في ليلة من ليالي مدينة صفرو، تلك الليلة التي صادفت 17 من يونيو الجاري آلت المدينة على نفسها الا ان تفتح احضانها لزوار كرام توافدوا عليها من كل حدب وصوب من هذا الوطن العزيز، قدروا بعشرات الآلاف،ليتملوا بطلعة ملكة حب الملوك ووصيفتيها اللواتي سيرصعن منصة حافلة بالأضواء مفروشة بأنواع الفرش التي تناسب المقام. وعلامات الإستفهام بادية على محيا كل زائر أو على كل مقيم بالمدينة. ترى من ستكون الملكة هذه الليلة؟ ما السر الذي تخبئه هذه اللجنة التي قضت أياما في فرز أحسن شابة ليعتز بها هذا الوطن؟ نعم لأن الاختيار سوف لن ينصب على الشكل والمظهر بل هما عنصران من بين هذه العناصر التي تنسجم وتنصهر لتنبثق عنها هذه العروس في أبهى حلة وأكمل شخصية، شكل ومظهر وثقافة وذكاء وحسن تواصلي. ومستوى تعليمي رفيع .هكذا ارتأت اللجنة ان تكون الملكة. وهكذا يريدها الوطن كله لتعمل من اجل رفع رايته وتبوئه المكانة السامية بين الأمم. إنه ليس احتفالا بالشكل والمظهر كما يتبادر إلى أذهان البعض من ذوي النظر القصير والرؤية القاصرة. إنه احتفال بذا وذلك مقرونا بذكاء وفطنة وعلم ومعرفة وثقافة وعمق وإطلاع.لأن ذلك هو سلاح الفتاة المغربية التي يحق لهذا الوطن أن يفتخر به. انتظرت الجماهير المحيطة بفضاء باب المقام ، وهي تتساءل عمن يسعفها المقام لتعلن أمام الملأ ملكة حب الملوك. فجأة تصعد رحاب المنصة تتبختر في مشيتها وترفل في ذيول قفطانها الذي يشهد ببراعة الصانع التقليدي المغربي الذي برع في تفاصيل خياطته.لأنه كان يعلم مسبقا أنه يصنع لصاحبة المقام. ملكة حب الملوك في دورة مهرجانه 91. إنها الفتاة السلاوية التي يحق أن يفتخر بها الوطن ،إنها هاجر حجي،ذات الأربعة والعشرين ربيعا، ارتقت في سلم الدراسة والمعرفة حتى تبوأت مكانة قاب قوسين أن تؤهلها لتصبح مهندسة إعلاميات في أعرق جامعة مغربية ، هي جامعة الأخوين بإفران ، إلى جانبها وصيفتاها فدوى حجوجي ذات التسعة عشر ربيعا،من صلب مدينة صفرو التي يحق أن تعتز بها .لأنها فتاة جميلة متعلمة مثقفة تتابع دراستها في رحاب المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بنفس المدينة. وصفاء حبيركو الوصيفة الثانية التي انجبتها مدينة القنيطرة. وبها درست وترعرعت وترقت في سلم الدراسة إلى أن استقرت بها المقام كطالبة بالمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بنفس المدينة. وعلى إيقاع نغمات أحيدوس تم الإحتفاء بتتويج هاجر هلالي من الرباط عروسا أمازيغية وهي كمثيلاتها على قدر من العلم والمعرفة والثقافة حيث نالت شهادة الإجازة في علوم الرياضيات التطبيقية. وحتى لاتغار أختها العربية فقد تم الإحتفاء بالشابة السعدية الشامي كعروس عربية على إيقاع نغمات الآلة. ولتحقيق انفتاح أكثر للمدينة ولمهرجانها أبى أهلها الطيبون المضيافون ومسيروها الغيورون على المدينة والتواقون إلى خلق اللحمة بين شمال المغرب وجنوبه. ابوا إلا أن يخصصوا حيزا زمنيا للإحتفاء بعروس الصحراء نوال اعبادي تحت فن ايقاعي يسميه إخواننا الصحراويون بالكدرة . في هذا المشهد الرائع انصهر المحلي بالوطني ايقاعا وموسيقى، عادات وتقاليد وثقافات أغنت المشهد الثقافي المغربي. وتعانقت الملكة والوصيفات والعرائس لتبتكرأحسن إبداع وأروعه ، إنه الوطن. وطن الخير والنماء. وطن العز والكرامة والعلم والمعرفة في ظل ملك همام ثائر هادئ، محتضن لمشروع دستور رائع ينبثق عنه انسان مغربي رائع ومغرب أروع. وفي الهزيع الأخير من الليل أشرفت فقرات الحفل على الإنقضاء، وفي نفوس الجماهير ضمأ إلى المزيد توقا إلى إلى الإحتفال وغسل صدإ النفوس من شبهات عصيان حفنة من الشباب الذين ينتابهم بين الفينة والأخرى الحنين إلى العقوق للمدينة وخدلان طهرها ونقائها، فيكسرون بعض أغصان أشجارها التي يتفيؤون ظلالها وتقيهم من حر الهجير .ويتلفون بعض المصابيح التي تنير لهم دروب المدينة. إلا أن أيام المهرجان تكشف عن آلاف من الشباب الشرفاء التواقين إلى السلم والبناء ورفع عماد المدينة ، وهم يتدافعون للعمل ضمن لجان مختلفة خلال أيام المهرجان لإبراز مواهبهم وما تجود به قرائحهم. حينئد يقول كل مواطن صفريوي : مازالت المدينة وأهلها بألف خير. وإلى مهرجان قادم. وكل عام وانتم بألف خير يا شباب المدينة الأوفياء .