمال, رغم أن الطريق لتحقيق ذلك ما زال طويلا وبعيدا. من جانبها, قالت الفنانة المغربية لطيفة أحرار "ألاحظ أن هناك قساوة على الأعمال الوطنية, ولدي ما أقوله حول البرامج التلفزيونية الوطنية, لكن أفضل عدم الحديث عن هذا الموضوع الآن, حتى انتهاء شهر رمضان الكريم, لأنني كفنانة أتمنى أن تلقى الأعمال الوطنية انتقادات من قبل متخصصين وانتقادات مقبولة حتى يستفيد منها الفنان. وعموما, فموضوع البرامج التلفزيونية الوطنية, خلال شهر رمضان, أسال الكثير من المداد, وأفضل الكلام عن هذا الموضوع, بعد الانتهاء من تقديم كل الأعمال الرمضانية". وعبرت الفنانة المغربية عائشة ساجد عن غضبها وألمها من المهزلة التي تقدم للمشاهد المغربي, مشيرة إلى أن هذه الأعمال ضعيفة جدا وليست في المستوى المطلوب, قائلة إنها تأسف جدا للوضع الذي آلت إليه الساحة التمثيلية في رمضان, لأنها في كل سنة, تكرر الأخطاء نفسها, وتظهر الوجوه نفسها, دون أن تقدم أعمالا ترقى إلى تطلعات المشاهد. وأوضحت أن السبب الرئيسي في هذه المهزلة هو شركات الدعاية التي أفسدت مستوى الإنتاج الوطني, قائلة "ليس هناك مضمون, ولا لباس, ولا ماكياج, ولا فن, التلفزيون يربح الملايير من وراء شركات الدعاية ولا يمهمه ما يقدم للمشاهد". وتساءلت ساجد لماذا يظل الممثل دون عمل طيلة السنة, وعندما يقترب شهر رمضان تبدأ طاحونة التصوير بسرعة صاروخية, ما يجعل الإنتاج ضعيفا جدا. وأضافت أنه رغم عدم رضاها على هذا الإنتاج, إلا أنها تتابعه يوميا, لأنها تعتبر نفسها جزءا من هذا العالم الفني، الذي أصبح لعبة في أيادي أناس لا تهمهم سوى الماديات, ضاربين عرض الحائط القيمة الفنية للإنتاج الوطني.