لا الحروفُ الطوالعُ خانتْ، ولا المستديرةُ قد ناصبتْهُ العداء، لكنْ، شلالُ الرّيشةِ جفَّ وما عادتْ تنفعُ أشرعةُ التّزويقْ بعد أن تقوّسَ اليراعُ على دلتا الزمن الزنديقْ وهو يزحفُ إلى غرفة الإنعاشِ بين نعوشٍ ثلاثةٍ ضاقت بالرّؤيا حرقتُها. من أحَلّ من الفقهاءِ بترَ يَدٍ رتّلتْ كتابَ الله مرتينْ، تماماً كما تُبْتَرُ في ديوان الشّرطة أيدي اللّصوصْ أو كما تنكسر شوكةٌ صدئةٌ في أصبعِ بسمةٍ حافيةٍ تطرقُ بابَ القَمَرِ؟ يا نجيعَ الغزالِ انهمرْ وانتفضْ في المرقعة الصّفراءِ على رهَبِ الطغراء، وتمخّضْ ما طابَ لكَ في بركانِ الدّواةِ شاهداً في قفَص الصّمتِ على الصّبّارِ يفقأُ مُقْلةَ ابنِ مقلةٍ كلّما سيّجَ شوكُ الإعجامِ قرنفلَ الصّفحةِ الأخيرة، وانسلّ إليها كابوسٌ من نشيدِ الإنشادِ مارقاً من فجْوةِ التّدويرِ يقشّرُ المنمنماتِ من لثغتها، ويرسمُ خيباتها طوالَ ثلاثَ ولاياتٍ خطُّ الثّلثِ بدمٍ ممسوسْ... يا يُسراهُ التي تقايضُ أوقيةَ المحوِ بأطنانِ الرّماد لكِ أن تطفئي وشايةَ السّطرِ الأولِ للصّدرِ الأعظم برأبِ الوسْطى ما تصدّعَ من شغف السّبّابةِ بالإبهام، وبين أصابعك المتآكلةِ شوكٌ مما تبقّى من يمناهُ بعد ثلاثةِ أسفارٍ بين بغدادَ وشيرازَ وهي تهاجرُ نازفةً من مملكة البرديّ إلى بَرَدِ التّيه الأربدْ، تتحسّسُ غورَ مواجعِها، وتدبّجُ مزموراً تستغيثُ تويجاتُهُ، يتسوّلُ قطرةَ ماءٍ واحدةً تتوجّع في دجلة كلّما تسوّل رقٌّ أغنيةً بتراءَ مقطوعةَ اللّسانِ تتلوّى على خاصرةِ الفزعِ، تفتلُ أسماءَ الله الحسنى بالنورِ مواجدُها الزرقاءُ تستحمُّ حين تُداهمُها حُمَمٌ في شواطي الاحتمالْ... تدعو لمآدبها كَلِماتٍ مخنوقةً خلف السّراب وقبل أن يرتدّ النّداءُ على التماعةٍ مسلولةٍ وينبعثَ اللسانُ فجراً يزهو بولادته يروي لهبَ الشفتينْ، تناديه الأصابعُ المبعثرةُ بينَ النهرينْ، أجنحةُ الشّمس التقطتْ زنابقَها من شِبَاك الغيابِ واحدةً واحدة، وقبل أن تركع السّبّابةُ وتقومَ من ركوعها كانتِ الأيْدي تتعالى حماماً مُرفرفاً يجرّ الهديلُ سلالَهُ مملوءةً عبقاً، ويوزّعُ غيماً على حُرَقِ الضّفّتين...! إفرانمكناس، مارس 2011 (*) مقطع من نص طويل بعنوان "سيناريوهات متطابقة"