أعلن الطيب الشرقاوي وزير الداخلية ، عن تسجيل جديد ل 400 ألف مواطن، ضمن قوائم اللوائح الانتخابية، بواسطة بطاقة التعريف الوطنية، فيما سجل 172 شخص أنفسهم بواسطة الدفتر العائلي، وذلك طيلة 15 يوما، من بدء الحملة التوعوية في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن التسجيل هذه السنة كان متقدما مقارنة مع سنة 2009 ، وأن تعميم بطاقة التعريف الوطنية مسألة مهمة، يتم بشأنها بذل مجهودات متواصلة. ونفى الشرقاوي، الذي كان يتحدث ليلة الأربعاء إلى أعضاء لجنة الداخلية بمجلس النواب، أن تكون الأجيال الجديدة من المهاجرين مقصية من قوائم التسجيل، مؤكدا أنه وفقا للمادة 4 من مدونة الانتخابات، تم توسيع مجال معايير التسجيل في القنصليات، لذلك سيكون المهاجرون معنيون بمضامين الدستور الجديد، كونهم مغاربة وقلبهم ينبض بحبهم لوطنهم وللثوابت التي عاهد المغاربة الدفاع عنها، سواء داخل أو خارج المغرب. ولم يتحدث الشرقاوي عن إمكانية مشاركة المهاجرين في الانتخابات المقبلة، وفق مطالب بعض الأحزاب السياسية، وإن كان الأمر جد مستعصي، كون المهاجر، لا يمكنه الحضور إلى قبة البرلمان، للمشاركة في بعض الجلسات العامة، أو اللجان النيابية، والعودة من جديد إلى بلد الإقامة، اللهم إذا استقر نهائيا بالمغرب، وفي هذه الحالة، لن يعد مهاجرا، أو ممثلا عنهم، بل توجد مشاكل تقنية تحول دون مشاركتهم، لبعد المسافة، واختلاف الأنظمة الاجتماعية في التعويضات، وصعوبة ضمان المساواة بين كافة المهاجرين المنتشرين على كافة التراب الوطني. واكتفى الشرقاوي في هذا المجال بالقول«قدمنا مقترحات حول موضوع مشاركة المهاجرين في الاستحقاقات المقبلة، وهناك مناقشة حول مقتضيات قانونية متعلقة بمدونة الانتخابات»، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية قدمت بدورها مقترحاتها حول القوانين الانتخابية نهاية شهر مارس الماضي، وهي في اتصال دائم مع وزارة الداخلية، عبر أمنائها العامين ، فيما ستستمر المشاورات مع أحزاب أخرى لم تستشر بعد في شأن القوانين الانتخابية. ووصف الشرقاوي مقترحات أحزاب الأغلبية والمعارضة على السواء، « بالجادة»، التي تستحق الاحترام، والتقدير، مشددا على ضرورة تعبئة الأحزاب السياسية، وجمعيات المجتمع المدني، لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة، بحماس المواطنة، وانتصار الديمقراطية، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية، لا تريد السقوط في الاستعجال، أو التأخر، ولكنها تحبذ ركوب قطار يسير على سكته الحقيقية، حتى يصل الجميع إلى محطة الآمان في شكل شفاف ومصداقية كبرى لا تشوبها شائبة. وقال الشرقاوي بهذا الخصوص» يجب أن لا نرمي الكرة في مرمى الطرف الآخر، كون التهيئ الجيد، أحسن من الاستعجال المتسرع، وعلى الجميع تحمل مسؤوليته كي تمر الاستحقاقات المقبلة في شفافية تامة، تحترم إرادة المواطنين في الاختيار، لإبراز نخب شابة جديرة بتحمل مسؤوليتها لتطوير الصرح الديمقراطي بالمغرب»، ودعا الشرقاوي الأحزاب السياسية إلى العمل الجاد، وتفادي الشك في طريقة إجراء الانتخابات المقبلة، والوقوف جماعة في صف واحد لمحاربة كل أشكال الفساد المادي والإداري، ومواجهة الخصوم الحقيقيين للديمقراطية، وتقديم خطاب الثقة، وزرع الأمل حتى تنخرط الفئات الشابة في الحياة السياسية، وفي الورش الإصلاحي، وشدد الشرقاوي في كلمته المقتضبة أنه لن يسمح مرة أخرى بإستمرار بعض الظواهر المشينة، مثل الترحال السياسي، من خلال مقتضيات قانونية، ضمن قانون الأحزاب، ومدونة الإنتخابات، قائلا » بحزم سنضع حدا للترحال السياسي». وتحدث الشرقاوي عن مشاركة المغاربة في الإستحقاقات الإنتخابية، خاصة بالأقاليم الجنوبية، حيث تصل النسبة إلى مستوى هام جدا، كتعبير عن حس وحدوي وطني، يرد بشكل واضح على أطروحة الإنفصال.