استضافت مراكش عاصمة جهة مراكش تانسيفت الحوز على مدى أسبوع قافلة تاريخ بلادي الذي تدخل في سياق رحلتها لمختلف المدن والجهات. وشكل وصول القافلة إلى مراكش في محطتها العاشرة فرصة لتسليط الضوء على أهم المعالم والصفحات التاريخية لهذه المنطقة، ومناسبة لزوار مراكش العريقة وساكنتها للاطلاع عن كثب على أبرز خاصياتها ومميزاتها ومكانتها التي استمدتها من عبق التاريخ منذ نشأتها وإلى اليوم. كما أثارت فضاءات «بلادي» و«تاريخي» فرصة لدى الزوار وخاصة الشباب منهم كل الاهتمام بتاريخ بلادهم، وبأنهم معنيون بماضي المغرب الضارب في جذور التاريخ لأزيد من 12 قرنا. ومعلوم أن مراكش استأثرت دوما باهتمام جميع سلاطين المغرب ومنذ تأسيسها سنة 1070 ميلادية على يد المرابطين ثم الموحدين فالمرينيين لتواصل ازدهارها في عهد السلاطين العلويين. وكانت مراكش خلال فترات وحقب تاريخية مركزا ثقافيا وسياسيا هاما في الغرب الاسلامي. كما شهدت تشييد معالم تاريخية كبيرة عكسته ، وإلى اليوم، المكانة والقيمة التي تبوأتها على مستويات عدة، والتقدم الحضاري الكبير الذي عرفته. وهكذا نقف عند معالم ومآثر ذات قيمة تتميز بها المدينة مازالت تتحدث إلى اليوم نذكر في مقدمتها الأسوار المحيطة بالمدينة العتيقة وجامع الكتبية وقصر البديع وقصر الباهية ومدرسة بن يوسف وقبة المرابطين وقبور السعديين وحدائق المنارة وأكدال، غير أن أهم ما تتميز به عاصمة النخيل، وطنيا ودوليا، من معالم تاريخية هي ساحة جامع الفنا، حيث أضحى هذا الفضاء والذي صنف أخيرا تراثا شفويا للإنسانية رمزا للمدينة وملتقى للفرجة والفكاهة اليومية الدائمة. ولعل هذا الإرث الحضاري هو الذي سمح لمراكش بأن تبقى قبلة سواء للسياحة الداخلية أو العالمية وأيضا محجا وقبلة لمؤتمرات دولية هامة. والأكيد أن جهة مراكش تانسيفت الحوز لا تفخر فقط بمعالم مراكش، فمدينة الصويرة تحفل كغيرها من مدن المغرب بأسوارها التاريخية وحصن باب دكالة والصقالة المدينة والميناء ومسجد القصبة والكنيسة البرتغالية. كما تحتوي جهة مراكش على مواقع أثرية لها أهميتها الكبيرة منها مدينة أغمات التي تبعد عن مراكش بحوالي 30 كلم حيث توجد بها قبر المعتمد بن عباد. ومن المواقع السياحية التي تزخر بها ضواحي مراكش وتغري بزيارتها خلال فصل الشتاء محطة التزلج بأوكيمدن، وخلال الربيع والصيف للانتعاش بجو لطيف ورائق بأوريكة.