استنكر طلبة «المعهد العالي للترجمة» بطنجة الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها طالب بالمعهد (حسن الزياني) بعد مهاجمته قبل بضعة أيام من طرف شخص يوصف بالمختل عقليا داخل مقهى «الحافة» بطنجة. ودعا البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى إعادة النظر في السياسة الأمنية، بعد الانفلاتات الأمنية الخطيرة التي قالوا إنها تشكل تهديدا حقيقيا للمواطنين. وأدان البيان التعاطي الأمني مع هذه الجريمة، حيث لا يزال المجرم حرا طليقا، رغم مرور أيام على ارتكابه هذه الجريمة البشعة. وقالت مصادر طلابية إن من بين المطالب الملحة، التي يؤكد عليها الطلبة، ضرورة وجود مركز أمني قريب من المؤسسة بسبب بعض الانفلاتات الأمنية التي تهدد حياة الطلبة بشكل خاص. وتشير نفس المصادر إلى أن محيط المؤسسة عاش مؤخرا حالة رعب حقيقية عندما شوهد أحد الأشخاص أمام المؤسسة يحمل في يده سيفا حادا، وهو ما أثار سخطا عارما في صفوف الطلبة. وأوضحت نفس المصادر أن بعض الطالبات يتعرضن ل«الاستفزازات والتحرشات» من قبل غرباء يقفون خارج المؤسسة. ورغم مطالب الطالبات المتكررة بضرورة التصدي الأمني لهذه الظاهرة، فإن معاناتهن ما تزال مستمرة في ظل غياب أمني واضح. من جهة أخرى، قال طلبة بالمعهد إنهم يزمعون على تنظيم حفل تأبيني ل «الشهيد» حسن الزياني، الذي قالوا إنه راح ضحية عمل «إجرامي ووحشي» من قبل شخص مجهول. ووضعت صورة الطالب حسن الزياني فوق طاولة ببهو المدرسة وعليها باقة ورود، بالإضافة إلى دفتر يحمل توقيعات زملاء وأساتذة الطالب. وقد نظم الطلبة وقفة داخل المؤسسة لقراءة الفاتحة والترحم على فقيد المعهد، الذي ظلت صورته عالقة في ذهن كثير من الطلبة، خصوصا زملاءه والمقربين منه. وكشف طالب مقرب من الفقيد في حديثه ل«المساء» أن الضحية كان برفقته بمقهى «الحافة» طلبة آخرون يدرسون بالمعهد، من بينهم طالبة إسبانية، قال إنها نجت من هذه الجريمة، وغادرت على الفور إلى بلدها بعد وقوع هذا الحدث المؤلم. من جهة ثانية، لم تنجح المصالح الأمنية إلى حد الآن في العثور على الجاني بعد مرور أكثر من أربعة أيام على ارتكابه جريمة القتل، في وقت تشير فيه بعض المعطيات إلى أن الجاني يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، قد تكون هي الدافع الرئيسي لقيامه بهذه الجريمة المروعة. يذكر أن مقهى «الحافة» الشهير بطنجة عاش أجواء رعب حقيقية عندما تابع رواده واحدة من أبشع جرائم القتل في المدينة، حيث قام أحد الأشخاص بمحاولة قتل جماعية لثلاثة طلبة، بينهم طالب أجنبي، كانوا يراجعون دروسهم في هذا المقهى الشهير داخل المدينة.