ما أن وصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأراضي السعودية السبت بعد إصابته في قصف القصر الرئاسي منذ يومين حتى أعاد للأذهان اليوم الذي أعلن فيه هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ولم يجد أيضا بابا مفتوحا ومرحبا به سوى السعودية، حتى تتحول تلك الدولة الكبرى إلى ملجأ للرؤساء العرب الهاربين من مطاردة الشعوب الثائرة ضدهم. ورغم أن الديوان الملكي السعودي أعلن أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وصل إلى السعودية للعلاج من الجروح التي أصابته إلا أنه اصطحب معه وفدا مرافقا يضم كثيرين من أقاربه وهو ما يؤكد أن دعوة السعودية له لم تكن فقط لتلقي العلاج ، وهو ما اعتبره الثوار اليمنيون هروبا بعد مواجهات دامت لثلاثة أشهر بين صالح والثوار، ليكتسب لقب الرئيس المخلوع. وما أشبه اليوم بالبارحة عندما انشق الجيش التونسي عن الرئيس في أول ثورة شعبية ضد الحكم الديكتاتوري في المنطقة العربية ولم يجد زين العابدين سوى السعودية يلجأ إليها بعد أن تخلى عنه كل حلفائه ورفضت المطارات الدولية المختلفة استقبال الطائرة التي حملته وخرجت من تونس دون أن تعلم أي وجهة تقصدها، حتى جاءت الرياض لنجدته والقبول به وإن كان صالح هو ثان رئيس عربي تستضيفه السعودية بعد ثورة الشعب ضده، إلا أنها عرضت سابقا على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك استضافته وقت كان حكمه يتهاوى أمام إرادة الثوار في ميدان التحرير، ورفض مبارك دعوة السعودية وتمسك بالبقاء في أرض مصر، ثم عادت وجددت عرضها بعد أن تنحى لتلقي العلاج على أرضها ولكنه جدد رفضه للعرض. من جهة أخرى أكد مصدر دبلوماسي أجنبي لقناة CNN الأحد، أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يخضع لجراحة في "المخ والأعصاب" بعد إصابته في رأسه في هجوم استهدف القصر الرئاسي يوم الجمعة الماضي. ورغم تأكيد صالح أنه بخير في كلمة مسجلة ألقاها عقب إصابته، وتأكيد مسئولين يمنيين أن الإصابة طفيفة إلا أن المصدر السعودي أكد أن حالة الرئيس اليمني أسوأ مما كان يعتقد. وكان قد تم نقل رئيس مجلس النواب، يحيى علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء، الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى، وعبد العزيز عبد الغني، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشئون الدفاع والأمن، ووزير الإدارة المحلية، الدكتور رشاد العليمي، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الداخلية، صادق أمين أبو راس، إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإصابات خطيرة في أماكن متفرقة في الجسد وصلت حد البتر.