أعلن المغرب لأول مرة في تاريخ الصحة العمومية عن أول مخطط عمل ضد أمراض الهيموغلوبين التي تعد أمراضاً وراثية ونادرة للدم على رأسها مرض التلاسيميا، وذلك بشراكة بين وزارة الصحة والروتاري الدولي والروتاري المغرب. وأهم لحظات اليوم العالمي هو الإعلان رسميا عن المخطط الوطني لمحاربة ومراقبة أمراض الهيموغلوبين، فإذا كان اليوم ، الفاعلون الوحيدون الذين يساعدون المرضى المصابين بالتلاسيميا في المغرب ممثلون من طرف نادي روتاري جنوة ونادي روتاري الرباط شالة وجمعية ماطيد بصفتهم المبادرين بمشروع «التلاسيميا المغرب» بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا، ابتداء من التوقيع على اتفاقية بين وزارة الصحة وروتاري المغرب ونوادي الروتاري للدار البيضاء ومراكش وفاس وأكادير وطنجة ووجدة بالإضافة إلى ممثلي عشرات نوادي الروتاري لمختلف المدن الإيطالية التي انضمت لبرنامج تلاسيميا المغرب. ويمتد المخطط الوطني لمحاربة ومراقبة أمراض التلاسيميا على السنوات الثلاث القادمة حيث سيؤمن لكل المرضى المصابين التكفل بمصاريف العلاج من نقل الدم وأدوية تكسير الحديد المتراكم شهريا ومدى الحياة. وحسب توقعات وزارة الصحة تقدر التكلفة السنوية بالمريض المصاب بالتلاسيميا من نقل الدم وأدوية تكسير الحديد المتراكم وكذا التحاليل البيولوجية والفحص بالأشعة ما بين 80.000 و120.000 درهم. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل هذا المخطط الوطني كان يعالج مائة طفل فقط مصاب بالتلاسيميا مع أن عددهم الحقيقي يقدر ب 500 مصاب، العشرات منهم يموتون كل سنة بسبب عدم العلاج. الإعلان عن المخطط الوطني لمراقبة التلاسيميا سوف يساهم بشكل حتمي وفعلي في البقاء على قيد الحياة وبالتالي ارتفاع وتنامي عدد المرضى المحتاجين إلى نقل الدم والأدوية وتزايد الأهمية الممنوحة للوقاية من الكشف المبكر على الأشخاص الأصحاء قبل أو أثناء الحمل كما هو جاري به العمل في النمسا وإيطاليا وإيران ساهم جليا في انخفاض نسبة الأطفال المصابين. ويهدف المخطط لمحاربة ومراقبة أمراض التلاسيميا إلى خلق هياكل جهوية للتكفل بمرضى التلاسيميا، من خلال موقعة هذا التكفل عن طريق تهيئ دليل وقائي وعلاجي وطني بتنسيق كامل مع الوكالة الوطنية للتأمين ضد الأمراض وكذا توفير الدم والأدوية اللازمة لجميع المرضى والتكفل العام من طرف العديد من المختصين ومن مختلف الاختصاصات. من جهة أخرى، يسعى هذا المخطط إلى تقوية الموارد البشرية المختصة وتوفير مختبرات التحاليل البيولوجية الطبية والفحص بالأشعة قصد تتبع علاج المريض المصاب بالتلاسيميا. كما يسعى المخطط إلى التعريف بهذا المرض الوراثي بالمغرب عن طريق وضع سجل وطني إضافة إلى تعميق الدراسة الوبائية له. وإذ كانت وزارة الصحة قد أطلقت أول برنامج مخطط وطني ضد الأمراض النادرة والوراثية التلاسيميا فإن الكرة الآن في ملعب المغاربة والمهتمين الإيطاليين صحبة وزارة الصحة من خلال إنجاز مخططات عمل سنوية.في إطار نظام التأمين الإجباري عن المرض، تعد التلاسيميا بمثابة مرض طويل الأمد يتطلب التكفل الكامل به لكن هذا النظام لا يغطي إلا نسبة قليلة من المرضى. وإذا كانت شركات التأمين الخاصة تفرض سقف سنوي من أجل التسديد فهذا يحد من إمكانية الحصول الغالبية على الدواء وبالتالي يفرض على المعوزين انتظار نظام التأمين الصحي الخاص بذوي الدخل المحدود.