استسلم ادريس الراضي عن فريق التجمع الدستوري الموحد سريعا للهيجان والغضب عند التقاط أولى الكلمات الواردة في إحاطة الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين الثلاثاء الماضي. وقفز الراضي من مقعده حين تنبه أن مضمون الإحاطة سيتحدث عن الملك الغابوي وراح يوجه وابلا من القذف إلى محمد الأنصاري رئيس الفريق الاستقلالي قائلا له «ما عندك ما دير، لا أنت ولا غيرك»، وأمام انفلات الأعصاب هذا لم تجد كلمات أعضاء الفريق الحركي والاشتراكي والفيدرالي وكذا لحسن بيجديكن رئيس الجلسة الأذن الصاغية من ادريس الراضي الذي تهجم على هذا الأخير قائلا: «احشم أنت». فرد عليه رئيس الجلسة إن هذه مؤسسة تشريعية وليست سوقا، وكما أخذت فرصتك في إلقاء الإحاطة يجب أن تدع الآخرين يقدموا إحاطتهم. يذكر أن إحاطة الراضي ألمحت إلى ما نشر في العلم حول الترامي على الملك الغابوي والاستيلاء على أراضي الجماعات السلالية بمدينة سيدي سليمان قائلا: «اللي فكرشو شي حاجا، القضاء أمام الجميع». وفيمايلي نص الإحاطة التي ألقاها الأخ محمد الأنصاري رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين: إن الفريق الاستقلالي وفي إطار إحاطته اليوم وبعد تسجيل تأسفه لما آلت إليه الأوضاع في مجلسنا من تدن في مستوى النقاش من البعض أحيانا يشير لكون بلادنا قد احتفلت مؤخرا بيوم الأرض والبيئة والموارد المشكلة لها كتراث ذي قيمة جوهرية من أهمه أراضي الجماعات السلالية والملك الغابوي الذي يشكل ثروة وطنية لجميع المغاربة. إن بلادنا كما يعلم الجميع عاشت وتعيش هذه الأيام وفي إطار الحراك السياسي والفضح والمكاشفة ورفع المستور والمحاسبة وضبط الامتيازات للمستفيدين منها وذلك على إيقاع احتجاجات حاشدة لعدة جماعات سلالية ومنظمات حقوقية وشعبية في عدد من المناطق ببلادنا رافعة شعار المطالبة بفتح تحقيق قضائي فيما لحق ويلحق ذوي الحقوق من أضرار مادية ومعنوية نتيجة الاستيلاء على أراضيهم كما يقع بجهة الغرب الشراردة ابني حسن انطلاقا من المعطيات المتوفرة والتي لا تخلو من خطورة نتيجة الاعتداء على الملك العام، بالإضافة إلى الاعتداء على الحقوق الفردية والجماعية لساكنة تلك المناطق بفعل الإستغلال البشع من لدن بعض الأفراد المستغلين للنفوذ السياسي الذي يتسم بالشعبوية، تلك الشعبوية التي من شأنها فضح حقيقة أولئك الذين يحاولون إيهام الشعب بأنهم من المدافعين عن مصالحه العليا الشيء الذي هو بعيد عن الحقيقة بعد السماء عن الأرض، وإن الشعارات المرفوعة في إطار تلك الاحتجاجات تشير بما لا يدع مجالا للشك للتحايل المفضوح على هيبة الدولة، وبالتحديد وزارة الفلاحة للحصول على دعم ملغوم في إطار برنامج المغرب الأخضر، والاستحواذ على عدد من الهكتارات من الأراضي السلالية عن طريق استغلال نواب أراضي الجموع البسطاء بواسطة الترهيب والترغيب، والاثراء على حساب الغير بدون حق ولا سند. إن الفريق الاستقلالي ليؤكد وفي إطار مسؤولياته التاريخية والوطنية وكعادته وبكل جرأة ووضوح تضامنه المطلق مع المستضعفين والمستولى على أراضيهم من ساكنة المناطق المتضررة ويطالب بفتح تحقيق قضائي عاجل من أجل متابعة رموز الفساد بغض النظر عن مواقعهم، وتكوين لجنة لتقصي الحقائق من طرف المجلس الموقر لاستجلاء الحقيقة أمام الرأي العام الوطني وقطع دابر الفساد والمفسدين بغض النظر عن مواقعهم ، كأولئك الذين يأكلون النعمة ويسبون الملة، ويسكنون بيوتا من زجاج ويرمون الناس بالحجارة.