أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إن لا مكان للعقيد معمر القذافي وعائلته في ليبيا في إطار أي حل للأزمة الحالية في البلاد. وقال هيغ إن أي وقف مقترح لإطلاق النار في ليبيا ينبغي أن يلبي الشروط التي وضعتها الأممالمتحدة. وكشف هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي في لندن، أمس، أنه اجتمع مع المندوب الليبي المنشق في الأممالمتحدة عبدالرحمن شلقم، مؤكداً أنه سيذهب إلى قطر للمشاركة في اجتماع لجنة الاتصال الخاصة بليبيا والتي ستستضيفها الدوحة الأربعاء. وشدد الوزير البريطاني على «أننا ندعم بكل وسيلة متاحة لدينا الفرصة التاريخية في الشرق الأوسط». وقال إنه لا يمكن الوصول إلى حل إذا بقي القذافي في ليبيا. لكنه أشار إلى أن لندن تدعم جهود الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى تسوية للأزمة الليبية، لكنه قال: «إننا لا نؤمن بالأقوال بل بالأفعال ... أول شيء يجب القيام به هو وقف النار»، في إشارة إلى ضرورة وقف قوات القذافي هجماتها على المدنيين. وأضاف: «لا ينبغي إبرام وقف لإطلاق النار لا يلبي شروط قراري مجلس الأمن الرقم 1970 و1973 بالكامل أو لا يقبله من يمثلون المعارضة في ليبيا بمن فيهم المجلس الوطني الانتقالي». وأضاف: «أي شيء دون ذلك سيكون خيانة لشعب ليبيا وسيصب في مصلحة النظام الذي أعلن وقفين وهميين لإطلاق النار منذ بدء القتال من دون أن تتوقف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها ولو للحظة». وقال هيغ إن الاجتماع التالي للجنة الاتصال الخاصة بليبيا سيكون في إيطاليا بعد قطر. وتحدث عن الوضع في سورية وقال: «إننا قلقون جداً من الوضع في سورية»، مشدداً على دعم لندن حق المتظاهرين سلماً في سورية في التعبير عن احتجاجهم من دون التعرض إلى القمع بالرصاص. وسألت «الحياة» هيغ وفراتيني عن إمكان التدخل العسكري على غرار ليبيا في دول أخرى في الشرق الأوسط، مثل اليمن. فأجاب الوزيران بأن الوضع مختلف في اليمن وأن التدخل العسكري يكون دائماً الخيار الأخير. وقال هيغ إن بلاده تدعم المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. أما فراتيني فقال إن إيطاليا تدعم «الربيع العربي» في الشرق الأوسط وتدعم عملية التنمية في شمال أفريقيا. وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إعداد خطة اقتصادية وتجارية لدعم الديموقراطيات التي تمر في مرحلة انتقالية. وشدد على ضرورة وقف النار ورحيل القذافي عن ليبيا. وفي واشنطن (أ ف ب) حذّر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الأحد، من أن العقيد معمر القذافي يعرف كيف يتمسك بالسلطة، ناقضاً فكرة أن يكون الزعيم الليبي «يهذي». وقال بلير خلال برنامج على شبكة «سي أن أن»: «من الواضح أن هذه ليست الحال». وأضاف: «مهما قال الناس إنه يهذي وإلى ما هنالك، فقد تشبث بالسلطة منذ أربعين عاماً». وباشر الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن وباريس ولندن، هجوماً في ليبيا في 19 آذار (مارس) بعد تلقي الضوء الأخضر من الأممالمتحدة، لحماية المدنيين في النزاع الجاري بين الثوار وقوات القذافي. وقال بلير إن النزاع «لا يمكن أن ينتهي إلا بعملية تغيير يتم الاتفاق عليها في ليبيا»، مؤكداً أن «الوضع القائم ليس خياراً». وأضاف: «أعتقد على الأرجح أن ثمة أصواتاً حوله (القذافي) تقول إن المَخرج المنطقي الوحيد من الوضع هو من خلال آلية تغيير متفق عليها». وبلير هو الموفد الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي.