سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلم تكشف معلومات سرية: حسني مبارك قتل رفعت المحجوب لأنه قال لصدام حسين "أنت زعيم الأمة" قيادة بالحزب الوطني سربت شائعة شذوذ فاروق حسنى وحرم بطرس غالي شقيقة زوجة شيمون بيريز
كما وعدت جريدة العلم قرائها في الغوص في عالم سري للغاية لكشف الحقائق، هاهي الآن تفي بوعدها لقرائها الكرام، ويبدو أن الأيام القليلة القادمة ستشهد المزيد من الأسرار والتفاصيل. ونتحدث هده المرة على علاقة النظام المصري السابق بالصحافة والصحفيين، فقبل قليل كشف الكاتب الصحفي محفوظ الأنصاري، رئيس تحرير الجمهورية، عن مكالمة تليفونية من جمال مبارك استبعد بعدها من منصبه، واليوم يدلي الكاتب الصحفي فريد زكريا، نائب رئيس حزب الأحرار الأسبق ورئيس مجلس إدارة جريدة شباب الأحرار الأسبق، بشهادته حول تلك المرحلة ويقول: إن عصر مبارك كان مليئا بالموبقات وأنه عانى كثيرا فى سبيل كشف هذه الموبقات للرأي العام، وأن مباحث أمن الدولة كانت تسيطر سيطرة تامة على العديد من الأحزاب والجرائد، متوعدة من يخالف تعليماتها بالتعذيب والإعتقال والإستبعاد، وأضاف كنت عضوا مؤسسا لحزب الأحرار مع الأستاذ مصطفى كامل مراد، وتوليت منصب أمين شباب في الحزب عام 1989 وتم تعييني رئيسا لمجلس إدارة جريدة شباب الأحرار، التي كانت تتميز بموضوعاتها الساخنة، لكنها تعرضت للكثير من الظلم في عهد "زكي بدر" وزير الداخلية الأسبق، وأنه قد آن الأوان لكي يدلي بشهادته حول هذا العصر وما لاقاه من معاناة في سبيل نشر كلمة الحق. وقال زكريا في تصريحاته أنه استمر ثلاث سنوات في رئاسة مجلس إدارتها، وتعرضت الجريدة للمصادرة أربع مرات في عهد مبارك وهو الذي كان يدعي أنه لم يقصف قلم في عهده، موضحا أن مباحث أمن الدولة هي التي أبعدته عنها واعتقلته، بسبب نشره لخبر بعنوان "فضيحة للحكومة المصرية: نائب رئيس مجلس الوزراء المصري متزوج من شقيقة شيمون بيريز" وكان هذا الوزير هو بطرس غالي، وكان شيمون بيريز في هذا التوقيت رئيس مجلس وزراء إسرائيل، وقلت في متن الخبر إن زوجته تتجسس على الإدارة المصرية عن طريق زوجة بطرس غالي التي تنقل أخبار مصر إلى شقيقتها، وبذلك الخبر كشفت عملية تجسس رسمية تتم عن طريق هذه العلاقة الغريبة بين الحكومتين، خاصة أن زوجة غالي كانت تقضي ثلاثة أشهر من كل عام في بيت شقيقتها بإسرائيل، وكان هذا الخبر مواتيا لحملة انتخاب بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة وهو ما اعتبره غالي إعلان حرب على ترشحه، فاعتقلت وعذبت وفقدت 60% من بصر عيني اليسرى، وكان يشرف على تعذيبي اللواء مصطفى عبد القادر، رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق، وأفرج عني بعدما تأكدوا من إصابتي بأزمة قلبية. ويضيف زكريا: جاءتني دعوة من العقيد معمر القذافي لحضور إحدى الإحتفاليات وكان مبارك حاضرا بالإضافة إلى طه ياسين رمضان القيادي البعثي العراقي والعديد من أمراء الخليج، فسلمت كل قائد عربي نسخة من العدد الذي حمل هذا الخبر، وكنت أقول لهم إن بطرس غالي مصري الجنسية وصهيوني الهوية، وحول طريقة حصوله على هذا الخبر قال: كان عندنا نائب رئيس الحزب المرحوم الدكتور أحمد السيد درويش وكان وزيرا سابقا وكان يعمل طبيبا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وللرئيس الراحل محمد أنور السادات، فأعطاني "درويش" طرف الخيط وظللت أبحث في الخبر ستة أشهر بين القاهرةوالإسكندرية وعندما تأكدت من الخبر نشرته، وقلت إنه كان في الإسكندرية مليونير يهودي صاحب مصانع حلويات يقيم في الإسكندرية إسمه نادلر، وكان لدى هذا الرجل بنتان الأولى تزوجها شيمون بيريز والثانية تزوجها بطرس غالي. وجاءنا بطرس غالي بعدها للحزب واشتكاني لمصطفى كامل مراد وقال له محمد فريد زكريا مدسوس. وقال زكريا إن من الأعداد التي صودرت عدد نشرنا به خبرا بعنوان "إصابة أحد وزراء الحكومة بالشذوذ الجنسي" وكان المقصود هو فاروق حسني، والحقيقة وراء هذا الخبر أن أحد أكبر قيادات الحزب الوطني سربه إلى زميلي الصحفي محمود إسماعيل فخفت عليه من عواقب النشر فكتبت عليه إسمي، وأعطيته أجازة مفتوحة حتى لا يتعرض لبطش أمن الدولة وكتبت الخبر بنفسي، ووقعته بإسمي ونشرته وطبعنا الجريدة وقمنا بتوزيعها ليلا، وكنت أثناءها مرشح التحالف بين الإخوان وحزب العمل والأحرار عن دائرة شبرا، وأثناء عودتي للمنزل فوجئت بقوات تحاصر منزلي، فرجعت من حيث أتيت، ولكنهم صادروا العدد وأوقفوا القطار الذي كان يحمل النسخ إلى الصعيد في المنيا حتى تتم المصادرة لكنني نجحت في تهريب مائتي نسخة ودارت مفاوضات مع مباحث أمن الدولة، لتغيير المانشيت وكتابة أي خبر بدلا منه على أن تطبع الجريدة من جديد على نفقة مباحث أمن الدولة، ولكني تشددت في توزيع الجريدة، ثم اكتشفنا فيما بعد أن مصدر الخبر هذا القيادي في الحزب الوطني المنحل كان يكيد لفاروق حسني ويحاول بتسريب هذه الشائعة أن ينتقم منه لأنه رفض الإشتراك في الحزب الوطني، وبعد ذلك التقينا بحسني أنا والأستاذ مصطفى كامل مراد وأوضحنا له الموضوع، واعتذرنا له. واقعة مصادرة أخرى يذكرها زكريا وكان بطل هذه الواقعة هو الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، حيث نشرت الجريدة خبرا تؤكد فيه ضلوع مبارك في عملية الإغتيال لأنه كان يقف أمام محاولات الخصخصة ولأنه قال للرئيس العراقي السابق صدام حسين "إن المنطقة تحتاج إلى زعيم يملأ مكان جمال عبد الناصر ويلم شمل الدول العربية وليس هناك غيرك" وهو ما أثار غضب واستياء مبارك فقتله وأنهى حياته.