زار رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، لندن في مسعى لحشد مزيد من الدعم لثوار ليبيا، في حين قال الاتحاد الأوروبي إنه سيفتح مكتبا في مدينة بنغازي معقل الثوار بشرق ليبيا. واجتمع عبد الجليل مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، ووزير الخارجية، وليام هيغ ، ووزير المالية ، جورج أوزبورن، لبحث تقديم معدات غير قتالية للثوار، وفتح مكتب دائم للمجلس الوطني الانتقالي في لندن. وقبل اللقاء، قال هيغ إن «الوضع في ليبيا ما زال يبعث على القلق الشديد، وهذه الزيارة تتيح فرصة مناسبة لأن نناقش مع السيد عبد الجليل أحدث تطورات الوضع على الأرض، ودراسة كيف يمكن للمملكة المتحدة، والمجتمع الدولي أن يواصلا تقديم الدعم للشعب الليبي». وأضاف هيغ ، في بيان، أنه يجب على العقيد الليبي معمر القذافي أن يتنحى على الفور، وأن يبدأ وقفا حقيقيا لإطلاق النار «حتى يمكن تلبية الحاجات المشروعة للشعب الليبي». ومعلوم أن بريطانيا هي إحدى الدول الرئيسية المشاركة في الضربات الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد نظام القذافي، وقد أرسلت بالفعل سترات مضادة للرصاص ومعدات للاتصالات إلى الثوار الليبيين. وتأتي زيارة عبد الجليل للندن في اليوم الذي يتوقع أن يشهد بدء عمل الصندوق الذي أطلق عليه اسم الآلية المالية المؤقتة لمساعدة المعارضين الليبيين، الذين يقولون إنهم يحتاجون لمساعدات فورية تتراوح قيمتها من مليارين وثلاثة مليارات دولار. في هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية وصول أول شحنة من المساعدات الأميركية للثوار الليبيين إلى بنغازي، كما قال السناتور، جون كيري، إنه يصوغ تشريعًا يجيز تحويل الأموال المتاحة من أرصدة العقيد القذافي المجمدة إلى الثوار الليبيين. وقال كيري, الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ, إنه سيكون هناك مبلغ محدد للمجلس الوطني الانتقالي. وقد جاء ذلك عقب اجتماع كيري مع ممثلين للثوار في واشنطن. وفي تحرك دولي آخر دعمًا لثوار ليبيا ، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إن الاتحاد يعتزم فتح مكتب له في مدينة بنغازي، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة ; بان كي مون، إلى وقف فوري لإطلاق النار. وذكرت آشتون، أمام اجتماع للبرلمان الأوروبي في ستراسبوغ، أن المكتب سيقدم المساعدة في الأمور التي يطالب بها الشعب، وأضافت أنهم «يريدون المساعدة في التعليم والرعاية الصحية والأمن على حدودهم». و سيضم المكتب «بعثة فنية صغيرة» ، وهو ما يمثل ، في رأي الاتحاد، يمثل «إشارة تضامن مهمة». وجددت آشتون دعوتها العقيد القذافي إلى التنحي، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، إلى «وقف فوري لإطلاق النار يمكن التحقق منه» في ليبيا، لكن الثوار في غرب ليبيا رفضوا الفكرة. و من التداعيات السياسية للأزمة الليبية، إعلان القنصل الليبي في القاهرة، فرج سعيد العريبي استقالته من منصبه والانضمام إلى صفوف المعارضة.