منذ إقدامه على ارتكاب فعلته الإجرامية، بمقهى (الحافة) بطنجة يوم 15 أبريل المنصرم، وذلك باغتيال الفقيد حسن الزياني، وهو طالب من الرباط ، كان يتابع دراسته بالمعهد العالي للترجمة بطنجة، وإصابته أيضاً بجروح طفيفة، لشخصين آخرين، أحدهما فرنسي من جنسية إسبانية، والمصالح الأمنية، والسلطات المحلية، تشتغل ليل نهار، وعلى جميع الأصعدة في محاولة الوصول إلى الجاني، والكشف عن لغز هذه الجريمة المحيرة، التي ربطتها افتراضاً الوسائل الإعلامية، بواقعة التفجير الإرهابي لمقهى أركانة بمراكش. تأخر الكشف عن خيوط هذه الجريمة الشنعاء ساهم بشكل كبير في تناسل وتفريخ إشاعات وروايات صدقتها بشكل غريب، جل الأوساط في طنجة، وتطوان، والعرائش، وأصيلة، والمضيق، والفنيدق، والقصر الصغير، خاصة، النساء، والفتيات، والأطفال، وبصفة أكثر الإشاعة التي تم ترويجها بشكل واسع، والتي تروي حكاية رجل وصفوه ب (سفاح النساء)، يقوم بالانتقام قتلاً من النساء بدعوى أن إحداهن قامت بقتل طفله، وتمزيق أطرافه، ووضعه في صحن، وتقديمه له، بصفته طباخ فرن تقليدي، واكتشافه فيما بعد، بأن من قام ب (تحميره!) في الفران التقليدي، هو فلذة كبده، وهو ما دفعه إلى الانتقام من النساء. وعلى العموم فإن أسطورة (سفاح نساء طنجة) التي ربطها البعض ب (سفاح مقهى الحافة) لم تعد قائمة على قوة مفعول الإشاعة (المخدومة) بعد تكذيب ذلك من قبل والي الجهة في لقائه الأخير مع الصحافة، لتأتي واقعة الساعة الأخيرة من ليلة الجمعة، والساعة الأولى من يوم السبت (ما بين 12 ليلاً والواحدة بعد منتصف الليل) لتسدل الستار عن إشاعات الرعب والفزع المرتبطة باختفاء مرتكب جريمة مقهى الحافة، حيث تمكنت المصالح الأمنية من مواجهة الجاني المفترض، المدعو عبد اللطيف الزهراوي، لحظة دخول منزل والديه بحي الحافة (المطل على البحر) ، وعند محاولة إلقاء القبض عليه استل سلاحه الأبيض ولوح به في وجه من حاصروه، ثم طعن نفسه، بقطع وريد يده اليسرى، ثم صوب لبطنه طعنة غائرة، لم تمهله طويلاً، ليلفظ أنفاسه الأخيرة كما تقول الرواية الرسمية بمستشفى محمد الخامس، لتنقل جثته بعد ذلك إلى مستودع الأموات بمستشفى الدوق دي طوبار، لإخضاعها للتشريح الطبي، حسب تعليمات النيابة العامة.. وعلمنا من مصادر من عين المكان، أن ملابسات واقعة مقهى الحافة، مازالت غامضة، وأن التحريات مازالت متواصلة، لكشف ألغاز ودوافع هذه الجريمة، واختيار الجاني لهذا المكان الذي يتردد عليه باستمرار الأجانب من عشاق (الدَّكَّاَ!) و (التَّكْمِيدَا!!)..