سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قطار ينحرف عن مساره , و 11 منزلا منهارا و200 أسرة في إنتظار مأوى جديد خمسة قتلىو 500 أسرة منكوبة و عدة مناطق معزولة بفعل أمطار طوفانية غير مسبوقة بولاية وجدة:
لقي ما لا يقل عن خمسة أشخاص مصرعهم في حصيلة مؤقتة و أصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة بفعل الأمطار الطوفانية التي صاحبت عاصفة رعدية ضربت مدينة وجدة وضواحيها بعد عصر الجمعة الماضي و دامت قرابة الساعتين متسببة في عزل أحياء ودواوير وقطع حركة السير بالعديد من المسالك والطرقات. و أفاد مصدر مسؤول أن مدينة وجدة شهدت منذ التاسع أكتوبر(180 ملم) رقما قياسيا للتساقطات المطرية بلغ نصف ما تسجله كمتوسط سنوي وأضاف أن خلية الأزمة التي شكلت على مستوى ولاية الجهة الشرقية سجلت 500 أسرة منكوبة تتطلب 200 منها عملية ترحيل إستعجالية بعد أن إنهارت منازلها المشيدة على جوانب الوديان المخترقة للمدينة و تعرض 130 منزلا آخر للتصدعات و الشقوق. و تضررت حسب المعطيات المتوفرة لخلية المتابعة عدة قناطر و أسواربالمدار الحضري للمدينة و تدخلت 40 آلية ثقيلة لتحصين المنشآت الحيوية, و تشكلت لجان ستوظف غلافا ماليا يتجاوز 17 مليون درهم للتدخل و الاسعاف و إعادة إيواء الأسر المتضررة و المنكوبة بمساهمة من وزارات التجهيز والاسكان و الداخلية و جمعيات المحسنين التي تعهدت بتوفير 150 غرفة للأسر المرحلة . وحلت صبيحة أمس الأحد بوجدة بعثة وزارية مشكلة من وزيرة الصحة ياسمينة بادو ووزير الاسكان توفيق حجيرة و رئيس مجلس النواب مصطفى المنصوري للوقوف على أحوال الأحياء المنكوبة و ضبط حاجياتها المستعجلة و قام الوفد المذكور بزيارة ميدانية للمواقع المتضررة كما عاين برنامج التدخل الاستعجالي المحلي . وكانت العديد من الأودية المحيطة بوجدة قد تحولت مغرب الجمعة الماضي الى سيول عارمة داهمت العديد من التجمعات السكنية والأحياء وتسببت في إنحراف عربتان للقطار القادم من البيضاء على بعد 800 متر من محطة بني وكيل ( 12كلم جنوب غرب وجدة) عن مسارها السككي وظلت حركة القطارات في إتجاه وجدة متوقفة الى حدود زوال السبت . و أفاد الزميل بلبشير الذي كان يستقل القطار الزائغ أن سرعة بديهية السائق جنبت المسافرين ال250 كارثة محققة حيث عمد الى إيقافه قبل أن يجتاز منطقة تجمع مياه محفوفة بالمخاطر نتيجة التصدعات التي خلفتها سيول المياه بقاعدة السكة و تجنب بذلك كارثة أخرى كانت في إنتظار القطار لو غامر بالاستمرار في السير نحو المحطة حيث إنهارت أسس قنطرة للسكة منصوبة بمدخل محطة وجدة بفعل التيار الجارف ,وتجند الركاب المفزوعون وطاقم القطار لمساعدة النساء والعجزة والأطفال للتوجه سيرا على الأقدام تحت وابل من الأمطار نحو محطة بني وكيل أين حضر والي الجهة رفقة المصالح الأمنية لطمأنة المسافرين و تنظيم عملية نقلهم برا الى مدينة وجدة . وتحدثت مصادر عن إنجراف ناقلة للعمال بنواحي عين بني مطهر بعد فشلها في إجتياز تيار وادي محلي ,وبمدينة وجدة تضررت العديد من البنايات والسيارات بفعل سيول المياه التي غمرت شوارع المدينة وأحيائها و لم تستطيع شبكة التطهير أن تستوعب التساقطات التي تعدت ال 70 ملم في ظرف أقل من ساعتين كما تجاوز منسو ب المياه الجارفة بالعديد من الوديان الجافة عادة والتي تخترق أحياء وادي الناشف و المحرشي والمير علي مجاريها الطبيعية 1100 متر مكعب في الثانية مداهما البنايات المشيدة على جوانبها وعزل أحياء سكنية آهلة و أكدت أنباء مقتل سيدة بمنتجع تافوغالت بعد تعرضها لصاعقة وثانية بحي لمحرشي جرفها تيار غادر في حين لقي تلميذ بمجموعة مدارس بني وكيل بضاحية وجدة حتفه غرقا وسط سيل مائي ولا زالت العديد من الأسر بأحياء وجدية تحصي خسائرها بعد أن غمرت السيول منازلها وشوهدت سيارات الوقاية المدنية وجرافات تتنقل بين عدة مناطق بعد الكارثة في حين ما زالت الأنباء تتحدث عن ضحايا جدد محتملين خاصة بالمداشر والقرى التي عزلتها سيول الوديان في حين ظلت العديد من المقاطع الطرقية بتراب الولاية مقطوعة الى حدود مساء السبت . و كانت مدينة وجدة قد شهدت بشهر شتنبر من سنة 2006 عاصفة رعدية مماثلة مصحوبة بأمطار غزيرة في ظرف وجيز (110ملم ) وهو ما عجل ببرمجة مشروع حماية المدينة من الفياضنات التي يتسبب فيها سيول موسمية لواديي سيدي أمعافة وإيسلي المنحدرين من مرتفعات شرق المدينة وتقوية شبكة التطهير الحضرية بغلاف يفوق 511 مليون درهم ينتظر أن تنتهي الأشغال بها في غضون السنة المقبلة على أن أجزاء عديدة من مقاطع الشبكة التي تم تجديدها بمناطق من الجماعة إتضح أنها غير قادرة على إستيعاب سقف معين من منسوب المياه مما يحتم مراجعة تقنية لها و صيانتها سيما وكل المؤشرات المناخية تؤكد في ضوء الظواهر المناخية الشاذة التي تسجل بمختلف مناطق المغرب منذ ثلاث سنوات ضرورة إتخاذ التدابير الاستعجالية لمواجهة مثل هذه المواقف بما يكفي من برامج تجديد و إعادة هيكلة البنيات التحتية . و تفيد تقارير و توقعات الخبراء أن الموقع الجغرافي للمغرب يرشحه ليكون من بين مناطق العالم المعرضة لتأثيرات التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية.