لقال المستشار المحترم بن شماش أثناء تقديمه طلب الإحاطة، بأداء المؤسسة التشريعية، وليس طلب الإحاطة. إنه يصاب بالدوخة والحيرة كلما حاول أن يقدم مثل هذا الطلب، بالنظر إلى كثرة المشاكل والهم، والرجل هنا يقدم صورة درامية لانتقاد الحكومة، وهذا من حقه ولا يملك أيا كان أن يصادر له هذا الحق. لكن فليسمح لنا المستشار المحترم أن حالة الدوخة والحيرة لم يجد نفسه فيها بمناسبة عدم قدرته على ترتيب الأولويات والقضايا، بل إن الدوخة والحيرة أصابته كمرض مزمن عضال منذ مدة ليست بعيدة على كل حال، ويتذكرها المغاربة منذ أن قرر الرجل نزع الملابس القديمة، ورميها جانبا، لأنها لم تجلب له إلا البؤس السياسي والإهمال، وقرر أن يرتدي لباسا جديدا مكنه على كل حال من السطو على رئاسة مقاطعة ودخول البرلمان وتحمل مسؤولية رئيس فريق، وأضحى من أعيان التجربة السياسية المثيرة في المغرب، وكان من الطبيعي أن يصاب الرجل بمرض الدوخة والحيرة والارتباك الذي قد يكون ناتجا عن صدمة نفسية بعد الانتقال من وضع الى وضع آخر. أما أن يتحدث السيد المستشار عما وقع في مدينة الحسيمة حينما صدر تصرف طائش متخلف عن رجل أمن ضد أبناء الريف البررة، فإننا نقول للمستشار المحترم إن حزب الأصالة والمعاصرة هو من قام بتعيين الغالبية الساحقة من رجال السلطة من الوالي والعامل إلى القياد بمنطقة الريف، وهذه قضية لم تعد خافية على الرأي العام، والانتهازية كل الانتهازية أن يقوم هذا الحزب البلطجي بما قام به في الريف ما يأتي ليستغل الفرصة ويركب عليها ليندد بسلوك رجل أمن يعرف الجميع أنه وتحديدا في الحسيمة يوجد تحت إمرة «الباملطجية» تم وما علاقة المستشار المحترم بالحسيمة، أليس الرجل ممثلا لسكان يعقوب المنصور ويرأس مقاطعتها، كان عليه أن يتناول الكلمة في إطار طلب الإحاصة دوما ليضع الرأي العام في صورة ما حدث حينما طرده سكان يعقوب المنصور أخيرا واضطرت قوات الأمن الى تهريبه في «صطافيط» تماما كما يحدث لأعتى المجرمين.